[س البغدادي]

من منا لم يمر بفترة مراهقة، من منا لم يشعر بالصراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، من منا لم يشعر بالصراع بين بقايا الطفولة ومتطلبات الرجولة أو الأنوثة، أو صدمته مشاعر الحيرة بسبب الفجوة بين طموحاته الزائدة والتزاماته، وكذلك التعارض بين غرائزه الداخلية، والتقاليد الاجتماعية، وهنا نبحث مع علماء الاجتماع كيف نستطيع العبور من كل هذه الأزمات الاجتماعية بحيث يستطيع المراهق الاندماج فى المجتمع بالشكل الأفضل.

الدكتور عبد الرحمن العيسوى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، يقدم "روشتة" علاجية لمرحلة المراهقة بعد شرح أعراضها وأسبابها، فيقول عن تلك المرحلة أنها تتباين من مراهق إلى آخر، ومن بيئة اجتماعية إلى أخرى، وأن أبرز المخاطر التى يعيشها المراهقون هى فقدان الهوية والانتماء، وافتقاد الهدف الذى يسعون إليه، وتناقض القيم فضلاً عن مشكلة الفراغ، وشعور المراهق بالخجل والانطواء.

وعن ملامح المراهقة بالنسبة للذكور يقول لـ"اليوم السابع" أنه دائما يغرق فى الخيالات، وقصص العنف، والإجرام، والجنس، ويميل إلى أحلام اليقظة، وحب المغامرات، وارتكاب المخاطر، وبالنسبة لسلوكيات الفتاة المراهقة، فيؤكد أنها تمتاز بالاندفاع، ومحاولة إثبات الذات، والخجل من التغيرات التى حدثت فى شكلها، وتردد عواطفها، والميل لتكوين صداقات مع الجنس الآخر.

وينصح" العيسوى" لتفادى كل هذه المشكلات بضرورة إشراك المراهق من الجنسين فى المناقشات الأسرية التى تتناول علاج مشكلاته، وتعويده على طرح مشكلاته، ومناقشتها مع الكبار فى ثقة وصراحة، وتشجيع القيام بالرحلات، والاشتراك فى الأندية الرياضية، وتوجيههم نحو العمل بمعسكرات الكشافة، والمشاركة فى مشروعات الخدمة العامة، والعمل الصيفى، وإعطاء مساحة كبيرة لهم للنقاش والحوار، وتشجيعهم على التحدث، والحوار بطلاقة مع الآخرين، وتعزيز ثقته بنفسه.

أما الدكتور محمد سيد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنيا، فيقول أن اندفاع المراهق وعناده، ورغبته فى تحقيق مطالبه بالقوة وتوتره الدائم يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به ربما لأسباب وراثية أو بيئية، يرجع معظمها إلى نشأة المراهق فى جو تربوى مشحون، وإهمال حاجاته الحقيقية، وحرمان المراهق فى المنزل والمدرسة من العطف، والحنان، والرعاية، والإشراف، وعدم إشباع رغباته، لذا نصح بضرورة علاج عصبية المراهق من خلال إشعاره بالأمان فى المنزل من مخاوف التفكك الأسرى، أو الفشل فى الدراسة.