استحباب نقش الخاتم وما ينبغي أن يكتب عليه ونقوش خواتم الأنبياء عليهم السلام
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان نقش خاتم النّبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - " محمّد رسول الله "
وكان نقش خاتم أكير المؤمنين علي عليه السلام " الله الملك "
وكان نقش خاتم أبي " العزّة لله "
عن أبي عبد الله الحسين عليه السلام قال : كان لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خاتمان : أحدهما عليه مكتوب : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله " والآخر : صدق الله "
أمالي الطوسي : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصّلت الأهوازي قال : أحبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحافظ ، قال : حدثين محمّد بن عيسى بن هارون بن سلام الضّرير أبو بكر ،قال حدثنا محمد بن زكريّا المكي ، قال : حدثني كثير بن طارق من ولد قنبر ، قال حدثني زيد بن علي في جهارسوخ كندة بالكوفة أن أباه حدثه عن أبيه ، عن جده عليه السلام قال أعطى النّبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم -
علياً عليه السلام خاتماً لينقش عليه محمّد بن عبد الله فنقش النّقّاش فأخطأت يده ، فنقش عليه " محمّد رسول الله " فجاء أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ما فعل الخاتم ؟ فقال هوذا ، فأخذه به إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : يا رسول الله ، لما نقش النّقّاش ما أمرت به وذكر أن يده أخطأت ، فأخذ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ونظر فقال : يا عليّ أنا محمّد بن عبد الله ، وأنا رسول الله وتختّم به فلمّا أصبح النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نظر إلى خاتمه ، فإذا تحته منقوش " عليّ ولي الله " فتعجّب من ذلك النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فجاء جبرئيل فقال : يا جبرئيل كان كذا وكذا ، فقال : يا محمد ،كتبت ما أردت وكتبنا ما أردنا
نقلاً عن السيد الرضّي في كتاب المناقب الفاخرة ، قال حدّث الشّيخ الواعظ أبو المجدين رشادة ، قال حدّثني شيخي الغزالي : قال لمّا انتهى إلى النجاشي ملك الحبشة ، بخّبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لأصحابه ، إنّي لمختبر هذا الرّجل بهدايا أنفذها إليه ، فأعدّ تحفاً فيها فصوص ياقوت وعقيق ، فلمّا وصلت الهدايا إلى النّبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قسّمها على أصحابه ،ولم يأخذ لنفسه سوى فصّ عقيق أحمر ، فأعطاه لعلي عليه السلام وقال له : إمض إلى النقاش وأكتب عليه ما أحب سطرا واحداً " لا إله إلا الله " وما أُحب أنا " محمّد رسول الله " سطرين ، فلما جاء بالفصّ إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وجده إذا عليه ثلاث أسطر فقال لعلي عليه السلام أمرت أن يكتب عليه سطراً واحداً ، كتب عليه ثلاث أسطر ، فقال : وحقّك يا رسول الله ما أمرت أن يكتب عليه إلاّ ما أحببت وما أحب أنا " محمد رسول الله " سطرين ، فهبط جبرئيل وقال يا محمّد ربّ العزة يقرئك السلام ويقول لك : أنت أمرت بما أحببت وعليّ عليه السلام بما أحبّ وأنا كتبت ما أُحبّ : علي وليّ الله "
عن عليّ بن موسى الرضّا عليه السلام بإسناده عن الحسن بن علي عليه السلام قال : رأيت في المنام عيسى بن مريم عليه السلام قلت : يا روح الله ، إنّي أريد أن أنقش على خاتمي ، فماذا أنقش عليه ؟ قال : انقش عليه : لا إله إلاّ الله الحقّ المبين فإنه يذهب بالهم والغم
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فأخرج إلينا خاتم أبي عبد الله عليه السلام ، وخاتم أبي الحسن عليه السلام وكان خاتم أبي عبدالله : " أنت ثقتي فاعصمني من الناس " ونقش خاتم أبي الحسن : " حسبي الله " وفيه وردة وهلال في أعلاه
عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الثاني عليه السلام ، قال : قلت له : إنّا روينا في الحديث أنّه كان نقش خاتم النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - : " محمد رسول الله " ؟
قال صدقوا ، قال : فقال لي : تدري ما كان نقش خاتم آدم عليه السلام ؟ ، قال : قلت : لا
قال : كان نقش خاتم آدم عليه السلام : " لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله "
قال ابن خالد : قال لي أبو الحسن عليه السلام : إنّ الله أوحى إلى نوح عليه السلام : إذا أستويت يا نوح أنت ومن معك على الفلك فهلك ألف مرة ثم سلني حاجتك ، قال : فلما ركب ورفع القلع ( الشِراع ) عصفت عليه الريح فلم يأمن نوح الغرق حيث أضطربت السفينة ، فقال إن أنا هللت ألف مرّة خفت أن تغرق السفينة قبل أن أفزع من ذلك ، فأجمل الأمر جملة بالسريانية ، فقال : ألفاً " هو هو هو يا بارئ أتقن " قال : فاستوت السفينة وسلّمه الله تعالى
قال نوح : إنّ كلاماً نجوت به ومن معي ممن آمن من الغرق ينبغي أن أتختم بع ولا يفارقني
