بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وأل محمد
كل عام وأنتم بخير في رحــــــــاب رمضــان
الخير والطاعة والغــــــــــــفران ؛ رمضـــــــان
الصيام والقيام ؛ رمضـــان الولادة لســـــــيد
شباب أهل الجنة عليه الســـلام ؛ رمضــان
استشهاد القرآن الناطق والـسيف السابق
قسيم الجنة والنار علــــي بن أبي طـــالب
عليه السلام ؛ رمضان ليــــلة القــدر التــي
هي خير من ألف شهر ؛ أهلا رمضــــان ...
يسرني أن أطل عليكـــــــم في هذا الشهر
الفضيل بسلسلة رمضانية منــــوعة غــذاء
ثقافي معرفي علمي أدبي إبداع وفنـــــون
من رحيق عراقنا الثــري ووطـــــــننا العربي
الممتد وأمتنالإسلامية السمحة وعالمــــنا
الإنساني الواسع ...
وفي كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك
عسى أن أكون خفيفا ًعلى بصــــــــــائركم
ومسامعكم وأكون مفيدا ًلكم ممتعا ًلذائقــتكم
الثقافية والمعرفية برضا الله ورســــــــــــوله ص
وأله وأهل بيته عليهم الســلام أجمعـــــــــــين
***********
السلسلة الرمضانية – قصص قصيرة للعبرة
وفيها سأنقل لكم وأنثر لكم قصصا ًقصيرة مصورة وغـــــير مصــــــورة
نستشف فيها العبرة والوعظ والنصح في الله ؛ لنقتدي بها ونتوسم
الطريق الأمثل للإنسانية جمعاء .
((أصلحت الإنسان فصلح العالم )) (1)
بينما كان الوالد يتصفح إحدى المجلات و مأخوذاً بقراءة أحدِ المقالات ، كان ابنُه الصغير يأتي إليه من وقتٍ لآخرَ حاملاً بيدِه خريطةَ العالمِ ، ليسألَه عن مواقع البلدان ....
فكانَ الوالدُ يطلبُ من ابنه أن يتركه للحظات ، لكي يركّز على قراءة المقال حتى النهاية ، لكنْ من دونِ جدوى !
حتى ثار غضب الوالدِ على ابنه ...
فأمسكَ بالخارطةِ و مزّقَها !
عندها أخذ الولدُ يصرخُ عالياً و يجهش بالبكاء ، حتى تعذّر على الوالدِ قراءةُ المقال ...
ففكر الوالدُ بمكيدةٍ يُرضي بها الولد ، فقال له :
"إن استطعتَ أن تعيدَ الخريطةَ إلى ما كانت عليه سابقاً سوف أقول لك و أشرحُ كلَّ البلدانِ التي تسألني عنها "..
ظناً منهُ أنه يستحيلُ عليه إعادةُ تركيبِ الخريطةِ كما كانت ، و هكذا يكون لديه متسعٌ من الوقت الكافي يطالعُ المقالَ براحة .
بعد عدةِ دقائق قليلة ، فاجأ الولدُ والدَه و هُو يحمِل الخريطةَ من جديدٍ قائلاً :
" هيا بابا ، قل لي اأين تقعُ هذه البلدان ؟ "
تعجّب الوالد من ابنه و قال له :
"يابنى، قل لي كيف استطعت بهذه السرعة إعادةَ الخريطةِ إلى ما كانت قبلاً " ؟!!
أجابَ الولدُ ضاحكاً :
"بابا، على الجهةِ الأخرى من الخريطةِ صورةُ إنسان ، أصلحتُ الإنسانَ فصَلح العالم "
فنجان قهوة معلق. ( 2 )
دخلت و صديقي إلى مقهى وطلبنا فنجاني قهوه وبينما نحن جالسان دخل إثنان فقالا لصاحب المقهى :نريد خمسة فناجين من القهوة علق ثلاثة منهن !!!
فسألت صديقي : ما معنى ثلاثة فناجين معلقه ؟!!
فقال لي :اصبر سنرى !!
ثم دخل أربعة وطلب أحدهما سبعة فناجين ثلاثة منهن معلقه !!
وبينما أنا وصديقي نتحدث وننظر خارجاً إلى الطبيعة الجميله ..فإذا برجل يلبس ملابساً رثة قديمه يقترب من صاحب المقهى فيسأل :
هل يوجد فنجان قهوه معلق ؟
علمنا فيمابعد أنه تقليد في نابولي يطلب فيه أحدهم فنجان قهوه مع أخرى معلقة لاحقاً للفقراء واللذين لايستطيعون دفع ثمنه ...
