بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك,,,
السلام على ورثة الانبياء..
السلام على المداد القائم الدائم..
السلام على الفقهاء والعلماء العرفانيين..
السلام على تلك الشموس التي لن تغيب على الرغم من تكاثر الغيوم عليها..
السلام عليك ياسيدي وابن سيدي يامحمد باقر الفالي..
نــكــمــل بــبــركــة الــصــلاة عـلى مــحمــد وآله..
الإمــــام الحـــــســن عليه السلام
هو السبط الأكبر لرسول الله والده أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب وامه فاطمة بنت رسول الله .ولد بالمدينة
ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة.كان أشبه
الناس برسول الله خلقاً وهدياً وسؤدداً,وكان يحضر في المسجد
ويتلقى الآيات النزلة على جده وينقلها إلى امه الزهراء فاطمة.
أحبه رسول الله حباً شديداً.وكان يقول فيه: اللهم إني احبه و
احب من يحبه.كان الحسن وصى أبيه أمير المؤمنين على
أهله وولده وأصحابه.
إبتلى في زمانه بطاغية عصره وضعف بصيرة عسكره فاجبر
على الصلح,فقبل ذلك حقناً لدماء الامة وحفظاً على شيعة
أبيه أمير المؤمنين.
قتله معاوية بن أبي سفيان بالسم على يد زوجته جعدة بنت
الأشعث.قضى نحبه في سنة خمسين من الهجرة النبوية ودفن
بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد.
سجل لنا التاريخ صوراً رائعة في صغره عليه السلام وإليــكم
بعضها :
ㄨإبــــــني كـــــــان عــــلى كــــــــتفيㄨ
عن أنس وعبدالله بن شعيبة,عن أبيه,أنه دعي النبي إلى صلاة
والحسن متعلق به,فوضعه النبي مقابل جنبه وصلى,فلما
سجد أطال السجود,فرفعت رأسي من بين القوم فإذا الحسن على
كتف رسول الله ,فلما سلم قال له القوم : يارسول الله , لقد
سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها كأنما يوحى إليك.
فقال : لم يوح إليّ ولكن إبني كان على كتفي فكرهت أن أعجله
حتى نزل.
ㄨجـــــواب الإمـــــام الحــــــــسن إلــــــى الأعــــــــرابيㄨ
وعن المجلسي في البحار قال: حدث أبو يعقوب يوسف بن الجراح عن
رجاله,عن حذيفة بن اليمان قال: بينا رسول الله في جبل أظنه حرى
أو غيرها ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وجماعة من المهاجرين و
الأنصار وأنس حاضر لهذا الحديث وحذيفة يحدث به إذ أقبل الحسن بن
علي يمشي على هدوء ووقار فنظر إليه رسول الله وقال: إن
جبرئيل يهديه وميكائيل يسدده وهو ولدي والطاهر من نفسي وضلع من
أضلاعي,هذا سبطي وقرة عيني بأبي هو.
فقام رسول الله وقمنا معه وهو يقول له: أنت تفاحتي وأنت حبيبي
ومهجة قلبي , وأخذ بيده فمشى معه ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا
حوله ننظر إلى رسول الله وهو ر يرفع بصره عنه , ثم قال: أما انه
سيكون بعدي هادياً مهديّاً,هذا هدية من رب العالمين لي , ينبىء عني
ويعرّف الناس آثاري ويُحيي سنتي,ويتولى أموري في فعله ينظر الله إليه
فيرحمه , رحم الله من عرف له ذلك وبرّني فيه وأكرمني فيه.
فما قطع رسول الله كلامه حتى أقبل إلينا أعرابي يجر هرواة له,
فلما نظر رسول الله إليه قال: قد جاءكم رجل يكلمكم بكلامٍ غليظٍ
تقشعرّ منه جلودكم, وانه يسألكم عن أمور, إن لكلامه جفوة.
فجاء الأعرابي فلم يسلم وقال: أيكم محمد؟
قلنا: وما تريد ؟
قال رسول الله : مهلاً.
فقال الأعرابي: يا محمد لقد كنت أبغضك ولم أرك والآن فقد ازددت لك بغضاً.
قال: فتبسم رسول الله وغضبنا لذلك وأردنا بالأعرابي إرادة.فأوما إلينا
رسول الله أن اسكتوا !
فقال الأعرابي: يا محمد إنك تزعم أنك نبي وانك قد كذبت على الأنبياء وما
معك من برهانك شيء.
