|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 26730
|
الإنتساب : Dec 2008
|
المشاركات : 85
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
وقفة مع الأدب الحُسيني
بتاريخ : 01-01-2009 الساعة : 12:09 PM
السلام على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أولاد الحسين ، وعلى أصحاب الحسين ، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع)
وقفة مع الأدب الحُسيني
لقد دأب أعداء الحق والفضيلة من النواصب ومن لف لفهم إلى إلصاق مختلف أنواع الفرى بأتباع أهل البيت (ع) والطعن بمعتقداتهم الشريفة التي تمثل الأصل الثابت للشريعة الإسلامية السمحاء حيث يقول النبي الأعظم (ص) : (أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبداً) فلم يكتفوا بضلالهم وانحرافهم عن أعدال الكتاب بل أصبحوا يكيلون مختلف أنواع التهم والطعونات، وأستغلوا حُب الشيعة وولعهم بأئمتهم الأطهار (ع) وتعلقهم بهم في الدنيا والآخرة، لينسبوا إليهم فرية الغلو بالأئمة الأطهار (ع)، والغلو هو الحب المهلك الذي يقود صاحبه إلى الشرك بالله العلي العظيم والعياذ بالله. وكان في صدر الإسلام قد صدر الغلو من بعض المسلمين تجاه النبي وآله الأطهار (ع) فما كان منهم (ع) إلا أن لعنوهم وتبرئوا منهم. وتوجد لأمير المؤمنين (ع) كلمات مشهورة بهذا الصدد لعل أهمها قوله : (هلك في اثنان محب غال، وعدو قال) والطرف الأول ((محب غال)) هو الذي يؤلهه ويعطيه أكبر من منزلته الدنيوية، وهو بالتأكيد يعد عدواً لله ولرسوله وللأئمة الأطهار (ع) لذلك بادر أمير المؤمنين (ع) في حياته لإخماد نيران تلك الفتنة والاقتصاص من هؤلاء حيث قال عندما هم بإحراقهم:
لما رأيت الأمر أمراً منكرا أججت ناري ودعوت قنبرا أجل لقد أقتص أمير المؤمنين من هؤلاء الذين لم يحبوه قربةً لله ولرسوله بل ولعوا به وأنزلوه منزل الربوبية بعد أن أستحوذ الشيطان على قلوبهم وعقولهم، وإلا فإن المحبة الحقة لأهل بيت العصمة (ع) تكمن في التعلق بهم قربةً لله تعالى والتمسك بهم والأخذ بشريعتهم السمحاء وهو فرض من الله في القرآن أنزله كما يعبر بذلك الشافعي فقد جعل الله تعالى أجر تبليغ الرسالة للنبي (ص) هو حب عترته والتمسك بهم قال تعالى (وما أسئلكم عليه من أجر إلا المودة في القربى) وكذلك قول نبيه العظيم الذي يرويه كبار علماء ومحدثي إخواننا من أهل السنة والذي يقول فيه (ص) : (ألا من مات على حب محمد وآل محمد مات شهيداً مغفوراً له) وهذا هو الحب الحقيقي وهو ليس من الغلو في شيء، أما الطرف الثاني في حديث أمير المؤمنين (ع) ((عدو قال)) هم النواصب والعياذ بالله، والنواصب هم من نصب العداوة والبغضاء لأهل البيت (ع) ولشيعتهم النجباء. أجل لشيعتهم أيضاً كما يروي الإمام الصادق (ع).. ورمي الشيعة بالغلو هي فرية قديمة لكنها تتجدد في كل عصر ومصر بحيث تجد النواصب الحاقدين يتربصون في كل العصور ويستجدون دقائق الأمور، ليفبركوها ويخلقوا الشبهات حولها ويزروقوها ومن ثم يخرجوها بمخرج الأدلة ليضحكوا بها بعد ذلك على عقول السذج والبسطاء.. وكان مما نعقوا به مؤخراً هو التعليق على نشيد الشيعة الخالد قصيدة ((يا حسين بضمايرنا)) للرادود الحاج ملا ياسين الرميثي (طيب الله ثراه) حيث بثت أحدى مواقع الوهابية مقالاً مسموماً يسوق فيه كاتبه بعض الاتهامات والفرى مستشهداً بأحد أبيات هذه القصيدة الخالدة وهو مقطع ((صحنه بيك آمنه .... يا حسين بضمايرنا)) علماً أن القصيدة عمرها أكثر من أربعين عاماً، والسبب في تسليط الشبهات بعد كل هذه السنين هو البروز الإعلامي لمذهب أهل البيت (ع) الذي بدء بفضل الله وحمده يأخذه دوره ومساره الصحيح ليسطع نجمه مقابل الأبواق المضادة والغربان الناصبية السوداء التي تنعق كلما شع نور فجر الحقيقة ليكشف تلك الظلمة والغبرة السوداء. وهذا هو أمر طبيعي فلكل قوة فعل رد فعل تساويها في القوة وتعاكسها في الاتجاه. ونحن نتوقع المزيد المزيد من هذه النفحات السمّية، حيث يقول صاحب المقال الذي لم يذكر أسمه : (إن مسألة الغلو لدى الروافض ـ روافض بالتأكيد للباطل وأهله ـ قديمةً بقدم تاريخهم الـ..... فقد الهوا علياً ومن بعده ذريته، ومثلما أتخذ النصارى أرباباً ثلاثة، أتخذ الروافض أثنا عشر إلهاً) وقد ساق في معرض كلامه فرية إدعاء الشيعة والعياذ بالله (خيانة جبرئيل {ع})) بإدعائه نقلاً عن أسلافه السوافه أن الشيعة يقولون بخيانة جبرئيل للأمانة حيث أرسل بالنبوة إلى علي فأعرض عنها إلى محمد !! وهو هنا يناقض بكلامه الخبيث وأدلته المزيفة نفسه بنفسه حيث يدعي تارةً بأن الشيعة يؤلهون علياً (ع) وأخرى بأنهم يدعون أنه النبي المفترض!!ومن أهم الدلائل التي يستدل بها هذا الواهن المداهن بشخصه الذليل ومقاله الهزيل على تأليه الأئمة الأطهار (ع) هو ترديد الشيعة في مختلف أصقاع الأرض (صحنه بيك آمنه) قاصداً بأنهم يؤمنون بالحسين دون الله (جل جلاله) والعياذ بالله.