قال الحسين بن خالد : فقلت لأبي الحسن عليه السلام : وما تفسير كلام نوح عليه السلام ؟
قال : هذا كلام بالسريانية وتفسيره بالعربية : " لا إله إلاّ الله ألف مرّة يا الله أصلح "
قال : وكان نقش خاتم إبراهيم عليه السلام : سته أحرف نزل بها جبرئيل عليه السلام حين وضع في كفه المنجنيق : فقال له : يا إبراهيم إنّ الله يقرؤك السلام ويقول لك : طيب نفساً فلا بأس عليك ، وأمره أن يتختم بذلك الخاتم ، فجعل الله النار عليه برداً وسلاماً ، وكانت الستة الأحرف : " لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، توكلت على الله ، أسندت ظهري إلى الله ، فوضت أمري إلى الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله " فكان هذا النقش خاتم إبراهيم عليه السلام
وكان نقش خاتم سليمان بن داود عليه السلام : " سبحان من ألجم الجن بكلمته "
ونقش خاتم موسى عليه السلام : " حرفين أشتقهما من التوراة " أصبر تؤجر ، أصدق تنج "
وكان نقش خانم عيسى عليه السلام حرفين من الأنجيل " طوبى لعبد ذكر الله لأجله ، والويل لعبد نسي الله من أجله "
فيما نذكره من أخذ خواتيم في السفر ، للأمان من الضرر
عن أبي محمد القاسم بن العلاء المدائني قال : حدثني خادم لعلي بن محمد عليه السلام قال : استأذنته في الزيارة إلى طوس( إي منطقة مشهد في إيران ) فقال لي : " يكون معك خاتم فصه عقيق أصفر ، عليه : " ما شاء الله ، لا قوّة إلاّ بالله ، أستغفر الله "
وعلى جانب الآخر : " محمّد وعلي " فإنه أمان من القطع وأتمّ للسلامة ، وأصون
قال : فخرجت وأخذت خاتماً على الصفة التى أمرني بها ، ثمّ رجعت إليه لوداعه ، فودّعته وانصرفت ، فلمّا بعدت عنه أمر بردّي ، فرجعت إليه فقال : " يا صافي " قلت : لبيك يا سيدي ، قال : " ليكن معك خاتم آخر فيروزج ، فإنه يلقاك في طريقك أسد بين طوس ونيشابور فيمنع القافله من المسير ، فتقّدم إليه وأره الخاتم ، وقل له : مولاي يقول لك : تنّح عن الطريق ، ثم قال : ليكن نقشه " الله الملك "
وعلى الجانب الآخر " المُلك لله الواحد القهّار" فإنّه خاتم أمير المؤمنين علي عليه السلام كان عليه : الله الملك " ، فلمّا ولي الخلافة نقش على خاتمه : " الملك لله الواحد القهار " وكان فصّه فيروزج ، وهو أمان من السباع - خاصة -وظفر في الحروب
قال الخادم : فخرجت في سفري ذلك ، فلقيني - والله - السبع ، ففعلت ما أمرت ، ورجعت حدّثته
فقال عليه السلام لي : " بقيت عليك خصلة لم تحدّثني بها ، إن شئت حدثتك بها " فقلت يا سيدي ، لعلّي نسيتها ، فقال " نعم ، بتّ ليلة بطوس عند القبر ، فصار إلى القبر قوم من الجنّ لزيارته ، فنظروا إلى الفص في يدك وقرؤا نقشه ، فأخذوه من يدك وصاروا به إلى عليل لهم ، وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلك الماء فبرأ ، وردّوا الخاتم إليك ، وكان في يدك اليمنى فصيروه في يدك اليسرى ، فكثر تعجبك من ذلك ، ولم تعرف السبب فيه ، ووجدت عند رأسك حجراً ياقوتاً فأخته ، وهو معك فاحمله إل السوق ، فإنك ستبيعه بثمانين ديناراً ، وهي هدية القوم إليك " فحملته إلى السوق فبعته بثمانين ديناراً كما قال سيدي عليه السلام
ورد في بعض الأحاديث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نهى أن ينقش شيء من الحيوان على الخاتم
وورد عن الصادق عليه السلام أنه قال : يُمتحَنُ عقل الرجل في ثلاثة أشياء : في طول لحيته وفي نفش خاتمه ، وفي كنيته
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من كتب على خاتمه " ما شاء الله ، لا قوّة إلاّ بالله ، أستغفر الله " أمن من الفقر المدقَع
في نقش فصّ يصلح لكل علة
من طبّ الائمة : ينقش على بركة الله عزّ وجلّ في أول جمعة من شهر رمضان على فصّ حديد صيني على هذا المثال :
كعسلهون لا أهلاً إلاّ الأول بالله لا آلاء إلاّ آلاؤك يا الله سطرين
في فصوص الخواتيم
من كتاب اللباس : عن الحسين بن عبد الله قال : سألته عن الفصّ من حجارة زمزم يتختم به ؟
قال : نعم ولكن إذا أراد الوضوع نزعه من يده
وقال عليه السلام في وصيته لأصحابه : من نقش خاتمه وفي أسماء الله فليحوله عن اليد التي يستنجي بها إلى المتوضأ
الدعاء عند لبس الخاتم
ورد في فقه الرضا أنه إذا أردت لبس الخاتم في يدك فقل " اللّهمّ سُمْني بسيماء الإيمان واختم لي بخير واجعل عاقبتي إلى خير إنّك أنت العزيز الكريمل "
وأورد ابن طاووس روايه أخرى في أنّه يقرأ هذا الدعاء
اللهمّ سومني بسيماء الإيمان ، وتوّجني بتاج الكرامة ، وقلّدني حبل الإسلام ، ولا تخلع ربَقة الإيمان نت عُنقي
في طب الأئمة : عن موسى بن جعفر عليه السلام ، عن أبيه عليه السلام قال : إنّه نهي عن لبس الفصّ البجادي ، قال : إنّ زيد بن علي كان في يده فص بجادي يوم قتل
قال الجزري : في حديث خاتم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فيه فصّ حبشي يحتمل أنه أراج من الجزع أو العقيق لأن معدنهما اليمني والحبشة أو نوعاً آخر ينسب إليهما
نقل ذلك من موسوعة الأحجار الكريمة المصورة
محسن عقيل