بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
انسابت في هذه الأيام إلى مجتمعاتنا بعض الظواهر الغريبة ، تدعمها قوى تريد النيل من الإسلام ومعانيه ، ولعل من أبرز تلك التحديات التي يواجهها المسلمون ما تبثه وسائل الإعلام حتى يصل إلى أصغر لبنة من لبنات المجتمع (الأسرة) ، والمراقب للأوضاع يرى الانغماس وراء الملذات بشتى صورها ، والصرعات المختلفة من هنا وهناك قد ظهرت بين الفينة والأخرى ، حتى أصبحت عادةً متبعة …
نسلط الضوء في هذا اليوم على ظاهرة التعري والانسلاخ من الحجاب ، بدعوى التحرر الذي يدعمه الغرب ، وتقف وراءه بعض المنظمات الاستعمارية ، بدعوى حقوق المرأة . وفي مجتمعنا الصغير الموالي لأهل البيت عليهم السلام.
بدأت هذه الظاهرة تأخذ شكلاً من اللامبالاة ، رغم خطرها الشديد ، إذ بدأت هذه الظاهرة منذ سنوات خلت بتعدد في أشكال وألوان العباءة وبعض الزخارف التي تطرز على الأكمام والأطراف ، ثم ما لبثت أن اتسع نطاقها إلى تغييرها من الفضفاضة إلى أن أصبحت شبه مجسمة لجسم المرأة ، ثم ما لبثت شيئاً قليلاً حتى ورد علينا ما يسمى بعباءة الكتف ، ثم الأدهى والأمر (النقاب) الذي جعل من المرأة على حد تعبير البعض (الفارس الملثم) أو (النينجا) ، ولم يمض من الأيام إلا القليل حتى وجدنا فتحة العين تتسع لتشمل الجبهة وشيئاً من الأنف ، ومن ثم انحسار الحجاب عن جميع صفحة الوجه ، كل ذلك كان ولم تأت التوعية بالمخاطر المحدقة بهذا المجتمع قوية لا من الآباء ولا حتى الملتزمين الذين يرزحون تحت رغبات نسائهم ، فنجدهم يلتزمون بالحجاب في البلاد ولكن ما إن تخرج من حدود البلدة حتى نراها مسفرة عن وجهها دون أن ينبس زوجها ببنت شفه ، وربما داعبها ببعض الكلمات التي تشجعها على هذا العمل ، وحتى لا نظلم الجميع فقد قام بعض الخطباء والمثقفين بإبداء بعض الامتعاض من تسرب مثل هذه الظواهر ضمن توجيهات منبرية في الحسينيات ، والاحتفالات المختلفة ، ولكن الأثر لم يكن فاعلاً فهو يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير . . .
السؤال ماذا بعد كل هذا ؟ وإلامَ يؤدي ذلك ؟
إن ظهور بعض ملامح هذا الانسلاخ أدى إلى تفشي كثير من المشكلات الأخلاقية فما بالك بالانسلاخ الكامل !!. الظاهرة التي نحن بصددها الآن وهي امتداد للظواهر السابقة ، أن تخرج فتاتان متعارفتان أصلاً ومتفقتان بالباطن إلى السوق ، وقد ارتدت كل منهما أفضل أزيائها وتفننت في وضع المساحيق على وجهها ، حتى إذا ما وصلتا السوق تعانقتا ؛ لجذب أنظار المارة إليهما ، إن مثل هذه الظاهرة تنم عن أمراضٍ نفسية تعاني منها الفتيات داخل بيوتهن ، وسبب ذلك عدم اكتراث الأم والأب وعدم السؤال عن بناتهن ومراقبة تصرفاتهن ، بل وربما شجع الوالدان بناتهن ضمناً عمل ذلك ، وما النتيجة المتوقعة من هذا الفعل يا ترى ، هل ستكون البنت عفيفة ؟ هل سيكون شبابنا عفيفاً وهو يجد هذا الإغراء الصارخ أمامه ؟ماذا سيفعل الآباء حيال بناتهم وأولادهم ؟ هل ينتظرون الوقوع في فخ الفضيحة؟ … هذا هو فعلاً ما يحدث.
وأحب أن أنوه عن شكلٍ جديد من العباءات المخصرة التي بدأت تدب في الأسواق وهذه العباءة نوع خاص ، إذ أنها عباءة للكتف ، وتجسد جسم المرأة ، ويوجد بها فتحة في ظهرها شكلها ما يسمى قلب الحب !! ليكشف ما تحته من ثياب إن كان ثمة ثياب موجودة !!!
للحد من أخطار هذه المشكلات :
1. يجب أن يقوم كل فرد بدوره : الأب ، الأم ، الأخ ، الأخت ، الخطباء ، المثقفون . . . .
2. العودة إلى تعاليم الدين والنصوص الواردة في الحجاب وشكله.
3. تقديم المثل العليا ونحن لا نجد مثالاً ابلغ من السيدة الزهراء وابنتها السيدة زينب عليهما السلام في الحفاظ على الستر والحجاب.
4. عدم كبت الفتيات نفسياً ومراعاة حقوقهن وعدم وضع الفروقات بين البنات والبنيين.
5. مراقبة الأبناء أثناء خروجهن ، وعدم ترك الفتيات يذهبن للأسواق بمفردهن.
6. مراعاة الصحبة وأثرها.
وأخيراً أقدم النصح ببناء الأسرة بالإطار الإسلامي الصحيح ، والحفاظ عليها لأنها اللبنة الأساس في صلاح المجتمع ، آملاً أن يستجيب الآباء ويجعلوا شيئاً من أوقاتهم لأبنائهم ، وأن لا تنصب همومهم في الملذات الدنيوية ، كما أقدم همسة صغيرة في أذن مدعي الالتزام فأقول مقال أمير المؤمنين علي : "من لم يكن له رادع من نفسه فلا رادع يردعه".