كم هتفنا ملئ العصور الفساحِ
و رجونا خوض الليالي الكلاحِ
و تنادى صوتُ الشبابِ بعزمٍ
يتخطى برغمِ كلِ انبطاحِ
و تعالت حناجرُ الحقِ نصٌ
في بلاغٍ يعلو شفير الصفاحِ
إن ليلَ الظلامِ حتماً سيفنى
فاستعدوا لكي يحلَّ صباحي
ها هي الأرضُ تحت خفيَّ نارٌ
و براكينُ ثورةٍ في جناحي
فأنا النبضُ في شرايينِ وعيٍ
باصطبارٍ يسري بشمخِ الطماحِ
وأنا الروحُ في استعارِ انتفاضٍ
و انفجارٍ بعمقِ قعرِ النواحي
و أنا الحقُ لن أذلَ بقيدٍ
في انتعاشٍ رغمَ الخطوبِ الفِداحِ
وأنا الدهرُ بانكشافِ خوافٍ
من طغاةٍ و موذنٍ بافتضاحِ
هي تُروى حكايةٌ لبلادٍ
في ظلامٍ برزءِ عمقِ الجراحِ
فالشعوبُ التي تُسامُ بخسفٍ
حاضراتٌ عند اشتباكِ السلاحِ
ثائراتٌ إلى النضال تتالتْ
كلُ شعبٍ يرجو طريقِ الصلاحِ
و رياحُ الخلاصِ هبتْ لترمي
بصروحِ العتاةِ فوقَ البطاحِ
كم هتفنا و كم صرحنا زمانا
لا مجيبٌ أتى برغم الجراحِ
خالطونا بليلِ حلمٍ و حتى
شاركونا بكل أمرٍ متاحِ
و أتونا من فوقنا من قفانا
عن يمين و عن شمالٍ سفاحِ
حصرونا عن التفكر فيما
يعملوه من الفعال القباحِ
جعلونا نحاسبُ العقلَ شكاً
فيما نحنُ من الأمور الصحاحِ
راقبونا حينَ الرقادِ كطيفٍ
من صفاءٍ وفيه غدرُ الملاحِ
خاطبونا بألف صوتٍ خداعاً
في إدعاءٍ خزعبلاتٍ فِصاحِ
قد سمعنا صوت المطالبَ منكُم
فسلامٌ لكم و عطر الأقاحي
فانطلاقٌ لبدءِ عصرٍ جديدٍ
واعتذارٌ لمن قضوا كالأضاحي
وإذا الكيدُ في النفوس تخفى
يتوارى بلبس ثوبِ السماحِ
عاجلونا بغدرةٍ ليس تنسى
بفعالٍ حوى صفات الوقاحِ
و أتانا صوتُ العساكر رشقٌ
فيه موتٌ قبلَّ انبلاجِ الصباحِ
ثم جئنا برغم ما صيروه
في انتفاضٍ ضدَّ الفسادِ نلاحي
هكذا نحنُ أمةٌ ليس تفنى
في شموخٍ إلى العلى باقتداحِ
نحن نأبى الممات جئنا لنبقى
ليعيدَ الزمانُ رجعَ الصُداحِ
ناثرينَ الغبار من جَدث القبرِ
لمحةُ الطيفِ في هبوب الرياحِ
وأتينا تسارع الموجِ صوتٌ
في إيابٍ و شدِ عزمِ الجِماحِ
قلنا هيهات ألف كلا و كلا
للطغاةِ العتاةِ أهلِ الطَلاحِ
و ركضنا لنهرِ حبٍ لنروى
من معين بملءِ شهدِ القداحِ
من كفوفِ الولاء أنا شربنا
حبَ طهَ و نهجهِ باتضاحِ
و سُقينا بفكرهِ وعيَّ دينٍ
في سموقٍ بمنهجٍ ذي انفتاحِ
فغدونا بعزةِ الحقِ صرحاً
في خلودٍ على طريقِ النجاحِ