اللهم صل على محمد وآل محمد
درسنا لهذا اليوم ولطوله سأقوم بتقسيمه ونأخذه باليسير في الأسابيع القادمه ..فتلخيصه سيذهب بالكثير من القيمة.. كل شي ولا تتمللون من الدروس :rolleyes:
نظام الأسرة في الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
(( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة , والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا . وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات ))
إن المجتمع سواء أكان قومياً أم أممياً إنما يتكون من الأسرة التي هي العنصر الأساسي لتحققه ووجوده , فإن الكلي يستحيل أن يتحقق في الخارج من دون وجود جزئياته .
إن الإسلام نظر بعمق وشمول إلى الأسرة فأولاها المزيد من تشريعاته المشرقة وقنّن لها اروع العلاقات الحقوقية ,كما رسم لها أسمى صور الأخلاق والآداب , فإن كان جوها سليما غير ملوث فإن نتاجها يصبح بمنجى من الأمراض النفسية والعقلية فأثبتت البحوث النفسية والاجتماعية أن مستقبل النوع الإنساني في تقدمّه وسعادته متوقف على حماية الاسرة وصيانتها من التلوث والانحراف .
فالأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع وهي التي تبعث في الإنسان عوامل الحب والعطف .
وقد رصد الإسلام بنودا لصلاح الأسرة من تشريعاته الواعية التي تزدهر بها الحياة وينمو كما شرع للمرأة من الحقوق مالم يعهد مثيله في التشريعات القديمة والحديثة .
و الأسرة في العصور الحديثة لم تكون متماسكة ومترابطة ومنيت بكثير من التفكك والانحلال ويعود لعوامل من اهمها هو ضعف الواقع التربوي الحديث الذي اتجه اتجاهاً مطلقا نحو الجهة المادية ولم يعر أي اهتمام لقضايا الفكر والروح وتهذيب النفس .
فبعض المذاهب المادية قد نظرت إلى الأسرة نظرة تبتنى عليها الرأسمالية والبرجوازية حسب ما يقول ماركس إلا إنها منيت بالفشل والخسران لأنها قد شذّت عن الفطرة الإنسانية .
ان تفكك الاسرة في الدول الغربية والدول الشرقية التي تسير وفق النظام الماركسي قد سبب كثيرا من المشاكل لرعايا تلك الدول وتسببت بشيوع مرض الاكتئاب في جميع الأوساط .
فالإسلام يرى أن تطور الأسرة وتقدمها هو المقياس لتقدم الأمة في مضمار العلم والأخلاق .
ولم يقتصر الاسلام في معالجته لقضايا الأسرة تربويا واجتماعيا وأخلاقيا وإنما شرع لها نظاما اقتصاديا رائعاً حيث يوحد ولا يفرّق ويجمع ولا يشتت .. ذلك هو التكافل الاجتماعي .
الأسرة وشؤون الحياة الجنسية
تعريف الأسرة :- في اللغة ؛ ذكر الفيروزي أبادي أن الأسرة –بالضم- الدرع الحصينة, ومن الرجل الرهط الأدنون
فمفهوم الأسرة في اللغة غير مختص بأبناء الرجل وأهل بيته وإنما يشمل أرحامه وأقاربه الذين يتقوى بهم .
في علم الاجتماع :-
حدد علماء الاجتماع ((الأسرة)) بأنها جماعة تحددها علاقة جنسية محكمة وعلى درجة من قوة التحمل تمكنها من إنجاب الأطفال وتربيتهم . وبعضهم وسع مفهومها ليشمل الأبناء .
في الإسلام :- لم يكن للإسلام رأي خاص في تحديد الأسرة وإنما تابع اللغة والعرف العام فيها كما يقول علماء الأصول وعلى هذا فإن الأسرة شاملة للزوجين والأبناء والأرحام .
