إن الإغراءات الدنيوية والمطامع الدنيئة والتمنيات الهابطة استحوذت على نفوس ابناء المجتمع, وقد طوقته من كل جهة فاختارها تاركا الأهداف الجليلة والقيم العالية والآخرة العزيزة، وهذا هو استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير
ولما كانت المرأة تمثل اكثر من نصف المجتمع _التفتت هي لدورها وقيمتها_، فهي أم من جهة, وزوجة من جهة اخرى, وهي أخت وبنت ومؤازرة ومربية ولها عناوين كثيرة غير ذلك، وان كل واحد من هذه العناوين له مساحة من التأثير العالي في الواقع ومسرى الأحداث لذا فإن الخطاب في المجتمع النسوي الواعي وبما يقتضيه هذا الظرف الحرج حتى تتلاحم الصفوف وتتوحد الطاقات من اجل نصرة الحق وأهله وتحقيق الفتح الأكبر
يتلخص بمجموعة نقاط هي:
1.المزيد من الوعي والالتفات لإدراك خطر المرحلة الراهنة وما تخطط له قوى الاستكبار العالمي التي لم تكتف بالسيطرة الجزئية ، بل تريد إحكام السيطرة على تسمية أولادنا وطريقة عيشنا في بيوتنا .وهذا يقتضي النظر الدقيق والترقب والتوثب لكل مشروع وخطة تطرح في المقام لاكتشاف حقيقتها والأهداف التي تنطوي عليها والنوايا المبيتة حتى لا نعثر بحجر مرتين ولا نلدغ من نفس الجحر الذي لدغنا منه.
2. الدعوة المكثفة للاستخفاف بالدنيا وترك الملذات الدنيوية والإقبال على الآخرة العامرة الأبدية من اجل إشاعة روح التضحية في الأمة والبذل لأجلها طلبا لمرضاة الله تعالى وان دور المرأة في بعث الهمم وطرح الفكر الإرشادي في الواقع له الأثر البالغ على النساء والرجال ، فما أعظم أن تكون المرأة هي الداعية إلى التضحية من أجل الحق وأهله مقتدية بزينب الكبرى عليه السلام والصالحات من سلفها وخلفها
.
3. بث روح المودة والإخاء بين صفوف المجتمع وتجاوز الخلافات الجزئية التي تعيق التحام الكثير من العوائل ، كذلك الدعوة المكثفة إلى التصالح والتراحم بين المتخاصمين.
4. العمل على إشاعة العفاف والحجاب الواعي والسلوك الطاهر الذي ينتج عنه إبعاد مصادر الإغراء التي تستهلك طاقات المجتمع وتجعله يدور في فلك الرذيلة، لأن العفاف والحياء يبعث القوة والاقتدار والشموخ في نفس المرأة مما يجعلها عنصر قوة وليس عنصر ضعف في صفوف المجتمع.
5.الدعوة المكثفة إلى الزواج المبني على أسس التقوى والبحث الجاد لتكوين عائلة متقية هدفها رضاء الله، فإن المجتمع المتماسك القوي هو ما تكون روابطه مبنية على مبادئ سامية، وهذا لا يحصل إلا بالترفع عن الطلبات الدنيوية التي لا مبرر لها أو التي تثقل كاهل المؤمنين وتعيق مشاريع الزواج ويلقى اكبر الدور في هذه الفقرة على الآباء والأمهات في تسهيل الخطوات اللازمة لمثل هذا الزواج، فإن الزواج سد لأبواب الشيطان وإغلاق لمنافذ الفتنة وحفظ لطاقات المجتمع وإيجاد لمصادر قوة جديدة في المجتمع
6.إعانة الأزواج المؤمنين الذين يحملون أهدافا سامية من خلال التقليل من الطلبات غير الضرورية ، بل تقليص حتى الضرورية قدر الإمكان وتهيئة الجو المناسب لهم لإتاحة الفرصة الضرورية من اجل أداء أعمالهم على أكمل وجه ، فإن المرأة يمكن أن تحرف المؤمن الواعي عن خطه أو تكون عقبة كؤود في طريقه أو تشغل اغلب طاقاته في طلباتها ومشاكلها اليومية.
أنها لحظات تضحية،وكل مسؤول أن يؤدي ما يستطيع.
فتضحية المرأة المؤمنة بشيء من راحتها ورغباتها من اجل حماية الإسلام في هذه المرحلة الحرجة هو شعور عال بالمسؤولية ووقوف مشرف بوجه الأخطار، وعلى النساء الواعيات حث غيرهن على العلم أو العمل الصالح والالتفات إلى الخطر الذي يكاد يلف أمة الإسلام.
فما أجمل أن يكون من شروط زواج المرأة أن يكون الزوج من العاملين على رفعة الإسلام والمدافعين عنه والمضحين لأجله
وما أجمل أن تطالب المرأة الأم والزوجة والبنت والأخت ذويها بالقيام بدورهم لنصرة الإسلام والدفاع عنه بدلاً من أن تطالبهم بالثياب والمتع الدنيوية الرخيصة.
وأخيرا أيتها المؤمنات نقول : هذه الجنة مزينة وفاتحة أبوابها للمطيعين العاملين في سبيل الله تعالى. فهل من مجيب؟