انتشر هذا التقليد مؤخراً في عدد من الدول وأصبحت توجد سندوتشات ووجبات خفيفه معلقه ..
~~~~~~~
الشعور بالآخرين حاسة لا يملكها إلا أصحاب القلوب النقية.
شكرا لك على هذا التوجه الجميل
كنت اتمنى رؤية اسماء الكتاب مع قصصهم فنقلها بدون ذكر اصحابها لا اراه مناسبا ...
القصة الاولى (العالم) : للروائي البرازيلي باولو كويلو
تقبل الله طاعاتكم الأخ العزيز محمد مشعل ؛ هذه القصص نقلتها من هنا وهناك
من الشبكة العنكبوتية دون ذكر كاتبها منها ما خطته أنامل قاص مبدع ومنها ما
حمل قصة وعظية أو تراثية أو تأريخية ومنها ما تدخلت فيها أنامل الناقل بتصرف
أو إضافة ؛ومن كل ذلك إنصب اهتمامي على العظة والعبرة والدرس الإنساني من
خلالها...
ولك كامل الحرية في ذكر صاحب وكاتب أي قصة منها تعرف صاحبهاأوتتعرفه ....
مع الاحترام والتقدير لقلمكم المبدع
في الساعة الثانية بعد منتصف الليل عندما كان البرد يصول ويجول منفـــــردا
في الأزقة المظلمة ويطبق بحرفية حظرا ًللتجول ؛ صرخت أمها صرخة مؤلمة
جعلتها تنتفض من فراشها مذعورة ولما وصلت إليها وجدتـــــها قد همدت دون حراك .
وبسرعة وارتباك ارتدت ما رأته مناسبا ًوهبت تبحث بين دوامة البرد والظلام
عن سيارة أجرة لتقل أمها إلى المستشفى ، تركت نفسها كي يبتــــلعها شارع طويل مع نباح متقطع لكلاب تتخفى بين حاويات النفايات وعندما وصلت
إلى مفترق الطرق لمحت ضوء سيارة أجرة قادمة دلفت فيها صاعدة قالت :-
بسرعة أرجوك عندي مريضة أريد نقلها إلى المستشفى ...
فسمعت عبارة أسرع من سائق السيارة :- آسف يا عزيزتي فأنا لا أنقل
المرضى !!...
بعد أن وصلت البيت ساعدها سائق آخر على حمل والدتها وإيصالها إلى
المستشفى ولكنه لم ينس َأن يأخذ أجرته كاملة .
نقلوها على سرير متحرك إلى غرفة الطواريء برفقة البياض ورائحة المنظفات
والأضواء اللامعة على الأرضية المرمرية ؛ وفي احدى الردهات وضـــــــعوها على عجل ، كان هناك طبيب يرتدي نظارة تتأرجح على سلسلة برونزية وببطء شديد كان يتابع المرضى مع معاون ٍله .
قالت له :- صارخة أرجوك دكتور أرجوك تعال معي لترى ما أصاب أمي ...
دكتور .... فلم يلتفت لها إطلاقا ً؛ عاودت النداء بتضرع وقد فقدت شيئا ً
ما حسها في الكلام ... إلتفت إليها ببرود من ثم أدار وجهه مستمرا ًفي
جولته من ثم خرج .
جاء معاونه فنظر إلى إمها من ثم ذهب هو الآخر ؛ بعد ذلك جاء هذا المعاون
وفحصها بعجل من ثم كتب على قصاصة من الورق وسلمها لها ؛ لم تفهم
شيئا ًوحيال سؤالها اتضح لها أنه دواء سيساعد أمها على استعادة الوعي
وبين الردهات وتلابيب البياض والأضواء والإلتماع حققت نزهتها ولما عادت
وجدت قطعة بيضاء من قماش حريري تغطي أمها ، فتحت كلتا يديها من
ثم استدارت وهي ترتعش وقد تملكها غضب هستيري :- بياض وأي بياض
يمنح صاحبه مبضع كي يجعله ثريا ًباللحم والجسد ، عظيما ًفي استلاب
الدينار والدرهم من آهات وأوجاع بني جنسه ، شهادة عليا ونظارة زجاجية
لجهل مدقع تخمر في البصيرة وأصم الاسماع ؛ أحياء بين الردهات والموت
يتراقص بين الأضواء والأرضية اللامعة ...
