|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 248
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 272
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
m-mahdi.com
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 14-06-2007 الساعة : 09:38 AM
ادلة انقطاع النيابة الخاصة في عصر الغيبة الكبرى
الدليل الأوّل:
التوقيع المبارك الصادر من الناحية المقدّسة منه عجل الله فرجه على يد النائب الرابع عليّ بن محمّد السمري قبل وفاة النائب بستّة أيام: (يا عليّ بن محمّد السمري، اسمع! أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام، فاجمع أمرك، ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي من شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم)، قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده، فلمّا كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: مَن وصيّك من بعدك؟
فقال: لله أمر هو بالغه وقضى، فهذا آخر كلام سمع منه رضي الله عنه وأرضاه.
وقد روى التوقيع كلّ من الصدوق في إكمال الدين ,والطوسي في الغيبة، والنعماني في كتابه الغيبة، والطبرسي في الاحتجاج، والراوندي في الخرائج والجرائح
رواه عن الصدوق أيضاً.
وقد رواه الشيخ الطوسي، قال: أخبرنا جماعة _ يعني جماعة مشايخه _ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه: (الصدوق)، قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن أحمد المكتب.
وقد رواه الصدوق في إكمال الدين عن أبي محمّد الحسن بن أحمد المكتب، وهو من مشايخ الصدوق، وقد ترحّم عليه في كتابه إكمال الدين،
هذا وقد ذكر الشيخ الطوسي في (الغيبة) _ عند تعرّضه لترجمة وبيان حال النوّاب والنائب الرابع (السمري) _
خمس روايات لانقطاع السفارة بخمسة طرق منها:
قوله: وأخبرني محمّد بن محمّد بن النعمان (المفيد)، والحسين بن عبيد الله (الغضائري)، عن أبي عبد الله محمّد بن أحمد الصفواني (شيخ الطائفة تلميذ الكليني) ومعاصر للنائب الرابع، وذكر حضور الشيعة عند النائب الرابع، وأنّه لم يوص إلى أحد بعده. وهذا الطريق صحيح أعلائي، بل هو قطعي الصدور.
ودلالة التوقيع الشريف على الانقطاع في موضعين:
الموضع الأوّل:
قوله عجل الله فرجه: (فاجمع أمرك، ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله تعالى ذكره) فنهاه عن الوصيّة إلى أحد بعده، فلا يقوم أحد مقام النائب الرابع، وكذلك قوله عجل الله فرجه، فقد وقعت الغيبة التامّة دلالة على أنّ فترة النوّاب الأربعة لم تكن غيبة تامّة، وإنّما هي صغرى لا تامّة كبرى، حيث إنّ النوّاب الأربعة كانوا حلقة وصل بينه وبين شيعته، ممّا يدلّ على أنّ معنى الغيبة التامّة، وهي الكبرى التي وقعت بعد الصغرى، هي أن ينقطع فيها مقام النيابة الخاصّة، وأنها ممتدّة، فلا ظهور حتّى الصيحة وخروج السفياني.
الموضع الثاني:
قوله عجل الله فرجه: (سيأتي من شيعتي مَن يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر)، والظاهر من ادّعاء المشاهدة هو السفارة والنيابة بقرينة السياق والصدور على يد النائب الرابع، حيث أمره بعدم الوصيّة لأحد أن يقوم مقامه في النيابة، ولا سيّما وأنّ ادّعاء ذلك هو وسيلة لأجل ادّعاء الوساطة بين الإمام عجل الله فرجه والناس، والتحايل على الآخرين بإمكانه القيام بحلقة وصل بين الإمام وبينهم، وهو معنى السفارة والنيابة الخاصّة.
ثمّ إنّ صريح هذا التوقيع الشريف الذي تطابقت عليه الطائفة أنّ انقطاع النيابة الخاصة
والسفارة يمتدّ إلى الصيحة من السماء بصوت جبرئيل التي هي من علامات الظهور الحتميّة الواقعة في نفس سنة الظهور،
وهي: (ألا إنّ الحقّ في عليّ وشيعته، ثمّ ينادي إبليس في آخر النهار: ألا إنّ الحقّ في عثمان وشيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون)، كما جاء في الروايات عنهم عليهم السلام، وفي بعضها أنّ النداء هو في شهر رمضان، وفي بعض الروايات أنّه في رجب، والظاهر أنّها نداءآت متعدّدة بمضامين متعدّدة.