الأسرة والمجتمع
الأسرة هي اللبنة الأولى في قاعدة أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية ويستحيل ان يتكون المجتمع من دون الأسرة , كما ان المجتمع إنما يسمو ويتميز بما تحمله أفراد أسرة من طابع ثقافي وحضاري كما أنه يمنى بالتأخر والإنحطاط ان اصيب ابناء أسره بالتخلف الفكري والعملي .
الرجل والمراة
قضت حكمة الله التي فطر الناس عليها ان يكون الرجل بحسب تكوينه وخلقته مكملاً للمرأة وكذلك المرأة مكملةً للرجل فهي لباس له وهو لباس لها . .قال تعالى (( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن )) .
فكما أن اللباس ساتر للبدن وواق له كذلك الرابطة الزوجية تستر كلا من الرجل والمرأة وتقيهما من الشذوذ و الانحراف , وتوفر لها الحياة السعيدة .
ومما لا شبهة فيه أن بقاء النوع الإنساني على هذا الكوكب يستند إلى عملية الزواج , وهي في جميع مراحلها من آيات الله تعالى , يقول الزيّات (( وسكون الزوج إلى زوجته تدبير إلهي يقوم عليه بناء المجتمع وبقاء النوع ... ))
أنواع الأسرة
للأسرة انواع متعددة وذلك بالنظر إلى معاملتها لأطفالها . وفيما يلي ذلك :
1_ الأسرة النابذة :
هي الأسرة التي يكون الفل فيها منبوذا وغير مرغوب فيه اما من الأب أو الأم او من كليهما . فلا يلقى أي حنان أو عطف منهما . وهذا الكره يترك آثارا خطيرة على سلوك الطفل فهو لا يشعر بالأمن في البيت كما لا يستطيع سد حاجاته الشخصية ويكون سلوكه دوما غير اجتماعي . يقول ولبري (( إن الكره يستطيع دائما أن يعوق الطفل عن التكيف للحياة وذلك بالقضاء على شعوره بالأمن وتحطيم ثقته بنفسه . ))
سلوك الطفل المنبوذ :
أ- القسوة .
ب- السرقة.
ج- الميل إلى الجريمة .
2_ الأسرة القابلة
هي التي تشيع في نفس الطفل العطف وتعامله معاملة حسنة وقد دلت البحوث النفسية على ان الطفل الذي ينشأ في هذا الجو يكون من خيرة الأبناء .
3_الأسرة المستبدة
يعبر عنها بالأسرة الأوتوقراطية ويكون الطفل فيها خاضعا إلى سلوك الأبوين كما يكون حسنا مهذبا في سلوكه إلا انه يؤخذ على هذا النمط ما يلي :
أ- عدم اعتماد الطفل على نفسه.
ب- شعوره بالنقص والارتباك.
ج- سهولة انقياده إلى سبل الضلال من قبل رفاق السوء والمنحرفين .
4_ الأسرة المسرفة
هي التي تبالغ في المحافظة على اطفالها وتسرف في إظهار العطف والحنان عليهم ,ويواجه الطفل في ظلال هذه الأسرة كثيرا من المضاعفات السيئة التي منها ما يلي :
أ- نقصان الطفل من الثقة بنفسه .
ب-عدم ضبطه لإنفعالاته .
ج- تهربه من المسؤولية .
د- عدم قدرته على التصرف مستقلا في مشاكل حياته .
5_ الأسرة الديمقراطية :
وهي التي توفر إلى الطفل الحظ الوافر من التكيف الاجتماعي وتهيء له الفرص المواتية لتكوين العادات الاجتماعية والانفعالية التي يتكيف بها في حياته .
فهذه هي الأسر التي يتألف منها المجتمع الإنساني , حسبما ذكره علماء الاجتماع والتربية والنفس .
