|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 48825
|
الإنتساب : Feb 2010
|
المشاركات : 1,822
|
بمعدل : 0.34 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
وصية الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
بتاريخ : 21-09-2010 الساعة : 10:23 PM
وصية الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) إلى بعلها أمير المؤمنين(عليه السلام) مرضت فاطمة (عليها السلام) مرضا شديدا و مكثت أربعين ليلة في مرضها إلى أن توفيت صلوات الله عليها فلما نعيت إليها نفسها دعت أم أيمن و أسماء بنت عميس و وجهت خلف علي و أحضرته فقالت يا ابن عم إنه قد نعيت إلي نفسي و إني لا أرى ما بي إلا أنني لاحق بأبي ساعة بعد ساعة و أنا أوصيك بأشياء في قلبي قال لها علي (عليه السلام) أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله فجلس عند رأسها و أخرج من كان في البيت ثم قالت يا ابن عم ما عهدتني كاذبة و لا خائنة و لا خالفتك منذ عاشرتني فقال (عليه السلام) معاذ الله أنت أعلم بالله و أبر و أتقى و أكرم و أشد خوفا من الله من أن أوبخك بمخالفتي قد عز علي مفارقتك و تفقدك إلا أنه أمر لا بد منه و الله جددت على مصيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و قد عظمت وفاتك و فقدك فإِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ من مصيبة ما أفجعها و آلمها و أمضها و أحزنها هذه و الله مصيبة لا عزاء لها و رزية لا خلف لها ثم بكيا جميعا ساعة و أخذ على رأسها و ضمها إلى صدره ثم قال أوصيني بما شئت فإنك تجدني فيها أمضي كما أمرتني به و أختار أمرك على أمري ثم قالت جزاك الله عني خير الجزاء يا ابن عم رسول الله أوصيك أولا أن تتزوج بعدي بابنة أختي أمامة فإنها تكون لولدي مثلي فإن الرجال لا بد لهم من النساء قال فمن أجل ذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام)أربع ليس لي إلى فراقه سبيل بنت أبي العاص أمامة أوصتني بها فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قالت أوصيك يا ابن عم أن تتخذ لي نعشا فقد رأيت الملائكة صوروا صورته فقال لها صفية لي فوصفته فاتخذه لها فأول نعش عمل على وجه الأرض ذاك و ما رأى أحد قبله و لا عمل أحد ثم قالت أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني و أخذوا حقي فإنهم عدوي و عدو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و لا تترك أن يصلي على أحد منهم و لا من أتباعهم و ادفني في الليل إذا هدأت العيون و نامت الأبصار ثم توفيت صلوات الله عليها و على أبيها و بعلها و بنيها فصاحت أهل المدينة صيحة واحدة و اجتمعت نساء بني هاشم في دارها فصرخوا صرخة واحدة كادت المدينة أن تتزعزع من صراخهن و هن يقلن يا سيدتاه يا بنت رسول الله و أقبل الناس مثل عرف الفرس إلى علي (عليه السلام) و هو جالس و الحسن و الحسين (عليهما السلام) بين يديه يبكيان فبكى الناس لبكائهما و خرجت أم كلثوم و عليها برقعة و تجر ذيلها متجللة برداء عليها تسبجها و هي تقول يا أبتاه يا رسول الله الآن حقا فقدناك فقدا لا لقاء بعده أبدا و اجتمع الناس فجلسوا و هم يضجون و ينتظرون أن تخرج الجنازة فيصلون عليها و خرج أبو ذر و قال انصرفوا فإن ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أخر إخراجها في هذه العشية فقام الناس و انصرفوا فلما أن هدأت العيون و مضى شطر من الليل أخرجها علي و الحسن و الحسين (عليهم السلام) و عمار و المقداد و عقيل و الزبير و أبو ذر و سلمان و بريدة و نفر من بني هاشم و خواصه صلوا عليها و دفنوها في جوف الليل و سوى علي (عليه السلام) حواليها قبورا مزورة مقدار سبعة حتى لا يعرف قبرها و قال بعضهم من الخواص قبرها سوى مع الأرض مستويا فمسح مسحا سواء مع الأرض حتى لا يعرف موضعه.
قال أبو عبد الله الحسين بن علي (عليهم السلا): لما قبضت فاطمة (عليها السلام) دفنها أمير المؤمنين (عليه السلام) سرا و عفا على موضع قبرها ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال السلام عليك يا رسول الله عني و السلام عليك عن ابنتك و زائرتك و البائتة في الثرى ببقعتك و المختار الله لها سرعة اللحاق بك قل يا رسول الله عن صفيتك صبري و عفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي إلا أن في التأسي لي بسنتك في فرقتك موضع تعز فلقد وسدتك في ملحودة قبرك و فاضت نفسك بين نحري و صدري بلى و في كتاب الله لي أنعم القبول إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ قد استرجعت الوديعة و أخذت الرهينة و أخلست الزهراء فما أقبح الخضراء و الغبراء يا رسول الله أما حزني فسرمد و أما ليلي فمسهد و هم لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم كمد مقيح و هم مهيج سرعان ما فرق بيننا و إلى الله أشكو و ستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال و استخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا و ستقول و يحكم الله وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ و السلام عليكما سلام مودع لا قال و لا سئم فإن انصرف فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين واها واها و الصبر أيمن و أجمل و لو لا غلبة المستولين لجعلت المقام و اللبث لزاما معكوفا و لأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية فبعين الله تدفن ابنتك سرا و تهضم حقها و يمنع إرثها و لم يتباعد العهد و لم يخلق منك الذكر و إلى الله يا رسول الله المشتكى و فيك يا رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك و عليها السلام و الرضوان.
|
|
|
|
|