ومقتضى دلالة هذا التوقيع الشريف هو نفي النيابة الخاصّة والسفارة إلى حدّ سماع الصيحة من السماء في سنة الظهور،
وأي مدّعٍ للنيابة والاتّصال والارتباط مع الحجّة عجل الله فرجه قبل الصيحة فهو كذّاب ومفتر أيّاً كان هذا المدّعي،
ولو تقمّص بأي اسم وعنوان،
سواء ادّعى أنّه سيظهر من اليمن أو من خراسان أو من غيرهما.
وكذلك وقّت الحدّ والأمد مضافاً إلى الصيحة إلى خروج السفياني، والمراد من خروجه ليس مجرّد وجوده، بل قيام السفياني بتأسيس دولته في الشام، وخوضه في الحروب لتوسعة دولته.
الدليل الثاني:
الروايات المتواترة التي رواها الصدوق في إكمال الدين، والطوسي في الغيبة، والنعماني في الغيبة، والكليني في الكافي، والتي مفادها وقوع غيبتين للإمام عجل الله فرجه، وهذه الروايات قد رويت عن الرسول ، وعن أمير المؤمنين ، وعن بقيّة الأئمّة عليهم السلام.
فقد روى الشيخ الطوسي بسنده عن أبي عبد الله _ في حديث _: (أما أنّ لصاحب هذا الأمر فيه غيبتين: واحدة قصيرة، والاُخرى طويلة).
وروى النعماني في الغيبة بسنده عن أبي عبد الله الصادق ، قال:
(إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين: إحداهما تطول حتّى يقول بعضهم: مات، وبعضهم يقول: قُتل، وبعضهم يقول: ذهب، فلا يبقى على أمره من أصحابه إلاّ نفر يسير، لا يطلع على موضعه أحد من وليّ ولا غيره، إلاّ المولى الذي يلي أمره). وتقريب دلالة هذه الطائفة على انقطاع السفارة هو ما ذكره النعماني، قال:
(هذه الأحاديث التي يذكر فيها أنّ للقائم غيبتين أحاديث قد صحّت عندنا _ بحمد الله _ وأوضح الله قول الأئمّة عليهم السلام، وأظهر برهان صدقهم فيها،
فأمّا الغيبة الاُولى فهي :
الغيبة التي كانت السفراء فيها بين الإمام وبين الخلق قياماً منصوبين ظاهرين موجودي الأشخاص والأعيان، يخرج على أيديهم غوامض العلم، وعويص الحكم والأجوبة عن كلّ ما كان يسأل عنه من المعضلات والمشكلات، وهي الغيبة القصيرة التي انقضت أيّامها، وتصرّمت مدّتها، .
والغيبة الثانية هي :
التي ارتفع فيها أشخاص السفراء والوسائط للأمر الذي يريده الله تعالى، والتدبير الذي يمضيه في الخلق، ولوقوع التمحيص والامتحان والبليّة والغربلة والتصفية على مَن يدّعي هذا الأمر، كما قال الله عزّ وجلّ: (ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ), وهذا زمان ذلك قد حضر، جعلنا الله فيه من الثابتين على الحقّ، وممّن لا يخرج في غربال الفتنة، فهذا معنى قولنا: (له غيبتان)، ونحن في الأخيرة نسأل الله أن يقرّب فرج أوليائه منها).
ودلالة تثنية الغيبة على اختلاف الغيبتين القصيرة عن الطويلة بيّنة واضحة، وإلاّ لكانت معاً غيبة واحدة لا غيبتان،
واختلاف الغيبتين ليس إلاّ بوجود السفراء والنوّاب الأربعة في الاُولى دون الثانية.
ومن هذا القبيل ما في صحيح عبد الله بن سنان، قال:
دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله ، فقال: (كيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدى ولا علماً يرى، فلا ينجو من تلك الحيرة إلاّ من دعا بدعاء الغريق)، فقال أبي: هذا والله البلاء، فكيف نصنع جعلت فداك حينئذٍ؟ قال:
(إذا كان ذلك _ ولن تدركه _ فتمسّكوا بما في أيديكم حتّى يتّضح لكم الأمر).
وقال النعماني في ذيل الفصل الذي أورد الحديث فيه (وفي قوله في الحديث الرابع من هذا الفصل _ حديث عبد الله بن سنان _:
(كيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدى ولا علماً يرى) دلالة على ما جرى، وشهادة بما حدث من أمر السفراء الذين كانوا بين الإمام وبين الشيعة من ارتفاع أعيانهم، وانقطاع نظامهم؛
لأنّ السفير بين الإمام في حال غيبته وبين شيعته هو العلم،
فلمّا تمّت المحنة على الخلق ارتفعت الأعلام،
ولا ترى حتّى يظهر صاحب الحقّ .
|
|
|
|
|