الأدلة على جواز التوسل بالنبي ص عند المذاهب الأربعة
بتاريخ : 06-04-2009 الساعة : 03:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما توضع هذه الشبهة وهي قضية التوسل والتبرك
وقذف بالشرك والكفر من يستخدمها
ورغم وجود كثير من المشاركات في هذا القسم ترد هذه التهمة وهروب من يطرحها دون إفادة مقنعة
إلا أنني أحببت تكرارها للتذكير وللاعضاء الوهابية الجدد
وأرجو من المشاركين المخالفين معنا في مبدأ التوسل
أن يكون النقذ في الروايات دون الخروج من الموضوع
تفضلوا
الدليل من المذاهب الأربعة على جواز التوسل
الحمد لله ربِ العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، هذا موجز لبطلان دعوى تحريم التوسل بالأنبياء والصالحين على المذاهب الأربعة .
ليُعلم أن الفقهاء المعتبرين من أهل المذاهب الأربعة متفقون على جواز التوسل بالأنبياء والصالحين ، وها نحن نذكر شيئاً يسيراً يدل على ذلك ، لرد زعم من انتسب إلى الإمام أحمد رضي الله عنه بأن التوسل بالأنبياء والصالحين شرك .
المذهب الحنبلي
ذكر المرداوي في كتاب الإنصاف تحت عنوان فوائد ما نصه (( ومنها - أي من الفوائد - يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب وقيل يستحب )) اه. فماذا يقول هؤلاء عن المذهب الحنبلي الذي قرر أن التوسل بالنبي بعد موته سنة على رأي ، وجائز فقط على رأي فهل يكفرون الحنابلة ؟ وما معنى اعتزاز هؤلاء بأحمد مع أن أحمد في وادٍ وهم في وادٍ آخر ؟ وقد قال الإمام أحمد للمروالروذي ، يتوسل أي الداعي عند القحط وقلة المطر أو انقطاعه بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه ، وجزم به في المستوعب وغيره )) اه.
وقال ابن مفلح الحنبلي في الفروع ما نصه( ويجوز التوسل بصالح ، وقيل يستحب )) اه ، وقال البهوتي الحنبلي في كتاب كشاف القناع ما نصه ( وقال السامري وصاحب التلخيص : لا بأس بالتوسل للاستسقاء بالشيوخ والعلماء المتقين ، وقال في المذهب يجوز أن يستشفع الى الله برجل صالح ، وقيل يستحب ))
وفي كتاب اتحاف السادة المتقين بشرح احياء علوم الدين ما نصه ( وكان صفوان بن سُليم المدني أبو عبد الله ، وقيل أبو الحارث القرشي الزهري الفقيه العابد وأبوه سُليم مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال أحمد : هو يُسْتَسْقَى بحديثه وينزل القطر من السماء ، وقال مرة : هو ثقة من خيار عباد الله الصالحين ، قال الواقدي وغيره مات سنة مائة واثنتين وثلاثين عن اثنتين وسبعين سنة ))اه.
أي أنه توفي قبل أن يولد الإمام أحمد . فهذا أحمد لم يقل يستسقى بدعائه كما يقول ابن تيمية إن التوسل بدعاء الشخص لا بذاته ولا بذكره ، بل جعل أحمد ذكره سبباً لنزول المطر ، فمن أين تحريم ابن تيمية للتوسل بالذوات الفاضلة ؟
ونقل ذلك السيوطي في طبقات الحفاظ فقال ( وذكر_أي صفوان بن سليم _عند أحمد فقال : هذا رجل يستشفى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره . مات سنة أربع وعشرين ومائة )) اه. وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه أحمد بن حنبل قال ( قال بن عينية : رجلان صالحان يُستسقى بهما ابن عجلان ويزيد بن يزيد بن جابر )) اه. وذكر الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة الصحابي عبد الرحمن بن أبي ربيعة الباهلي أنه استشهد ببلنجر من أرض الترك ودفن هناك فهم يستسقون به الى الآن .
