💎 إن إدراك الكمال لا يحصل الإ بالإبتعاد عن دائرة النقص 💎
قال أمير المؤمنين عليه السلام :- لن تدرك الكمال حتى ترقى عن النقص .
الكمال والنقص صفتان في غاية التنافي والتبعاد والتقابل بحث لو وجدة أحدهما إنتفت الأخرى
فما هو ميزان الكمال الذي يميزه عن النقص وكذلك العكس
نقول بأن الميزان الذي يميز ويفرق بين الكمال والنقص هو التشريع السماوي والأحكام الشرعية
والإرشادات التي نص عليها خلفاء الله تعالى في ارضه ،
فهناك قاعدة عندة العلماء وهي = الأوامر والنواهي تابعة للمصالح والمفاسد =
إن كل تشريع سواء بالوجوب او الإستحباب او الارشاد الي فعل او تخلق بخلق معين فإنه يشتمل على الكمال الذي يعبر عنه العلماء بالمصالح الذي بدوره يرقى بالإنسان عن مراتب الجهل والنقص الي مراتب العلم والكمال والقرب منه تعالى لإنه غاية الكمال وترك هذا الأمتثال يعني الوقوع بالمفسدة والنقص
وأما كل تشريع جاء به ديننا الحنيف بالنهي ( التحريم ) او الكراهة او الإرشاد الي ترك فعل او خلق معين فإنه كن على علم ويقين بإنه يشتمل على مفاسد ونقص أراد الله تعالى بهذا النهي أن يبعد الإنسان الذي خلقه وكرمه عن مواطن النقص والمفاسد والعدم الي وجود الكمال والمصالح ليكون بذلك ( ولقد كرمنا بني آدم )
تتمة :- ------------------ -:
النهي والتحريم / يشتمل على مفسدة شديدة + عقاب
الأمر والوجوب / يشتمل على مصلحة في غاية الشدة + ثواب
فمن أركتب محرم قد وقع في المفسد الحتمية وعرض نفسه للعقاب والذم والندم .
ومن أمتثل الي الأوامر فقد حصل على المصالح والكمال الحتمي والثواب والسرور .
فإن الإتيان بصلاة الليل سبب في توسعة الرزق وبياض الوجه ... الخ و كذلك صلة الرحم توجب إطالة العمر وتعمير الديار وتلاوة القرآن توجوب البركة والذكاء ونزول الرحمة ودفع الصدقة توجب دفع البلاء وإستجابة الدعاء ...... الخ
وإن سماع الغناء يوجوب الفقر وإنزال النوائب وترك الصلاة يوجب نقص العمر والفقر والبلاء وعدم إستجابة الدعاء وكذلك كل محرم ومكروه فإنهما يشتملان على مفاسد ومضار ترجع على الإنسان
وكذلك العلم كمال فلا يحصل هذا الكمال الإ بترك الجهل والسعي الي التعلم
والعلم كمال فلا يحصل كمال العلم الإ بالإقتران بالعمل
والله ولي التوفيق لكل خير وصلاح بحق محمد واله الأطهار