الأنظمة المعادية للأسرة
هناك بعض الأنظمة الوضعية تدعو إلى إذابة الأسرة وانحلالها وفيما يلي بعضها :
1_النظام الماركسي :
شن النظام الماركسي حملة شعواء على الاسرة ودعا إلى تدميرها لأنها قاعدة للبرجوازية والاستغلال وقد أسست من أجل ذلك (دور الحضانة) وقد اخذت على عاتقها تربية الأطفال ليصبحوا مجرد مواطنين لا ينتمون إلى اسرة معينة .
2_الماسونية :
هي من الانطمة التي سعت إلى إبادة الأسرة ويرمي مخططه إلى مسخ الإنسان وانتزاع الشرف منه و الكرامة وزجه في مستوى سحيق ماله من قرار .
تنظيم الأسرة
هي من الضروريات التي توجب شيوع الاستقرار النفسي بين أفراد المجتمع كما يعمل على تطوير وتقدم الدولة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية ويصبح المجتمع قدوة لغيره .
الغريزة الجنسية
من أقوى غرائز الانسان واكثرها تحكما في مصيره وسلوكه فإن اكثر اعمال الشباب من الجد في الدراسة والرغبة في نيل الشهادة والمحافظة على حسن السمعة فالباعث على ذلك هو الميل الجنسي فهو القوة الدافعة للظفر بمثل هذه الامور وكذلك من المظاهر البارزة للغريزة الجنسية هي العاطفة الأبوية وهي في المرأة أقوى منها في الرجل وهي تحول الفتاة الملول إلى أم رزينة صبورة كما تحول الشاب إلى رجل مفكر شريف يشعر بالتبعية والمسؤولية بعد زواجه .
الكبت الجنسي
إن كبت العاطفة الجنسية من أخطر الأعراض التي يصاب بها الانسان فهي توجب انهيار اعصابه وتبدل أخلاقه وإصابته بكثير من الأمراض نجمت من الاستهتار واشاعة الفحشاء مما اوجب انتشار هذا المرض الخطير بين الشباب والشابات كما ان من أهم اسبابه شل حركة الزواج .وذلك لأسباب نذكرها :
نظرية فرويد :
ذهب فرويد اليهودي إلى أن نشوء الأخلاق انما كان من الكبت الجنسي وهو خطر على الكيان النفسي والعصبي وقد توصل بذلك إلى لزوم تحطيم التمسك بالأخلاق ولزوم اشاعة المراة وعدم التقيد بأي عرف يمنع ذلك .
فإن الدعوة إلى تحطيم الأخلاق إنما هي دعوة إلى التخلف والإنحطاط وتهديم ما بناه الإنسان منذ أقدم عصوره من قواعد للآداب والأخلاق .
الشذوذ الجنسي
من أعظم الآفات المدمرة لكيان الانسان فانه كما يقضي على كرامته كذلفك يقضي على صحته ومن أنواعه :
أ_ الزنا.
إن الزنا نكسة حيوانية له من المضاعفات السيئة التي منها تسرب الخيانة إلى الأسرة وسلب احترام اولادها وعدم حب الأب لأولاده وجميع قوانين البشر تعاقب عليه . وحكم الإسلام بأقصى العقوبات لمن يقترف هذه الجريمة. فبعضهم وضعوا عقوبات مخففة كما حدث في القانون الفرنسي لعقاب الزناة
جاء فيه أن الزنا جريمة من المحصن ولكن الزوجين لا يتساويان في الجزاء الجنائي .
اما الزوج فلا يعاقب إلا إذا ارتكب الجريمة في منزل زوجته , ولا تزيد عقوبته على الغرامة , وأما الزوجة فتعاقب بالحبس ومن المؤكد إن هذا الإجراء لا يحسم جريمة الزنا التي تقضي على الأسرة وتهدد المجتمع بالدمار والانهيار .
