قلّة عددهم
نَوَّهت الرواياتُ الواردة عن الصادق المصدَّق صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته الأطهار عليهم السّلام بأنّ أنصار الحقّ في آخر الزمان قليلون، ووصفتهم إحدى الروايات بأنّهم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود في الليل الغابر ، وجاء في رواية عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: واللهِ لَتُمحَّصُنَّ، واللهِ لَتَطيرُنَّ يَميناً وشمالاً حتّى لا يبقى منكم إلاّ كلّ امرئٍ أخَذَ اللهُ ميثاقَه، وكَتَب الإيمانَ في قلبه، وأيّده برُوح منه وفي رواية أخرى عنهم عليهم السّلام: حتّى لا يبقى منكم على هذا الأمر إلاّ الأندَر فالأندَر
وروي عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ ( الباقر ) عليه السّلام يقول: واللهِ لَتُميَّزُنّ، والله لَتُمَحَّصُنّ، والله لَتُغربَلُنّ كما يُغَربَل الزُّؤان من القمح
وروي عن الإمام أبي الحسن عليه السّلام أنّه قال في تفسير قوله تعالى: ( الم * أحَسِبَ الناسُ أن يُترَكوا أن يَقولوا آمَنّا وهم لا يُفتَنون ) يُفتَنون كما يُفتَن الذهبُ. ثمّ قال: يُخَلَّصون كما يُخَلّص الذهب
أنّهم المستضعَفون في الأرض
وقد نصّ الوعد الإلهي الذي لا يتخلّف على أنّ الله تبارك سيَمُنّ على المستضعفين في الأرض ويجعلهم أئمّة ويجعلهم الوارثين الذين يَرِثون الأرض. وعلى الرغم من أنّ المصداق الأبرز والأوضح للآية هو الإمام المهدي عليه السّلام الذي سَيَرِث الأرض، إلاّ أنّ أصحابه وأنصاره ينطوون أيضاً ضمن مصداق الآية الكريمة.
وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال: كونوا كالنَّحل في الطَّير، ليس شيءٌ من الطير إلاّ وهو يَستضعفها ـ الحديث
أنهم البسطاء المجهولون المُتنقّلون
روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه تطرّق إلى ذِكر الشيعة ( في حديث مفصّل ) فقيل له: جُعلت فِداك، فأين أطلب الموصوفين بهذه الصفة ؟ فقال: اطلبهم في أطراف الأرض، أولئك الخَفيضُ عَيشُهم، المُنتقلةُ دارُهم، الذين إن شَهِدوا لم يُعرَفوا، وإن غابوا لم يُفتَقَدوا، وإن مَرِضوا لم يُعادوا، وإن خَطَبوا لم يُزَوَّجوا، وإن ماتوا لم يُشهَدوا ـ الحديث
أنّهم أصحاب البصيرة لا تضرّهم الفتنة
روي عن الإمام الباقر عليه السّلام، قال: إنّما مَثَل شيعتنا مَثَل أندر ( يعني بيدراً فيه طعام ) فأصابة آكِل فنُقّي، ثمّ أصابه آكل فنقّي، حتّى بقي منه ما لا يضرّه الآكل؛ وكذلك شيعتُنا يُميَّزون ويُمحَّصون حتّى تبقى منهم عصابة لا تضرّها الفتنة
وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّ الله تبارك وتعالى عَلِمَ أن أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنّهم يرتابون ما أفقدهم حُجّتَه طرفةَ عين
أنّهم الذين أخذ الله ميثاقهم
روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: لو قد قام القائم عليه السّلام لأنكره الناس، لأنّه يرجع إليهم شاباً مُوفَّقاً، لا يَثبُت عليه إلاّ مؤمنٌ قد أخذ الله ميثاقَه في الذرّ الأوّل
وقد ذكرنا آنفاً في رواية عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه لا يبقى إلاّ من أخذ الله ميثاقه وكتب الإيمان في قلبه، وأيّده بروح منه.
أنّهم الغُرباء الفارّون بدينهم
روي عن الإمام الجواد عليه السّلام: إذا مات ابني عليّ بدا سراجٌ بعده ثمّ خَفِي، فويلٌ للمرتاب، وطُوبى للغريب الفارّ بدينه، ثمّ يكون بعد ذلك أحداث تَشيب فيها النواصي، ويُسيَّر الصُّمّ الصِّلاب وروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال لشيعته: «... خالِطوا الناسَ بأبدانكم، وزايِلواهم بقلوبِكم وأعمالِكم... »
، وأنّه قال « لا تَستوحِشوا في طريق الهُدى لقلّةِ أهلِه »
أنّهم من قبائل شتّى وبلاد شتّى
روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام في ذكر أصحاب الحجّة المنتظر عليه السّلام، قال: «... أولئك قومٌ يأتون في آخر الزمان، قَزَعٌ كقَزَعِ الخريف والرجُل والرجلان والثلاثة من كلّ قبيلة حتّى يبلغ تسعة؛ أمَا واللهِ إنّي لأعرف أميرَهم واسمه ومُناخَ رِكابِهم ـ الحديث
أنّهم شباب لا كهول فيهم
روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال: إنّ أصحاب القائم عليه السّلام شبابٌ لا كهول فيهم إلاّ كالكُحل في العَين، أو كالمِلح في الزاد، وأقلُّ الزاد الملح
وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام في صفتهم، قال: بَيْنا شبابُ الشيعة على ظهور سطوحهم نيام، إذ توافَوا [ إلى صاحبهم ] في ليلةٍ واحدة على غير ميعاد، فيصبحون بمكّة
أنّ الأرض تُسخَّر لهم
روي عن الإمام الباقر عليه السّلام، قال: كأنّي بأصحاب القائم عليه السّلام وقد أحاطوا بما في الخافقَين، فليس من شيءٍ إلاّ وهو مُطيع لهم، حتّى سِباع الأرض وسباع الطير، يطلب رضاهم في كلّ شيءٍ، حتّى تفخر الأرضُ على الأرض وتقول: مَرَّ بي اليوم رجلٌ من أصحاب القائم عليه السّلام
وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام في صفة أصحاب الإمام المهدي عليه السّلام أنّ الرجل منهم لَيُعطى قوّة أربعين رجلاً، وإنّ قلبه لأشدّ من زُبُر الحديد، ولو مرّوا بجبال الحديد لَقلعوها