بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ
(سورة البقرة، 2 / 159)
- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تأثّم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله (1).
- عن ابن عباس قال: إن لعلي بن أبي طالب في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس قوله
"فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ"(2) فهو المؤذن بينهم يقول: ألا لعنه الله على الذين كذبوا بولايتي واستخفوا بحقي (3).
- عن علي بن عاصم الكوفي الأعمى قال - بعد كلام طويل قلت له( لأبي محمد العسكري عليه السلام ) : إني عاجز عن نصرتكم بيدي وليس أملك غير موالاتكم والبراءة من أعدائكم واللعن لهم في خلواتي فكيف حالي ياسيدي ؟ فقال عليه السلام : حدثني أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من ضعف عن نصرتنا أهل البيت ولعن في خلواته أعدائنا بلغ الله صوته إلى جميعا لملائكة فكلما لعن أحدكم أعدائنا صاعدته الملائكة ولعنوا من لا يلعنهم فإذا بلغ صوته إلى الملائكة استغفروا له وأثنوا عليه وقالوا: اللهم صل على روح عبدك هو الذي بذل في نصرة أوليائه جهده ولو قدر على أكثر من ذلك لفعل فإذاالنداء من قبل الله تعالى يقول: يا ملائكتي ! إني قد أجبت دعائكم في عبدي هذاوسمعت ندائكم وصليت على روحه مع أرواح الأبرار وجعلته من المصطفين الأخيار (4).
- ما ذكره ابن طاوس رحمه الله في مهجه عن الرضا عليه السلام وإن من دعا به في سجدة الشكر كان كالرامي مع النبي صلى الله عليه وآله في بدر وأحد وحنين بألف ألف سهم:
اللهم العن اللذين بدلا دينك وغيرا نعمتك : واتهما رسولك صلى الله عليه وآله وسلم وخالفا ملتك وصدا عن سبيلك وكفرا آلائك وردا عليك كلامك واستهزءا برسولك وقتلا ابن نبيك وحرفا كتابك وجحدا آياتك وسخرا بآياتك واستكبرا عن عبادتك وقتلا أوليائك وجلسا في مجلس لم يكن لهما بحق وحملا الناس على أكتاف آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.اللهم العنهما يتلوا بعضهم بعضا واحشرهما وأتباعهما إلى جهنم زرقا. اللهم انا نتقرب إليك باللعنة لهما والبراءة منهما في الدنيا والآخرة.
اللهم العن قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . اللهم زدهما عذابا فوق عذاب وهوانا فوق هوان وذلا فوق ذل وخزيا فوق خزي. اللهم دعهما في النار دعا واركسهما في اليم عقابك ركسا.
اللهم احشرهما واتباعهما إلى جهنم زمرا. اللهم فرق جمعهم وشتت أمرهم وخالف بين كلمتهم وبدد جماعتهم والعن أئمتهم واقتل قادتهم وسادتهم وكبرائهم والعن رؤسائهم واكسر رايتهم والق البأس بينهم ولا تبق منهم ديارا اللهم العن أبا جهل والوليد لعنا يتلو بعضه بعضا ويتبع بعضه بعضا. اللهم العنهما لعنا يلعنهما به كل ملك مقرب وكل نبي مرسل وكل مؤمن امتحنت قلبه للايمان. اللهم العنهما لعنا يتعوذ منه أهل النار. اللهم العنهما لعنا لم يخطر لأحد ببال . اللهم العنهما في مستسر سرك وظاهر علانيتك وعذبهما عذابا في التقدير وشارك معهما ابنتيهما وأشياعهما ومحبيهما ومن شايعهما أنك سميع الدعاء (5).
- عن أبي حمزة الثمالي: عن علي بن الحسين عليه السلام قال: من لعن الجبت والطاغوت لعنة واحدة كتب الله له سبعين ألف ألف حسنة ومحى عنه سبعين ألف ألف سيئة ورفع له سبعين ألف ألف درجة ومن أمسى يلعنهما لعنة واحدة كتب له مثل ذلك: فمضى مولانا علي بن الحسين عليه السلام فدخلت على مولانا أبي جعفر الباقر فقلت: يا مولاي ! حديث سمعته من أبيك فقال: هات: يا ثمالي فاعدت عليه الحديث فقال: نعم يا ثمالي اتحب أن ازيدك فقلت بلى يا مولاي، فقال: من لعنهما لعنة واحدة في كل غداة لم يكتب عليه ذنب في ذلك اليوم حتى يمسي، ومن امسى ولعنهما لم يكتب له ذنب في ليلة حتى يصبح، قال فمضى أبو جعفر فدخلت على مولينا الصادق (ع) فقلت حديث سمعته من أبيك وجدك فقال: هات يا أبا حمزة فاعدت عليه الحديث فقال حقا يا أبا حمزة، ثم قال عليه السلام ويرفع له الف الف درجة، ثم قال: إن الله واسع كريم. (6).
- عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: سمعنا أبا عبد الله عليه السلام
وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء التيمي والعدوي وفعلان ومعاوية ويسميهم وفلانة وفلانة وهند وأم الحكم أخت معاوية. (7).
- عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام : إذا انحرفت عن صلاة مكتوبة فلا تنحرف إلا بانصراف لعن بني أمية (8).
- عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قنت ودعا على قوم بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم وفعله علي عليه السلام بعده (9).
- عن علي عليه السلام: أنه قنت في الصبح فلعن معاوية وعمرو بن العاص وأبا موسى
وأبا الأعور وأصحابهم (10).
