فقير عاشق يلتقي بالإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
بتاريخ : 14-05-2011 الساعة : 06:00 PM
"ما أكثر القصص وما أكثر العبر!! لكن .. المهم أن نعتبر ولو بقصة واحدة"
حدث الشيخ الفاضل العالم الثقة الشيخ باقر الكاظمي آل الشيخ طالب نجل العالم العابد الشيخ هادي الكاظمي قال: كان في النجف الأشرف رجل مؤمن يسمّى الشيخ محمد حسن السريرة، وكان في سلك أهل العلم وذا نية صادقة، وكان فقيراً ومصاباً بمرض السُّعال، وكان قد تعلّق قلبه بالزواج من امرأة، قد طلبها من أهلها ولم يجيبوه لقلّة ذات يده، فلما اشتدّ به الفقر والمرض وأيس من تزويج البنت، يقول الشيخ محمد السريرة: فعزمت على الرواح إلى مسجد الكوفة ليلة الأربعاء، أملاً بلقاء صاحب الأمر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وواظبت على ذلك أربعين ليلة أربعاء، فلما كانت الليلة الأخيرة وكانت ليلة شتاء مظلمة، وقد هبّت ريح عاصفة فيها قليل من المطر، ورحت أحدث نفسي بأن الليالي قد انقضت، وما رأيت أحداً، بينما أنا كذلك وإذا بشخص يتوجه إليّ، وبعد أن وصل إليّ سلّم عليّ باسمي وجلس في مقابلي، فتعجّبت من معرفته باسمي، وظننته من الأعراب الذين أخرج إليهم من أطراف النجف، فصرت أسأله من أي العرب يكون؟ قال: من بعض العرب. فصرت أذكر له الطوائف التي في أطراف النجف، فيقول: لا لا. وكلّما ذكرت له طائفة قال: لا لست منها. فأغضبني وقلت له: أجل أنت من (طُريطرة)، مستهزئاً وهو لفظ بلا معنى، فتبسّم من قولي ذلك، وقال: لا عليك من أين كنت، ما الذي جاء بك إلى هنا؟ فقلت: وما شأنك أنت؟ فقال: ما ضرّك لو أخبرتني. فتعجّبت من حسن أخلاقه وعذوبة منطقه، فمال قلبي إليه، وصار كلّما تكلّم ازداد حبّي له، فقلت له: يا أخي أنت قد أرسلك الله إليّ في هذه الليلة لتؤنسني أفلا تروح معي لنجلس في حضرة مسلم (عليه السلام) ونتحدّث؟ فقال: أروح معك فحدّث حديثك. فقلت له: أنا في غاية الفقر والحاجة، وقد آلمني السعال، وقد علق قلبي بامرأة من أهل محلّتنا في النجف، وقد رفضوا طلبي الزواج بها لقلّة ما في اليد. وقال لي أحد العلماء: اقصد في حوائجك صاحب الزمان، وبت أربعين ليلة أربعاء في مسجد الكوفة، فإنّك تراه، ويقضي لك حاجتك. وهذه آخر ليلة من الأربعين، وما رأيت فيها شيئاً، وقد تحمّلت هذه المشاقّ في هذه الليالي، فهذا الذي جاء بي هنا وهذه حوائجي. فقال لي: أما صدرك فقد برئ، وأما المرأة فتأخذها عن قريب، وأما فقرك فيبقى على حاله حتى تموت. فقلت: ألا تروح إلى حضرة مسلم؟ قال: قم. فقمت وتوجّه أمامي، فلمّا وردنا أرض المسجد قال: ألا تصلّي صلاة تحيّة المسجد. فقلت: أفعل، فوقف هو قريباً من الشاخص الموضوع في المسجد، وأنا خلفه بفاصلة، فأحرمت للصلاة، وصرت أقرأ الفاتحة. فبينما أنا أقرأ وإذا به يقرأ الفاتحة قراءة ما سمعت أحداً يقرأ مثلها أبداً، فقلت في نفسي: لعلّه هذا هو صاحب الزمان. ثم نظرت إليه بعد ما خطر في قلبي ذلك، وهو في الصلاة، وإذا به قد أحاطه نور عظيم منعني من تشخيص شخصه الشريف، وهو مع ذلك يصلّي، وأنا أسمع قراءته، وقد ارتعدت فرائصي، فصرت أبكي وأعتذر من سوء أدبي معه. فلما كان الصباح التفتُّ إلى قوله: أما صدرك فقد برئ. وإذا أنا صحيح الصدر، وليس معي سعال أبداً، وما مضى أسبوع إلا وسهّل الله عليّ أخذ البنت من حيث لا أحتسب، وبقي فقري على ما كان كما أخبر (عجل الله تعالى فرجه الشريف).