يقول السيد قطب : إذا وقع اليقين وبلغ الأمر إلى الحاكم فقد وجب الحد ولا هوادة ولا رأفة في دين الله فالرأفة بالزناة الجناة حينئذ هي قسوة على الجماعة وعلى الآداب الإنسانية وعلى الضمير البشري وهي رأفة مصطنعه فالله أرأف بعباده ..
ب_ اللواط
من افحش الجرائم فهو مما يشيع الفساد والرذيلة بين ابناء المجتمع ويعرض الأسرة إلى الزوال لأنه يقضي على الحياة الزوجية وما تقتضيه من مسؤوليات .
ج_ العادة السرية
هي من الطرق الجنسية الشاذة لاشباع الغريزة الجنسية فبالإضافة لتدميرها للأسرة فإنها من المضرات بالصحة وتعرض الإنسان للإصابة بالأمراض العصبية.
علاجها :-
1_ تشجيع الزواج المبكر.
2_التثقيف الصحي.
3_ الابتعاد عن افلام الجنس ووسائل الاغراء الاخرى .
4_ممارسة الرياضة والأعمال الفنية الجميلة والقيام بالمطالعة المفيدة.
5_ تناول الغذاء الحاوي على الخضروات والفواكه وترك المخللات والتواب والمشروبات الكحولية والتقليل من اللحوم .
6_ إتباع وسائل صحية .. كالنظافة العامة والحمامات المائية وترك الفراش حالا عند النهوض من النوم والانشغال بأمور مفيدة .
الطرق الوقائية في الإسلام :-
أولى الإسلام الحياة الجنسية المزيد من الاهتمام لها مما تسبب للإنسان الكثير من المصاعب والمشاكل وتلقيه في شر عظيم إن لم يسيطر عليها , وقد وضع الإسلام طرقا وقائية لمعالجة الشذوذ الجنسي لألا يطغو على الانسان وكان من بينها :-
1_ الوازع النفسي
ان الوازع النفسي إذا استفر في النفس فإنه لا يحتاج إلى حكومة رادعة ولا إلى حاكم
2_ العفة
3_ الحث على الزواج
أ_الزواج سنة إسلامية
يقول الرسول الأكرم ((من كان يحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج واطلبوا الولد فإني مكاثر بكم الأمم غداً)).
ب_الزواج حفظ للدين
روى الامام الصادق بسنده عن جده الرسول الأعظم "ص" أنه قال (( من تزوج أحرز نصف دينه ))
ففي الزواج صيانة للإنسان من الشذوذ والإنحراف وسلامة له من الإنزلاق فيما حرمه الله من الشهوات .
ج_ فضل عبادة المتزوج .
جاء رجل للإمام الباقر "ع" فقال له الامام : )) هل لك من زوجه
- لا
- ما احب أن لي في الدنيا وما فيها وأني أبيت ليلة وليس لي زوجة .
- وأضاف الإمام قائلاً الركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره .. ثم أعطاه الإماام نقودا وأمره أن يتزوج بها ))
د_ العزاب أراذل الأموات .
قال رسول الله "ص" ((أراذل موتاكم العزاب))
هـ_ الزوجة الصالحة أفضل مكسب
اعتبر الإسلام الزوجة الصالحة من أهم وأثمن ما يظفر به الإنسان المسلم من المكاسب في هذه الحياة . ففي الحديث (( ما أفاد عبد فائدة خيرا من زوجة صالحة إذا رآها سرته وإذا غاب عنها حفظته في نفسه , وماله .. ))
هذه بعض الأحاديث التي أثرت عن النبي "ص" وعن أئمة الهدى عليهم السلام وهي تحث المسلمين على زواج وتعتبره من أهم متطلبات الحياة ومن أفضل مكاسبها , وذلك للقضاء على الانحرافات الجنسية التي هي من أخطر الأمراض على الفرد والمجتمع
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن الأسرة وشؤون الحياة الجنسية
موفقين
التعديل الأخير تم بواسطة فلاان ; 03-03-2010 الساعة 03:49 PM.