- وأيضا: فكان علي عليه السلام بعد الحكومة إذا صلى الغداة والمغرب وفرغ من الصلاة وسم قال : اللهم العن معاوية وعمرا وأبا موسى وحبيب بن سلمة وعبد الرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد بن عقبة . . . (11).
- علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام: جعلت فداك فقهنا في الدين وأغنانا الله بكم عن الناس حتى إن الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه تحضره المسألة ويحضره جوابها فيما من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشئ لم يأتنا فيه عنك ولا عن آبائك شئ فنظرنا إلى أحسن ما يحضرنا وأوفق الأشياء لما جاءنا عنكم فتأخذ به فقال : هيهات هيهات في ذلك والله هلك من هلك يا بن حكيم ! قال : ثم قال: لعن الله أبا حنيفة كان يقول: قال علي وقلت (12).
- عن إسحاق بن عمار الصيرفي عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك حدثني فيهما بحديث فقد سمعت عن أبيك فيهما أحاديث عدة قال: فقال لي: يا إسحاق الأول بمنزلة العجل والثاني بمنزلة السامري قال: قلت: جعلت فداك زدني فيهما قال: هما والله نصرا وهودا ومجسا فلا غفر الله ذلك لهما.
قال: قلت: جعلت فداك زدني فيهما قال: ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم. قال: قلت: جعلت فداك فمن هم ؟ قال: رجل ادعى إماما من غير الله وآخر طعن في إمام من الله وآخر زعم أن لهما في الاسلام نصيبا.
قال: قلت: جعلت فداك زدني فيهما قال: ما أبالي يا إسحاق محوت المحكم من كتاب الله أو جحدت محمد صلى الله عليه وآله وسلم النبوة أو زعمت أن ليس في السماء إله أو تقدمت على علي بن أبي طالب عليه السلام.
قال: قلت: جعلت فداك زدني قال : فقال لي: يا إسحاق إن في النار لواديا يقال له: سقر لم يتنفس منذ خلقه الله لو أذن الله له في التنفس بقدر مخيط لأحرق من على وجه الأرض وإن أهل النار يتعوذون من حر ذلك الوادي ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله وإن في ذلك الوادي لجبلا يتعوذ جميع أهل ذلك الوادي من
حر ذلك الجبل ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله وإن في ذلك الجبل لشعبا يتعوذ جميع أهل ذلك الجبل من حر ذلك الشعب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله وإن في ذلك الشعب لقليبا يتعوذ أهل ذلك الشعب من حر ذلك القليب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله وإن في ذلك القليب لحية يتعوذ جميع أهل ذلك القليب من خبث تلك الحية ونتنها وقذرها وما أعد الله عز وجل في أنيابها من السم لأهلها وإن في جوف تلك الحية لسبع صناديق فيها خمسة من الأمم السالفة واثنان من هذه الأمة قال : قلت جعلت فداك ومن الخمسة ؟ ومن الاثنان ؟ قال : أما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه قال: "أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ"(13) وفرعون الذي قال: "أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى"(14) ويهودا الذي هود اليهود وبولس الذي نصر النصارى ومن هذه الأمة أعرابيان(15).
ــــــــــــــــــــــــ
(1) الحر العاملي، الاثنا عشرية، (قم، إيران، دار الكتب العلمية، لا ت)، ص 195.
(2) الأعراف، 7 / 44.
(3) الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، تحق محمد باقر المحمودي، (ط الأولى، إيران، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، 1411 / 1990)، 1 / 202.
(4) محمد باقرالمجلسي، بحار الأنوار، تحق محمد الباقر البهبودي، (ط الثالثة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403 / 1983)، 50 / 316.
(5) تقي الدين الكفعمي، المصباح، (ط الثالثة، بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1403 / 1983)، ص 553 - 554.
(6) ميرزا أبي الفضل الطهراني، شفاء الصدور في شرح زيارة العاشور، تحق علي الموحد الأبطحي، (ط الثالثة، إيران، مط سيد الشهداء، 1409)،
2 / 378 - 379.
(7) أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، تهذيب الأحكام، تحق حسن الموسوي، (ط الرابعة، إيران، دار الكتب الإسلامية، لا ت)، 2 / 321، ح رقم 1313.
(8) أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، م.ن، 2 / 109،
ح رقم 412.
(9) ابن ادريس الحلي، مستطرفات السرائر، (ط الثانية، إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، 1411)، ص 605.
(10) أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، الأمالي، تحق قسم الدراسات الإسلامية، (ط الأولى، إيران، دار الثقافة، 1414)، ص 725، ح رقم 1525.
(11) ابن أبي الحديد المعتزلي، شرح نهج البلاغة، تحق محمد أبو الفضل إبراهيم، (ط الأولى، لا بلدة، دار إحياء الكتب العربية، 1378 / 1959)، 2 / 260.
(12) محمد بن يعقوب الكليني، الأصول من الكافي، تصحيح: علي أكبر الغفاري، (ط الخامسة، لا بلدة، دار الكتب الإسلامية، 1388)، 1 / 56، ح رقم 8.
(13) سورة البقرة، 2 / 258.
(14) سورة النازعات، 79 / 24.
(15) أبو جعفر محمد بن علي الصدوق، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، (ط الثانية، إيران، منشورات الرضى، لا ت)، ص 215 - 216.
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد
والعن أعداءهم ،،،