حضورك
إلى أمير المؤمنين وإمام الموحدين
علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام
فاضت خطاك هي الدروب فداء ُ
إذ كل درب ٍ سرته شـــــــهداء ُ
ولقد أتيت لكي تكون سمائــها
فولدت في ارض ٍ وأنت سمـــاء ُ
قد جئت والصحراء بنت جفافها
فتوضأت من فيضك الصــحراء ُ
ووهبت مدرسة الرمال رجالها
حتى تتلمذ في رؤاك الـــــــماء ُ
لا كعبة ً تحوي حضورك مولدا ً
حاشا حضورك يحتويه فــضاء ُ
فالأرض بيت ٌ في قصيدتك التي
تقتات من أبياتها العظمــــــــــاء ُ
والقصد من معنى مجيئك انـــه
قد نام جوع ٌ واستفاق غــــــذاء ُ
من قبلك الأحياء ضج فراغها
إذ كلها اخذ ٌ وأنت عطــــــــــــاء ُ
حتى أعدت إلى الحياة تراثهـــا
فتدفقت من ضوئك الأشيـــــاءُ
وولدت يتحفك النبي ُ عيونــه
ومهادك المعراج والإــــسراء ُ
إذ كلما يدعوك باسمك احمد ٌ
من حوله تتساقط الأســــماء ُ
إذ كلما اتسعت جراح هداية ٍ
ينمو على الكفّين منك شفاء ُ
من أي بدر ٍ خندق ٍ أو خيبر ٍ
تأتي فيرتشف الرجال فناء ُ
في أي معضلة ٍ تنام لترتقي
حلم المنايا والحتوف غطاء ُ
فأمام دمعتك الجيـــاع ُ بواتر ٌ
وأمام صولتك الحروب نساء ُ
قلم ٌ لديك الليل خبز ٌ حبره
ولكم كتبت َلتقرأ الفــــــقراء ُ
الكل رحلته على أكتـــــــافه
من فوق هذا الكل أنت بــــقاء ُ
حتى إذا يهجوك سيف ٌ حاقد ٌ
ينساب منك على السيوف رثاء ُ
أيامك البيضاء كن مآذنــــــــا ً
وبلالها قد مل ّ منه نــــــداء ُ
أن اتقوا والناس محض خرافة ٍ
يلهو بها رغم القصور عراء ُ
أن اتقوا والناس جنة غفــــلة ٍ
لا آدمٌ فيــــــها ولا حـــــواء ُ
حتى إذا لم يفهموك دعاك لل
سفر البعيد إلى الجنان قضـاء ُ
حتى إذا لم يفهموك استأذنت ْ
من هامك القدس الطهور دماء ُ
فجرت دماؤك حين شاخ نهارها
وطوى جموع الجهل تلك مساء ُ