قال تعالى في كتابه القدير
عنوان موضوعي هو عنوان كتاب اسمه التقوى في القرآن وعند
قراءتي لهذا الكتاب وجدت ان الانسان لايتم كماله الذي من أجله خلق ولا يسعد في حياتهإلا بالاجتماع
مع افراد آخرين من مجتمعه وبيئته ويتعاونون على
أعمال الحياة بما فيها من عناء وآلام وويلات وغيرها
من أمور الدنيا وليس يقوي الأنسان بمفرده على الاتيان بها جميعاً بل
الانسان يحتاج الى أن يضع السنن والقوانين
مع افراد يفهمونه ويفهمهم لكي يحفظ حقوقه وحقوق الآخرين
واذا كانت هذه القوانين والسنن عادلة فأن الحياة سوف
تزدهر
بالأخلاق الفاضلة
والكرامة
ونشر الرحمة
وهذا كله بدوره يؤدي الى حدوث تقوى في الأنسان
فلله خلق الانبياء والرسل من أجل لقاءه في دار الآخرة
فنحن كذلك خلقنا من أجل هدف وغاية
وهي الوصول الى لقاء الله عز وجل
لأننا جميعا راجعون الى ملاقاته
كما قال في القرآن
فمن أجل الوصول الى الله على الأنسان ان يجعل
نفسه في وقاية مما يخافه
واعلم ان التقوى مدارج ومراتب
فالتقوى هي الاجتناب عن محارم الله والقيام بما أوجبه علينا
من التكاليف الشرعية والوقوف عند الشبهات
والمتقي هو الذي يتقي بصالح عمله من عذاب الله
وان الله سبحانه وتعالى يثبت لنا ان المؤمن اذا اتقى الله في
كبائر الذنوب غفر له صغائر الذنوب
كما قال في كتابه العزيز
أن التقوى الحقيقية لدى الانسان تنبع من قلبه وذلك
لطهارته وصفاء جوهره
فهذا هو العلم الحقيقي النوراني الذي لايقبل الشك
وله غاية الاستفادة من الانوار الإلهيه
والالهامات الربانيه فهو المراد بقول الامام علي عليه لسلام
.(انما هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء ).
فدرجة التقوى تكون بعد درجة الأيمان
لذا فمن اراد الوصول الى التقوى فعليه أتباع القرآن
والعترة الطاهرة اللذان هما حبل الوصول الى الله
فأن الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم
أصل الشجرة الطيبة
وأمير المؤمنين عليه السلام
فرعها
والأئمة من ذريتهم عليهم السلام
اغصانها
وعلم الائمة
ثمرتها
وشيعتهم المؤمنين
اوراقها
فهذه هي التقوى الحقيقة امن اراد الوصول الى التقوى
وفي الختام
أود الاشارة الى بعض كلمات أهل البيت عليهم السلام
وبألاخص امام المتقين أمير المؤمنين
عليه السلام
.(أوصيكم عباد الله بتقوى الله التي هي الزاد وبها المعاذ
زاد مبلغ ومعاذ منجح ، دعا اليها اسمع داع ووعاها خير واع
فأسمع واعيها وفاز داعيها ).
وقال ايضا
.( وأوصيكم بالتقوى وجعلها منتهى رضاه وحاجته من خلقه ، فأتقوا
الله الذي انتم بعينه وتواصيكم بيده وتقلبكم في قبضته ان اسررتم علمه وان اعلنتم كتبه وقد وكل بذلك حفظه كراماً
مالايسقطون حقاً ولا يثبتون باطلاً ).
هذا الموضوع من كتابتي ارجوا ان ينال
اعجابكم وتقيمكم
نسألكم الدعاء
تحياتي