... رب عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه ... هناك من البشر من يصبح
حصالة للثراء والجاه ينتقد غيره وهو يعيش جاهلية جديدة
سأل طفل والده : ما معنى الفساد السياسي
فأجابه : لن أخبرك يا بني لانه صعب عليك في هذا السن ،لكن دعني أقرب لك الموضوع
انا اصرف على البيت لذلك فلنطلق علي اسم الرأسمالية...
و امك تنظم شؤون البيت لذلك سنطلق عليها اسم الحكومة...
و انت تحت تصرفها لذلك فسنطلق عليك اسم الشعب...
و اخوك الصغير هو املنا فسنطلق عليه اسم المستقبل...
اما الخادمة التي عندنا فهي تعيش من ورائنا فسنطلق عليها اسم القوى الكادحة
اذهب يا بني وفكر عساك تصل الى نتيجة.....
و في الليل لم يستطع الطفل ان ينام . فنهض من نومه قلقآ
و سمع صوت أخيه الصغير يبكي فذهب اليه فوجده بل حفاظته
ذهب ليخبر امه فوجدها غارقة في نوم عميق ولم تستيقظ ،
و تعجب أن والده ليس نائما بجوارها..!!
فذهب باحثآ عن أبيه فنظر من ثقب الباب الى غرفة الخادمة فوجد أبوه معها ..
و في اليوم التالي قال الولد لابيه! : لقد عرفت يا أبي معنى الفساد السياسي ..
فقال الوالد: وماذا عرفت .
قال الولد : عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة وتكون الحكومة نائمة في سبات عميق فيصبح الشعب قلقا تائها مهملاً تماماً و يصبح المستقبل غارقا في القذارة.
****************************
الحياة معلم واسع ؛؛؛ فليس كل العلوم في كراس ؛؛؛ عش دهرا ًترى عجبا ً...
وقف رجل أعمى في أحد الاحياء واضعا قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها :
' أنا أعمى أرجوكم ساعدوني '.
فمر رجل بالأعمى ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها .
و دون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها مكانها ومضى في طريقه .
لاحظ الأعمى أن قبعته بدأت تزيد فيها النقود و قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية، فعرف أن شيئاً قد تغير وأدرك أن ما سمعه من صوت الكتابة على لوحته هو سبب ذلك التغيير فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي :
' نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله' .
رجل كبير قضى عمره في العمل رغم ضعف بصره ، كان ودودا ًمع زوجته رحيـــما ً
بها غير أنها كانت لايرضيها العجب والصيام في رجب ؛ تنفق المال دون أن تــــعرف
قيمته المهم أنها لا تبقي منه شيئا ً، علمت أولادها على ذلك رغما ًعن زوجها.
ولأنه كان يترك البيت باستمرار للعمل وللهروب من زوجته التي كانت تصطنع الجدال
اصطناع نشأ الأولاد البنين والبنات على طباع الأم .
قرر أن يبدأ بجمع المال بعيدا ًعن زوجته بعد إعطائها كفايتها ؛ دون أن تعلم بذلك طبعا ً
تزوج اولاده وتركوه وحيدا ًمع زوجته ؛ وبدأت صحته وعافيته تخونه ؛ حتى أوقـــع به
المرض وأصبح طريح الفراش .
وفي احد الأيام كان محموما ًجدا ً؛ فبدأ يهذي بكلام غير مفهوم اتضح من خلاله أنه يخفي
شيئا ًسرعان ما حزرته الزوجة الأم ؛ وظل ذلك الحدث شغلها الشاغل إلى أن عرفت مـن
مصادرهاأن زوجها ابتاع بيتا ًجديدا ًبأموال كان يدخرها ؛ فجن جنونها وبدأت تنافح كي
تحصل على سند ملكية البيت ...
إلى أن خطر ببالها فكرة جهنمية وبمساعدة بعض أولادها الذين يشابهوهها طبعا ًوطمعا ً
ولأن الجميع عرف بسر البيت الجديد وأيضا ًلأنهم كانوا دائما ًيجلسون حول والدهم في
مرضه ؛ تحينت فرصة مغادرة بعضهم من ثم أخذت الرجل الكبير كما زعمت إلى طبيب
كي يراه ويصف له الدواء المناسب ...
لكن أولادها من الطرف الآخر حزروا سبب ذهابها بوالدهم ذلك اليوم من خلال أحبار
زرقاء وجدوها على ابهام يد الرجل الكبير...
**************************************
كما أن الزوجة سكن ومودة ورحمة ممكن أن تكون نقمة ... فاختر لبيتك زوجة صالحة
تسعدك وتسرك وتقوم بأمرك وتربي أولادك على حب الله ...