-----------
المذهب الحنفي
قال نور الدين ملا علي القاري الحنفي في شرح المشكاة ما نصه ( قال شيخ مشايخنا علامة العلماء المتبحرين شمس الدين بن الجزري في مقدمة شرحه للمصابيح المسمى بتصحيح المصابيح : إني زرت قبره بنيسابور - يعني مسلم بن الحجاج القشيري - وقرأت بعض صحيحه على سبيل التيمن والتبرك عند قبره ورأيت آثار البركة ورجاء الإجابة في تربته ))اه .
وقد جاء في الفتاوى الهندية الحنفية جواز التوسل والتبرك فمن شاء فليراجع ذلك في كتاب - الفتاوى الهندية - (1/266).
-----
المذهب الشافعي
وفي فتاوى شمس الدين الرملي الشافعي ما نصه ( سئل عما يقع من العامة من قولهم عند الشدائد : يا شيخ فلان ، يا رسول الله ، ونحو ذلك من الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين فهل ذلك جائز أم لا ؟ وهل للرسل والأنبياء والأولياء والصالحين والمشايخ إغاثةٌ بعد موتهم ؟ وماذا يرجح ذلك ؟
فأجاب : بأن الأستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين جائزة ، وللرسل والأنبياء والأولياء والصالحين إغاثة بعد موتهم ، لأن معجزة الأنبياء وكرامة الأولياء لا تنقطع بموتهم ، أما الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يصلون كما وردت به الأخبار ، وتكون الإغاثة منهم معجزة لهم ، وأما الأولياء فهي كرامة لهم فإن أهل الحق على أنه يقع من الأولياء بقصد وبغير قصد أمور خارقة للعادة يجريها الله تعالى بسببهم )) اه..
وقال العلامة المجتهد تقي الدين السبكي ما نصه : (( اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين المعرفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان ولا سمع به في زمن من الأزمان حتى جاء من جاء فتكلموا في ذلك بكلام يلبسون فيه على الضعفاء الأغمار وابتدعوا ما لم يسبق إليه في سابق الأعصار ولهذا طعنوا في الحكاية التي تقدم ذكرها عن مالك فإن فيها قول مالك للمنصور : استشفع به ،
----------
المذهب المالكي
قال الإمام مالك للخليفة المنصور لما حج وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأل مالكاً قائلاً ( يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعوا أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ولِم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام الى الله تعالى ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله )) . ذكره القاضي عياض في كتاب - الشفا بتعريف حقوق المصطفى (2/92-93) . وساقه بإسناد صحيح ، والسيد السمهودي في خلاصة الوفا ، والقسطلاني في المواهب اللدنية وابن حجر الهيتمي في الجوهر المنظم ، وغيرهم .
وقال ابن الحاج المالكي المعروف بإنكاره للبدع في كتابه المدخل ما نصه ( فالتوسل به عليه الصلاة والسلام هو محل حط أحمال الأوزار وأثقال الذنوب والخطايا لأن بركة شفاعته عليه الصلاة والسلام وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب ، إذ إنها أعظم من الجميع ، فليستبشر من زاره ويلجأ الى الله تعالى بشفاعة نبيه عليه الصلاة والسلام مَنْ لم يزره ، اللهم لا تحرمنا من شفاعته بحرمته عندك . ءامين يا رب العالمين .
ومن اعتقد خلاف هذا فهو المحروم ، ألم يسمع قول الله عز وجل : (( وَلَو أَنَهُم إذ ظلموا أَنفُسَهُم جاءُوك فاستغفروا الله واستغفرَ لهُمُ الرسولُ لَوَجَدوا الله تواباً رحيما )) سورة النساء . فمن جاءه ووقف ببابه وتوسل به وجد الله تواباً رحيما ، لأن الله عز وجل منزه عن خُلْف الميعاد وقد وعد سبحانه وتعالى بالتوبة لمن جاءه ووقف ببابه وسأله واستغفر ربه ، فهذا لا يشك فيه ولا يرتاب إلا جاحد للدين معاند لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، نعوذ بالله من الحرمان )) انتهى كلام ابن الحاج .
وفي كتاب المعيار لأبي العباس أحمد بن يحي الوانشريسي المالكي ما نصه : (( وسئل بعض القرويين عمن نذر زيارة قبر رجل صالح أو حي فأجاب : يلزمه ما نذر وإن أعمل فيه المطي . ابن عبد البر : كل عبادة أو زيارة أو رباط أو غير ذلك من الطاعة غير الصلاة فيلزمه الإتيان إليه ، وحديث : ( لا تُعمل المطي )) مخصوص بالصلاة ، وأما زيارة الأحياء من الإخوان والمشيخة ونذر ذلك والرباط ونحوه فلا خلاف في ذلك ، والسنة تهدي اليه من زيارة الأخ في الله والرباط في الأماكن التي يرابط بها وتوقف بعض الناس في زيارة القبور وءاثار الصالحين ، ولا يتوقف في ذلك لأنه من العبادات غير الصلاة ، ولأنه من باب الزيارة والتذكير لقوله صلى الله عليه وسلم :(( زوروا القبور فإنها تذكركم الموت )) ، وكان صلى الله عليه وسلم يأتي حراء وهو بمكة ويأتي قباء وهو بالمدينة، والخير في اتباعه صلى الله عليه وسلم واقتفاء ءاثاره قولا وفعلاً لا سيما فيمن ظهرت الطاعة فيه )) اه.
وفي ضمن كلام الوانشريسي أن عمل المسلمين جرى على التبرك بزيارة القبور المباركة عكس عقيدة التيميين ، فتبين بذلك أنهم شاذون عن الأمة في نحلتهم المعروفة وهي محاربة التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والأولياء ومحاربة زيارة القبور بقصد التبرك ، وقد أسفر الصبح لذي عينين .
قول الحق غير متواجد حالياً
حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه
[17279] حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثمان بن عمر انا شعبة عن أبي
جعفر قال سمعت عمارة بن خزيمة يحدث عن عثمان بن حنيف أن رجلا
ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله ان يعافيني
قال ان شئت دعوت لك وان شئت أخرت ذاك فهو خير فقال ادعه فأمره
ان يتوضأ فيحسن وضوءه فيصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء اللهم اني
أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد اني توجهت بك إلى
ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم شفعه في . مسند أحمد ج4/ص138
-------
1- قال تعالى : (( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً )) (النساء: من الآية64)
2- وفي صحيح البخاري عن أنس أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما – كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : " اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا " قال : فيسقون )) رواه البخاري 2(1010) ..
3- قال العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه – لما وقف يستسقى للمسلمين : (( اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ، ولم يكشف إلا بتوبة ، وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك ، وهذه أيدينا إليك بالذنوب و نواصينا إليك بالتوبة ، فاسقنا الغيث )) ، قال الراوي : فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض ، وعاش الناس )) رواه البخاري 2(577) ..
4- (1004) وفيما رواه البخاري عن أنسِ بنِ مالكٍ قال: «جاءَ رجلٌ إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، هلَكَتِ المواشي، وانقطَعتِ السبُلُ فادعُ الله. فدعَا رسولُ صلى الله عليه وسلم فمُطروا من جُمعةٍ إِلى جمعةٍ. فجاءَ رجلٌ إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، تَهدَّمَتِ البيوتُ، وتقطَّعَتِ السبُلُ، وهلكَتِ المواشي. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللّهمَّ على رؤوس الجبالِ والآكامِ، وبطونِ الأوديةِ، ومنابتِ الشجرِ. فانجابتْ عنِ المدينةِ انجيابَ الثوب»." أهـ.
5- (27737) وفي مصنف ابن أبي شيبة حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار، قال: ( وكان خازن عمر على الطعام، قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي فقال: " يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا" ، فأُتِيَ الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر فأقرئه السلام، وأخبره أنكم مستقيمون وقل له: " عليك الكيس عليك الكيس " فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه ) .
6- عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : كان رجل يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له : ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل : اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إنى أتوجهه بك إلى ربي فتقضي لي حاجتي واذكر حاجتك ثم رح حتى أروح ، فانطلق الرجل فصنع ذلك ثم أتى باب عثمان بن عفان فجاءه البواب فأخذ بيده وأدخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة فقال : حاجتك ، فذكر حاجته فقضاها له ثم قال : ما فهمت حاجتك حتى كان الساعة وما كانت لك حاجة فسل ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له : جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلمته فقال له عثمان بن حنيف : ما كلمته ولا كلمني ولكني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير البصر فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل : اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إنى أتوجهه بك إلى ربي فيجلي لي عن بصري اللهم شفِّعه فيّ وشفعني في نفسي ، قال عثمان : فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل الرجل كأنه لم يكن به ضرر .أخرجه البيهقي وغيره .
إخراج الحديث : 1- أخرجه ابن خزيمة (1219)
2- وهو صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ورواه المستدرك على الصحيحين1180،1909،1929.
3- ورواه النسائي في السنن الكبرى ( 10495 ، 10496) .
4- ورواه الترمذي 3578 .
5- ورواه الإمام أحمد (4/128) .
7- روى الإمام ابن ماجة وأحمد ابن حنبل وابن الجعد والإمام البيهقي بسند حسن أن الرسول إذا مشي إلى المسجد قال : " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق الراغبين إليك وبحق ممشايا هذا إليك فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءاً ولا سمعةً بل خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أسألك أن تعيذنى من النار وتدخلني الجنة وتغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " ..
رسول الله يسأل بحق السائلين وهو الغني ويتوسل بكل من سأل الله ونحن لا نفعل ذلك ؟؟!! ..
8- وروى الطبراني بسند صحيح في خمس أو سبع روايات أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : لما أكل آدم من الشجرة وخرج من الجنة استغفر الله لما يغفر له حتى قال : اللهم بحق محمد اغفر لى .. فقال له الله : " يا آدم وكيف عرفت محمداً ؟" فقال : إنك لما أخرجتني يا ربي من الجنة رأيت مكتوباً على ساق العرش لا اله إلا الله محمد رسول الله ، فعرفت انك لم تضم اسم أحد إلى اسمك إلا وهو أحب الخلق عندك فقال الله تعالى:" نعم يا آدم إنه خاتم الأنبياء من ذريتك ولولاه ما خلقتك وبه غفرت لك ولو سألتني به أن أغفر للأولين والآخرين لفعلت" رواه الطبراني ..
9- " ذكر العلماء رضي الله عنهم: أنهيستحب لمن زار النبي صلى الله عليه وسلم أن يقف للدعاء مستقبلا للقبر الشريف، فيسأل الله تعالى ما يشاء من الخير والفضل ، ولا يلزمه أن يتوجه إلى القبلة ، ولا يكون بوقوفه ذلك مبتدعا أو ضالا أو مشركا ، وقد نص العلماء على هذا الأمر ، بل قد ذهب بعضهم إلى القول بالاستحباب.
والأصل في هذا الباب هو ما جاء عن الإمام مالك بن أنس لما ناظره أبو جعفر المنصور في المسجد النبوي، فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لاترفع صوتك في هذا المسجد ، فإن الله تعالى أدب قوما فقال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ )) وقد مدح قوماً فقال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ )) ، وذم قوما فقال : (( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ )) وإن حرمته ميتا كحرمته حيا ، فاستكان لها أبو جعفر فقال : يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة ، بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله ، قال الله تعالى : (( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً ))
قال الشيخ ابن تيمية : قال ابن وهب فيما يرويه عن مالك : إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة ويدنو ويسلم ويدعو ولا يمس القبر بيده .
قال الخفاجي شارح ( الشفا ) : قال السبكي : صرح أصحابنا بأنه يستحب أن يأتي القبر ويستقبله ويستدبر القبلة ، ثم يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم على الشيخين ثم يرجع إلى موقفه الأول ويقف فيدعو." اهـ.
