يقال بأنّ الإمام الحجّة (أرواحنا لمقدمه الفداء) عند ظهوره
بتاريخ : 12-01-2014 الساعة : 08:14 AM
اللهم صلي على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
اللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك
يقال بأنّ الإمام الحجّة (أرواحنا لمقدمه الفداء) عند ظهوره يقتل السادة أو العلماء المعمّمين في العراق أو في الكوفة ، وعددهم بالألوف.
مامدى صحّة هذا الكلام ؟ ولماذا يقتل الإمام هؤلاء الناس أو العلماء ؟ ، ولماذا بالكوفه بالخصوص ؟
الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
هذا الكلام كذب وافتراء ، بل ورد في الأحاديث أنّ الكوفة ـ بما يشمل النجف الأشرف ـ تزدهر في عصر الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ، وتتسع ، ويكثر فيها المؤمنون حتّى يضيق بهم مسجد الكوفة.
فعن مفضّل بن عمر قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : « إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها ، وأستغنى الناس من ضوء الشمس (إلى أن قال ) : ويبنى في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب ، وتتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء وبالحيرة » .
وعن أبي محمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) قال : « لموضع الرجل في الكوفة أحبّ إليّ من دار في المدينة ».
وعن الأصبغ قال سمعت أباعبدالله (عليه السّلام) يقول : « مَن كانت له دار في الكوفة فليتمسك بها » .
نعم يقتل الإمام (عليه السّلام) أعدائه وأعداء أهل البيت (عليهم السّلام) الذين يحاربونه ويقاتلونه .
ففي الحديث عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال : « إذا قام القائم سار إلى الكوفة ، فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس يدعون البترية ، عليهم سلاح فيقولون له : ارجع من حيث جئت ، فلا حاجة لنا في بني فاطمة ، فيضع فيهم السيف حتّى يأتي على آخرهم ، فيقتل كلّ منافق مرتاب » .
ومن المعلوم أنّ الكوفة كبيرة جدّاً ، وفيها أناس كثيرون ، ولامانع أن يوجد فيها هذا العدد من الكفّار والمنافقين ، ولا ينافي في ذلك أن يكون أكثر ساكنيها من شيعة أهل البيت (عليهم السّلام) ، ومؤيدي الإمام الحجّة (عليه السّلام) وناصريه .
وعلى كلّ حال فليس في الروايات أنّه يقتل السادة والمعمّمين .
من المعروف ان الامام المهدي ارواحنا لتراب مقدمه الفداء عند ظهوره يحارب الكفار والناصبين لهم ولشيعتهم العداء , وليس لقتل شيعته من المعممين وابناءهم السادة !!
والمعروف ان المعممين والسادة هم من الشيعة الملتزمين فكيف يكون ذلك !!
هناك امر لابد من الاشارة اليه , كما نرى ولانغفل عما يدور حاليا على الساحة سواء في العراق او غيره من الدول من يرتدي العمامة ويدعي التشيع كغطاء او ساتر على افعاله القبيحة والمؤذية لشيعة اهل البيت وغيرهم من الطوائف , هذه الاجناس من المؤكد ان تكون من اعداء الامام لانهم لا يعجبهم ولا يسايرون منهج الامام الذي يقوم لاجله فمؤكدا سيكونون من اعداءه عليه السلام , لأنهم يمثلون الباطل والامام يُمثل الحق والباطل والحق لاينتهجون مبدأ واحد ابدا , سأنقل رواية للامام الباقر (ع) تثري الموضوع بأكمله بكلمات بلاغية ...
جاء في الكافي الكافي 2/74
قال الباقر (ع) : يا جابر !.. أيكتفي من ينتحل التشيّع أن يقول بحبنا أهل البيت ؟!.. فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه ، وما كانوا يُعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع و الأمانة ، وكثرة ذكر الله ، والصوم ، والصلاة ، والبرّ بالوالدين ، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة ، والغارمين ، والأيتام ، وصدق الحديث ، وتلاوة القرآن ، وكفّ الألسن عن الناس ، إلا من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء .
قال جابر : فقلت : يا بن رسول الله!.. ما نعرف اليوم أحداً بهذه الصفة ، فقال (ع) : يا جابر!.. لا تذهبنّ بك المذاهب ، حَسْب الرجل أن يقول :
أحب علياً وأتولاه ، ثم لا يكون مع ذلك فعّالاً ؟.. فلو قال : إني أحب رسول الله (ص) - فرسول الله (ص) خير من علي (ع) - ثم لا يتبع سيرته ، ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئاً ، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله عزّ وجلّ وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته.
يا جابر!.. فوالله ما يُتقرّب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة ، وما معنا براءة من النار ، ولا على الله لأحد من حجة ، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليُّ ، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدوّ ، ولا تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع .