وتأملت.. فإذا بك في مؤخرة الركب.. ركب الأبرار وقافلة المتقين.. والركب ماض لا ينتظر أحدا في سفر إلى الله طويل.........
أختاه..
هل هيج ذكر الجنة فؤادك إلى الجنة.. فتشوقت إليها ثم ذكرت قلة الزاد وكثرة الذنوب.-
فدمعت عيناك من خوف الله.. وخفق قلبك خشية أن تحرمي من النظر إلى وجهه الكريم..
..
لا عليك يا أختاه....
فنحن نشكو من وطأة الذنوب-- وقد جعل الله لنا منها مخرجا:
** فأكثري من الحسنات.. فإن الحسنات يذهبن السيئات-. كما قال الرب جل جلاله: (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين .
** وتشبثي بالاستغفار.. فإنه صابون الذنوب.. وتذكري أن الله لا يخلف وعده.- وعد سبحانه فقال: ((وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )) وتذكري أن رسول الله في كان يستغفر في اليوم مائة مرة.. وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
* وإياك والإصرار على معصية الله.- ولو كانت صغيرة ولا تنظري إلى صغر المعصية-- ولكن انظري إلى عظمة من عصيت.. ولعلها في عينك صغيرة.. ولكنها عند الله كبيرة.. وضعي نصب عينيك دائما أنه: لا صغيرة مع الإصرار.. ولا كبيرة مع الاستغفار..
** وبادري بالثواب لكل هفوة وزلة-- ألزمي بها نفسك وتذكري أنت التوبة الحقيقية لا تنسي ذنبك.. واجعلي توبتك إلى الله مع كل خفقة قلب ومع كل طرفة عين.. فإنك في هذا رابحة مرتين.. غفرت لك ذنوبك إن شاء الله.. وكنت في عداد من يحبهم الله.. فإنه سبحانه (( يحب التوابين ويحب المتطهرين فطهري باطنك بالتوبة من الذنوب وظاهرك من كل معصية وحوب.. وأخلصي في الوضوء فإنه يخرج الذنوب من الأعضاء عضوا عضوا (مع آخر الماء).
* واستغيثي برحمة الله.. فقد سمى نفسه الرحمن الرحيم فالجئي واستغيثي.. يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما.. يا من وسعت رحمتك كل شيء ارحم ذلي إليك.. وفقري لرحمتك ورضوانك.- وعليك بدعاء نبيك صلى الله عليه وآله وسلم (يا حي.. يا قيوم.. برحمتك أستغيث).
** ابذلي جهدك في السفر إلى الله كل يوم ولو للحظات.. مخلفة وراعك المال والأولاد وكل ما يشغلك عن الله.. في خلوة ولو لدقائق تذكرين فيها الله حق ذكره.. وتناجينه من قلبك.. وتنادينه فيها بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.. وتسألينه الجنة من قلبك..
* ولتكن صلاتك.. وتسبيحك.. لحظات من التحليق في ملكوت الله.. والتمتع بمناجاته والعيش في رحابه وصلي وأنت ترينه فإن لم تكوني ترينه فإنه يراك سبحانه جل جلاله-. ويستمع لمناجاتك وكلامك وتذكري أنه معك فإنه سبحانه القائل- (إن رحمة الله قريب من المحسنين ) ، إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
** وتذكري أن امتناع الخشوع على المصلي من علامات غضب الله عليه.. فيلتفت الله عنه.. ويحرمه من لقائه والتمتع بمناجاته
* وكلما غفلت للحظة عنه في صلاتك.، فتذكري أنك في جهاد مع العدو-.
فلا يفوتنك أجر الجهاد فتفتري،. واعلمي أنك مأجورة فواظبي.. وبالله سبحانه وتعالى موصولة فأديمي الجهاد وإياك من الغفلة. في صلاتك وتذكري أنه جل جلاله يقول: (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)).
*** وعليك بهذا الدعاء فأكثري منه. (( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ))،
واطرحي نفسك على عتبات الله بالدموع وعليك بالذل والخشوع-- والتضرع والخضوع.. وابكي من أعماق قلبك على التفريط واتخذي السيدة زينب عليها السلام قدوة لكِ.. وعسى أن يغفر لي ولك-.