طارق حجي
- لو كنتُ شيعياً من السعودية لملأت الواقع السعودي والعالمي بالحقائق عن المناخ العام الضاغط اليوم في السعودية على الشيعة، وابشعها ما جرى في انتفاضة المناطق الشيعية في عام 1979، حيث قـُتل العشرات، وسجن المئات وحوصرت مناطقهم لأكثر من اربعة شهور متتالية.
- لو كنتُ شيعياً من السعودية لجعلت العالم يعرف الظلم الذي حاق بالكثير من شيعة السعودية منذ تأسيس المملكة في عام 1932 ، ومنذ سيطرة الوهابية على الجزيرة العربية، وحرمان الشيعة من كل سلطة حتى في مناطقهم، حيث منعوا من تبوء ما يستحقونه من مناصبٍ سياسية، ومناصبٍ تنفيذيةٍ عُليا، ناهيك عن منعهم تماما من الحصول على اي حقيبة وزارية .
- لو كنتُ كنتُ شيعياً من السعودية لملأت السعودية والعالم ضجةً بسبب أنني اقطن في اغنى منطقة في العالم، حيث يوجد فيها ثلث احتياطي العالم من البترول، ومدن الشيعة اكثر المدن اهمالا من قبل الدولة، حيث تفتقر لكثير من الخدمات الاساسية، وأهلها محرومين من تبوء أية مناصب في الشركات الضخمة النفطية التي توجد على ارضهم.
- لو كنتُ شيعياً من السعودية لملأت الدنيا صخباً بسببِ ان الحكومة تدفع ملايين الدولارت حيث تُبنى بها آلاف المساجد في جميع انحاء المملكة، بينما لم تساهم الحكومة السعودية في بناءِ مسجد شيعي واحد أو حسينيه واحدة منذ تأسيس الدولة ، بالاضافة انها تمنع الشيعة من بناء مساجدهم وحسينياتهم من اموالهم الخاصة، وتعاقبهم اذا مارسوا طقوسهم الدينية، مع ان كل ثروات البلد النفطية تضخ من مناطقهم.
- لو كنتُ شيعياً من السعودية لملأت الدنيا بصوتي لأنه منذ تأسست المملكة والى الآن لم يُعين وزيرا شيعياً في الدولة، وانهم حتى كتابة هذه المقالة محرومين من العمل في وزارة الخارجية وفي قطاع الجيش والقوات المسلحة والحرس الوطني.
- لو كنتُ شيعياً من السعودية لنشرت المقالات تلو المقالات عن تجاهلِ وسائل الإعلام لشئوني ومواسمي الدينية وكأنني والشيعة غير موجودين في السعودية.
- لو كنتُ شيعياً من السعودية لجعلت الدنيا بأسرها تعرف ما الذي يحدث في حق تاريخ السعودية وببرامج التعليم السعودية، وكيف أن المواد الدينية قُنـنت لبث الكراهية ضد الشيعة ، ونشر فكر الحقد ضدهم واظهار على انهم اعداء الأمة الاسلامية قاطبة.
- لو كنتُ شيعياً من السعودية لملأت الدنيا بالشكوى عما يعانيه الشيعة من أجل إنشاءِ مسجد او حسينية، حيث تبنى في الخفاء وبسرية تامة بأموالهم واذا كشف امرهم يسجنون ويغرمون ويهدم كل ما بنوه.
- لو كنتُ شيعياً من السعودية لجعلت الدنيا تقفُ على قدميها من هول ما يكتبهُ ويرددهُ بعض الكتّاب ورجال هيئة العلماء والبحوث, وجميع الشيوخ الوهابية المقربين من الحكومة السعودية، بجواز هدر دم الشيعة، وهتك عرضهم والاستحواذ على اموالهم واملاكهم.
- لو كنتُ شيعياً من السعودية لقدت حملة داخلية وخارجية ضد تصنيف السعوديين على حسب مذاهبهم– فلماذا يريد أي إنسان يتعامل معي في الحياة العامة أن يعرف طبيعة مذهبي؟
- لو كنتُ شيعياً من السعودية لقدت حملة تشهير بالبيروقراطية السعودية التي جعلت قانون القضاء في محاكم الدولة اداة لقهر الناس وسحق الشيعة خاصة ، ولطالبت بإلغاءه لأنه مجحف ومخل لابسط حقوق الانسان.
- لو كنتُ شيعياً من السعودية لجعلت العالمَ يدرك أن قضية الشيعة في السعودية هى عرضٌ واحد من أعراضِ ذهنيةِ شاعت وذاعت سطوتها في هذه المنطقة من العالم وأن على الإنسانية كلها أن تجبر هذه الذهنية على التراجع عن مسيرتها الظلامية.