قال له: يا أعرابي وما يدريك؟
قال: فخبّرني ببرهانك.
قال: إن أحببت أخبرك عضو من أعضائي فيكون ذلك أوكد لبرهاني.
قال: أو يتكلّم العضو؟!
قال: نعم , ياحسن قم.
فازدرى الأعرابي نفسه وقال: هو ما يأتي ويقيم صبيّاً ليكلّمني.
قال: انك ستجده عالماً بما تريد.
فابتدره الحسن وقال: مهلاً يا أعرابي:
ماغــــبياً ســألت وابن غبي***بل فقيهاً إذن وأنت الجهول
فإن تك قد جهلت فإن عندي***شفاء الجهل ما سأل السؤال
وبــــحراً لاتقسمه الـــدوالي***تــــراثاً كان أورثه الرّسول
لقد بسطت لسانك وعدوت طورك,وخادعت نفسك,غير أنك لا تبرح
حتى تؤمن إن شاء الله.
فتبسم الأعرابي وقال: هيه.
فقال له الحسن : نعم إجتمعتم في نادي قومك وتذاكرتم ما جرى بينكم
على جهل وخرق منكم,فزعمتم أن محمداً صنبور والعرب قاطبة تبغضه,ولا
طالب له بثأره,وزعمت أنك قاتله وكان قومك مؤنته,فحملت نفسك على ذلك
وقد أخذت قناتك بيدك تؤمه تريد قتله,فعسر عليك مسلكك وعمي عليك بصرك
وأبيت إلاّ ذلك فأتيتنا خوفاً من أن يشتهر وانك إنما جئت بخير يراد بك.
أنبئك عن سفرك خرجت في ليلة ضحياء إذ عصفت ريح شديدة اشتد منها
ظلماؤها وأطلت سماؤها وأعصر سحابها,فبقيت محرنجماً كالأشقر إن تقدم
نحر وإن تأخر عقر,لاتسمع لواطئ حساً ولا لنافخ نار جرساً,تراكمت عليك
غيومها,وتوارت عنك نجومها,فلا تهتدي بنجم طالع ولا بعلم لامع,تقطع
محجة وتهبط لجّة في ديمونة قفر بعيدة القعر,مجحفة بالسفر,إذا علوت
مصعداً إزددت بعداً,الريح تخطفك والشوك تخبطك في ريح عاصف,وبرق
خاطف,قد أوحشتك آكامها,وقطعتك سلامها,فأبصرت فإذا أنت عندنا فقرت
عينك وظهر رينك وذهب أنينك.
قال: من أين قلت يا غلام هذا ؟ كأنك كشفت عن سويد قلبي , ولقد كنت كأنّك
شاهدتني وما خفي عليك شيء من أمري وكأنّه علم الغيب,فقال له: ما الإسلام؟
فقال الحسن : الله أكبر أشهد أن لا إله إلاّ الله وحد لا شريك له , وأن محمداً
عبده ورسوله , فأسلم وحسن إسلامه , وعلّمه رسول الله شيئاً من القرآن.
فقال: يا رسول الله أرجع إلى قومي فأعرّفهم ذلك؟
فأذن له فانصرف ورجع ومعه جماعة من قومه , فدخلوا في الإسلام فكان النّاس
إذا نظروا إلى الحسن(عليه السلام) قالوا: لقد أُعطي مالم يعط أحد من النّاس.
ㄨلا تعجـــــبين يا أمـــّــــاه فـــإنّ كــــبيراً يــــــسمعنيㄨ
وعن أبي السعادات في الفضائل أنه أملأ الشيخ أبو الفتوح في مدرسة
النّاجية: انّ الحسن بن علي كان يحضر مجلس رسول الله وهو
إبن سبع سنين فيسمع الوحي فيحفظه فيأتي أمه فيلقي اليها ما حفظه , كلّما
دخل علي بن أبي طالب وجد عندها علماً بالتّنزيل فيسألها عن ذلك فقالت:
من ولدك الحسن , فتخفّى يوماً في الدار,وقد دخل الحسن وقد سمع الوحي
فأراد أن يلقيه إليها فأرتج عليه,فعجبت أمه من ذلك فقال: لا تعجبين يا أمــّــــاه
فإنّ كبيراً يسمعني,فاستماعه قد أوقفني,فخرج علي فـــقــبّـــله.
يــــــــــــــــــتبـــــــع....