|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
: التَّعاطي العَقََْدي مع الإمام المهدي:عليه السلام :القسم الثاني :
بتاريخ : 23-07-2012 الساعة : 11:12 AM
: التَّعاطي العَقََْدي مع الإمام المهدي:عليه السلام:ق2:
=============================
: شهرُ رمضان أنموذجا :
===============
:القسم الثاني :
=========
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين.
:2:
إعتبرعلمائنا الكرام أنَّ تَعمُد الكذب على الله تعالى
او على رسوله الأكرم محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم :
أوعلى أحد الأئمة المعصومين:عليهم السلام:
وبضمنهم الإمام المهدي:عليه السلام:
ويُلحقُ بهم الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء
:عليها السلام:
وسائر الأنبياء وأوصيائهم:عليهم السلام:
إعتبروا ذلك كله من المُفطِّرات التي تُبطل صوم الصائم في شهر رمضان الفضيل.
وهنا يتجلى البعد العَقْدي بصورة رئيسة ترفدنا بمزيد وعي وفهم وإيمان
في ضرورة إلتزام جانب الصدق والوثوق والوثاقة
والضبط في التعاطي مع الإخبار عن الله تعالى
أو عن رسوله :ص: أو أحد الأئمة المعصومين:ع:
لما يترتب على ذلك من آثار خطيرة في البُنيّة العقدية والبُنيّة التشريعية.
بإعتبار أنَّ تعمُد الكذب يرسم للآخرين واقعا موهوماً وقصوداً باطلة يُراد تحقيقيها من خلال ذلك.
فعن طريق الكذب تُخترق البُنية العقدية والتشريعية معاً
مما يسمح بظهور البدع والضلالات الدينية وحتى الآيديولوجية
وهذا ما لوحِظَ َعلى مر التأريخ البشري لاسيما في القضية المهدوية
إذ بفعل تعمد الكذب ظهر أدعياء السفارة والوكالة عن الإمام المهدي:ع:
وكثيرة هي الظواهر السلبية التي نتجت بفعل تعمد الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأئمة المعصومين
هذا على مستوى البُنيّة العقدية في كيان الفرد والمجتمع
أما على مستوى البُنية التشريعية
فتعمد الكذب على الله تعالى وعلى رسوله وعلى الأئمة المعصومين
يفتح المجال واسعا لظهور أحكام شرعية ما أنزل الله بها من سلطان.
يصوغها الكذّابون والوضّاعون تلبية لمآربهم الفاسدة والباطلة.
لذا ظهرت الحاجة إلى علم الرجال توثيقاً وضبطاً للأخبار سندا ومتنا.
وهذه الحقيقة قد نبّه عليها القرآن الكريم .
قال تعالى:
(( وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ )) النحل62
(( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ )) النحل116
إذاً إذا أدركنا ذلك كله في شهر رمضان المبارك ولو بالحد الممكن والمقدور.
فسيتبيّن لنا غرض وقصد وحكمة القرآن الكريم في عقدياته وتشريعاته
لاسيما تركيزه على ضرورة تجنب تعمد الكذب على الله تعالى وعلى رسوله وعلى الأئمة المعصومين
في شهر رمضان وترتب فساد صوم الصائم على ذلك
فضلاً عن أثمه .
وهذا إن دلَّ على شيء فإنّما يدل على أهميّة الصدق والتبيّن والضبط في صورة التعاطي مع الله تعالى ورسوله والأئمة المعصومين
لاسيما إمامنا المهدي:عليه السلام:
بإعتبار أنَّ الله تعالى يُريد منّا تربية أنفسنا ومجتمعنا على الصدق والإلتزام به فعلا.
لما في الصدق من قيمة وقدر صالح يأخذ بنا إلى الصراط المستقيم والهداية .
وعندما يلتزم الإنسان الصائم بتجنب تعمد الكذب المفطّر شرعا.
فيقيناً ستنمو ملكة الصدق في ذاته وستنعكس آثارها على المجتمع .
ومن هنا نفهم إمكانيّة أن يكون شهر رمضان الكريم شهراً مُمَهِداَ بمعنى الكلمة وقصدها.
فإننا فعلاً لو تمكنا في كل سنة وفي شهر رمضان خاصة
من إيجاد وتكوين أفرادٍ وجماعات صالحة ومُدركة لوظيفتها العقدية والشرعية
لوفّرنا على الأقل جيلاً مؤسّساً ومُمَهدا لظهور
الإمام المهدي:عليه السلام:
ولأسهمنا من يومنا هذا بتعجيل الفرج والظهور الشريف وإن لم ندرك ذلك واقعا.
كون الظهور والقيام المهدوي الشريف يبتني قُبَيل تحققه على وجود الأفراد والجماعات الصالحة عقيدةً وشريعة.
فضلا عن كون تربية الفرد والمجتمع بصورة صالحة
تدخل في صلب أهداف الإمام المهدي:عليه السلام:
والتي ترتكز على قاعدة الفضيلة والعدالة والحق .
ويتبعُ القسم الثالث إن شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
|
|
|
|
|