10- ولما حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره في حجة الوداع بدأ بالجزء الأيمن ثم طلب من الحلاق وفي رواية من العباس بن عبد المطلب أن يفرق هذا الشعر على المسلمين فكان الصحابي تصيبه الشعر والشعرتان ، وما زالت إلى الآن عند البعض ومنها الشعرة التي في متحف تركيا ومن العجيب أنها تطول وليس لها ظل كما لم يكن لصاحبها صلى الله عليه وسلم ظل ..
11- وفي إحدى المعارك التي خاضها خالد بن الوليد سقطت قلنسوته بين الأعداء فذهب يحضرها ولما رجع قالوا له أصحابه : كيف تلقي بنفسك إلى التهلكة ، ولكن المعنى كان أعظم من قلنسوة يحميها إنها كانت تحمل شعرة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان يتفائل بها خالد ويعتبرها سبباً لنصرته وكان فوزه ببركتها وبركة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر لنا خالد ..
12- وفيما ذُكر في حديث الشفاعة الطويل في ذلك اليوم العظيم ، يوم القيامة ، في ذلك الموقف العظيم الذي نتوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم ونستشفع به في أعظم وأخطر موقف، فلم لا نذهب مباشرة إلى ربنا رب العزة ؟، ولم نطلبها من الأنبياء ثم إنهم يرفضون الشفاعة ويقولون نفسي نفسي .. ولكن رسول الله يقول أنا لها..أنا لها ، فيسجد تحت العرش :" يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع "، أجيبوني ألا يعتبر هذا شركاً كما تقولون .. اللهم أجرنا في ذلك اليوم ولا تحرمنا من شفاعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
13- وقد قال تعالى : (( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً )) (النبأ:38) .. إذن فرسول الله هو من أُذن له ،إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم وسيلتك يوم القيامة فكيف لا نتوسل به ،إن الله تبارك وتعالى لا يحتاج إلى وساطة رسول الله ولا إلى غيره من الأنبياء ولكن نحن من نحتاج إليه كما أنه لا يحتاج إلى عبادتنا ولا إلى صلاتنا ولا صيامنا بل نحن من يحتاجها..
14 - وذكر بعضهم وإن لم يرد في المرفوع (( من أراد أن يكون حمل زوجته ذكراً فليضع يده على بطنها وليقل إن كان هذا الحمل ذكراً فقد سميته محمداً فإنه يكون ذكراً. )) وجاء عن عطاء قال : ( ما سمي مولود في بطن أمه محمداً إلا كان ذكراً ) .
15- وعن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما قال : (( من كان له حمل فنوى أن يسميه محمداً حوّله الله تعالى ذكراً وإن كان أنثى )) قال بعض رواة الحديث فنويت سبعة كلهم سميتهم محمداً. وعنه «من كان له ذو بطن فأجمع أن يسميه محمداً رزقه الله تعالى غلاماً )) .
16- وشكت إليه امرأة بأنها لا يعيش لها ولد، فقال لها: «اجعلي لله عليك أن تسميه ـ أي الولد الذي ترزقينه ـ محمداً، ففعلت فعاش ولدها»." أهـ. ( السيرة الحلبية ج1 ص128 ) .
17- قال سليم بن عامر الخبائري رحمه الله تعالى : (( إن السماء قحطت ، فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام يستسقون ، فلما قعد معاوية على المنبر ، قال : أين يزيد بن الأسود الجرشي ؟ فناداه الناس ، فأقبل يتخطى الناس ، فأمره معاوية فصعد على المنبر فقعد عند رجليه ، فقال معاوية : اللهم إنَّا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا ، اللهم إنّا نستشفع إليك اليوم ب يزيد بن الأسود الجرشي ، يا يزيد ارفع يديك إلى الله فرفع يديه ورفع الناس أيديهم ، فما كان أوشك أن ثارت سحابة في الغرب كأنها تُرس ، وهبت لها ريح فسقتنا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم )) وحدث مثل هذا في ولاية الضحاك بن قيس . رواه الألباني وقال سندها صحيح وذكرها أيضاً ابن تيميه في الفتاوى المجلد الأول في عدة مواضع .