فنقول لهذا الناصبي المخبول، ولكل من تأثر بقوله من ضعاف العقول، بأننا مأمورون من الله (سبحانه وتعالى) في كتابه العزيز بالأيمان بالله وبرسله وملائكته وكتبه. وبالموت والبعث والجنة والنار..... الخ، فهل يا ترى يعد الأيمان بأحد هؤلاء هو شرك بالله العلي العظيم؟! فإن الأيمان بكل هؤلاء هو إيمان بالله وبقدرته وقضائه، والأيمان بالحسين وسائر الأئمة الأطهار (ع) هو جزء من الأيمان بالله تعالى، ونحن حينما نقول : (أمنا بالحسين) نعني آمنا بربِ الحُسين، الحسين الذي هو أمين الله وحجته بغض النظر عن كونه أبن بنت رسول الله (ص) وسيد شباب أهل الجنة. ولأن قضيته الحقة هي التي خلّدت الدين ومجدت شريعة سيد المرسلين، وكيف لا وقد قال (ع) : (إن كان دين محمد لم يستقم فيا سيوف خذيني) وما لنا لا نؤمن بإمامة رجل قال فيه نبينا الأعظم (صلى الله عليه وىله) كما تشهد أمهات كتب إخواننا من أهل السنة : (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا) و (الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا) وما لنا لا نعشق رجلاً قتل مظلوماً ظمآناً مع أهل بيته وأصحابه ليجسد صورةً من أروع صور التضحية والفداء والإيثار دون الرضوخ للطغاة الكافرين وعلى رأسهم يزيد الكافر الذي أفصح عن مكنون كفره عندما أنشد وهو يضرب ثنايا الحسين (ع) بمخصرته:
لعبت هاشم بالملك فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل وعلى الرغم من أن هذه القصيدة الخالدة سليمة المضمون إلا أنه يجب الحذر فإن أعداء الدين من النواصب وسواهم يتربصون بشيعة أهل البيت الدوائر ويحصون عليهم أنفاسهم محاولين التصيد في الماء العكر، وقد تصدر من البعض أبيات شعرية بدافع العاطفة وخصوصاً من الشعراء المبتدئين كذلك الشاعر الذي أنشأ يقول :
يا حسين يا أشرف وأعظم إنسان من المبتدأ للرجعة ونظمت في لطمية أنشدها احد الرواديد المشاهير قبل عدة أعوام، وهذه القصيدة بالتأكيد لا تحسب على المذهب بل تحسب على ناظمها وقارئها، فكيف يكون الإمام الحسين على عظيم قدره وهو سيد شباب أهل الجنة وسيد الشهداء أعظم من جده رسول الله (ص) وأبيه أمير المؤمنين (ع)؟ إن مثل هذه الأبيات اللا مسؤولة تعد صيداً سميناً لمن يصطاد في الماء العكر.
لذلك كان بعض مراجع الدين يؤكدون على ضرورة إشراف الحوزة العلمية على الأشعار الرثائية وتنقيحها لغوياً وكان الشعراء والخطباء قد شملتهم توجيهات آية الله العظمى السيد الشهيد الصدر الثاني (قده) من على منبر الكوفة المعظم حيث قال: (فمن هنا أطالب الخطباء والشعراء بمختلف مستوياتهم وأماكنهم أن يبدءوا من الآن بتصحيح أفكارهم وأشعارهم عن الحسين (ع) وأصحابه وكل المعصومين (ع) فلا ينظموا إلا بلسان الحال الذي يكون أقرب إلى الحق لا أن يكون أقرب إلى الباطل والعياذ بالله ويستمر ذلك جيلاً بعد جيل حتى لا نسمع من الأشعار الباطلة والمنحرفة شيئاً بعد هذا الزمان بعون الله سبحانه وتعالى وحسن هدايته وتوفيقه. والأفضل في هذا الطريق هو أن يكون الشعر بإشراف الحوزة الشريفة في كل مكان وفي كل زمان فما قالته الحوزة للشاعر أنه حق أخذ به ونظمه في شعره وما قالت له الحوزة أنه باطل ومشكوك أو أن انطباعه سيء أو لا مصلحة في ذكره ونحو ذلك تركه إلى غيره (الحمد لله الأفكار الحقة كثيرة)) (1) فالحمد لله الذي حمى دينه بهذه الحصون المنيعة على أعداءه والداعية إلى سبيله من حراس الشريعة السمحاء.
والسلام عليك ياسيدي ويا مولاي يا اباعبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، السلام على العلماء الأمناء الشهداء السعداء ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) خطبة صلاة الجمعة الرابعة والأربعون لآية الله العظمى السيد الشهيد الصدر الثاني (قده).
|
|
|
|
|