كان هناك ملكا عظيما وكان يحكم مدينه واسعه وكان هذا الملك لديه من الحكمه والفطنه ما جعله يستطيع ان يحكم دولته بشكل قوى وحازم وعادل فى نفس الوقت ،
واراد هذا الملك ان يختبر نفوس الناس وإخلاصهم له ومدى صفاء قلوبهم وحبهم للملك ،
فأخذ يفكر كيف يستطيع ان يصل الى معرفة ذلك.... فوجد هذا الملك انه لو وضع جهاز تجسس وزرعه فى قلب كل شخص فإن هذا الجهاز سوف يقوم بفضح كل شخص لو هو تعامل مع الملك بعدم إخلاص وصدق نيه ، وأخذ الملك يراقب الوضع من بعيد ....،
وكان هناك قائدا من القاده يسعى دائما الى التودد الى الملك الا ان الملك كان يعلم ان هذا القائد غير مخلص وغير محب له ويفعل ذلك لاجل المنفعه الشخصيه له، الا ان الملك كان عادلا وكان يرى انه لا ينبغى عقاب هذا القائد على عدم اخلاصه القلبى له مادام لم يقم هذا القائد بفعل فاضح او يرتكب خطأ يظهر فيه حقيقة نفسه الخائنه ،
وكان الملك يعلم انه لابد فى يوم ما ان تظهر حقيقة هذا القائد لانه كان يعلم انه لا يوجد شخص يكن شيئا فى قلبه الا وظهر ذلك فى فلتات لسانه اوصفحات وجهه ،
وكان هذا القائد يذهب الى الملك يوميا وكان يجلس عنده ويحاول التقرب منه حتى يحبه الملك ويقوم بتعينه قائدا لجيوشه ونتيجه لمجهود هذا القائد فى السعى والتقرب الى الملك فقد عينه الملك فعلا قائدا لجيوشه،
فرح هذا القائد بما أثمرت به مجهوداته وبما وصل اليه من هذا المنصب الجديد ،
وكان الملك يعلم ان هذا القائد لن يستطيع الاستمرار فى الاهتمام بالملك والتودد له طويلا لان هذا المنصب الجديد سوف يستحوذ على جانب كبير من عقل هذا القائد يجعله ينسى فضل الملك عليه الا ان الملك أراد ان يترك القائد ليجرب بنفسه ذلك عمليا ليعلم ان هذا المنصب والوضع الذى سعى فى الحصول عليه كان ليس فى مصلحته
وانه سيكون السبب فى انكشاف حقيقة نفسه الخائنه والغير مخلصه للملك ولكن الملك اعطاه هذا المنصب حتى لا يشعر القائد فى قرارة نفسه ان هذا الملك لم يكن عادلا معه وانه طالما تودد وتقرب له هذا القائد طالبا منه هذا المنصب الا ان الملك لم يعطه فى النهايه الوضع الذى يستحقه ويريده (وذلك من منظور ورؤية هذا القائد)،
المهم ان هذا القائد شعر فى البدايه بإمتنان شديد وعرفان للملك وكان دائما ما يجلس مع اصدقائه ويذكر لهم كم ان الملك كان كريما معه ومنّ عليه بهذا المنصب ولكن مع مرور الوقت بدأ يشعر هذا القائد بعدة اشياء وهى/
1-بدأ يشعر ان هذا المنصب اصبح حقا له ولا يوجد شخص اقدر منه على الوجود فى هذا المنصب
2-نسى فضل الملك عليه واصبح لا يتذكره الا قليلا جدا لدرجة ان علاقته بالملك ضعفت للغايه ولم تعد هناك مشاعر الشوق والحب موجوده وحاضره فى قلب الوزير وعلى لسانه كما فى السابق ،
ودارت الايام وكان هذا القائد من المفترض ان يخوض احد الحروب وأخذ يستعد ويجهز الاسلحه لهذه المعركه ولكنه وجد ان الاسلحه فى جيشهم قليله وغير كافيه ففكر فى أن يشترى الاسلحه من مكان تباع فيه الاسلحه بثمن رخيص حتى يستطيع ان يستفيد هو ببقية المال فى الحصول على ما يريد ، ووجد ان من يبيع الاسلحه بهذا الثمن الرخيص هى احد الدول التى كانت تعادى الملك فقرر الذهاب اليهم لشراء الاسلحه منهم
وعندما عاد الى بيته وصارح زوجته بما يفكر فيه غضبت زوجته منه وقالت له /
كيف تجرؤ على فعل ذلك فلو علم الملك بفعلتك لما سامحك ولعاقبك عقابا شديدا ولكن هذا القائد كان عقله وقلبه وأذنه وعينه وكل جوارحه لا تسمع ولا ترى الا ما كان يريده فلم يهتم بتحذير زوجته له وفعلا فقد سافر هذا القائد الى بعض الدول المعاديه لهذا الملك حتى يشترى الاسلحه ذات الثمن القليل ليستطيع توفير بعض المال لنفسه ،
وحان موعد القتال وخاض هذا القائد الحرب وفى اثناء الحرب وجد جنود هذا القائد ان هذه الاسلحه التى اشتراها لهم هذا القائد لا تعمل بالكفاءه المطلوبه وبسببها فقد انهزم جيش الملك وعادوا الى بيوتهم مشرديين مقتلويين مجروحين خائفين ،
شعر هذا القائد بالمصيبه التى نزلت على رأسه دفعه واحده فقد وجد نفسه ارتكب أخطاءا كبيره فى حق نفسه وفى حق الجنود وفى حق الملك ،
وعاد هذا القائد الى بيته بعد الهزيمه منكسرا حزين الفؤاد وأخذ يفكر كيف يعالج ويصلح وضعه بين جنوده بعدما علموا بخيانته ،
اقترحت زوجته عليه الذهاب الى الملك والاعتراف له بكل ما حدث وان يطلب العفو والسماح له وان يعاهده بعدم العوده الى مثل ذلك مره اخرى ....
وفعلا عمل بنصيحة زوجته لانه لم يجد امامه غير هذا الحل لكى يحاول ارجاع كرامته وهيبته امام الجميع مره اخرى
...وذهب الى الملك ودار بينهم الحديث الاتى /
دخل القائد وركع على ركبتيه قائلا /
العفو العفو يا مولاى ....سامحنى على جرمى واكمل قائلا...
لقد أتيتك يا مولاى معترفا بذنوبى طالبا منك الرحمة والغفران ...
لقد أتيتك يا مولاى تائبا مقرا مذنبا معترفا لا اجد مفرا مما كان منى ولا مفزعا اتوجه اليه فى امرى غير قبولك إعتذارى وان تدخلنى فى سعة من رحمتك وكرمك....
فقال الملك / كيف لى ان اقبل توبتك وهذه التوبه ليست خالصه لى !!!
فسأله القائد / كيف يا مولاى بل انا جئتك معترفا بذنوبى نادما عليها وأعاهدك الا اعود اليها..
فقال له الملك / ايها القائد انت لم تأتى لاجلى ... انت لم تأتى لانك تحبنى وتدرك عظمتى وانما أتيت لاجل نفسك لاجل ان تستقوى وتستعين بى لان شوكتك ضعفت وشعرت بضعف موقفك امام الجميع فلجأت لمن هو اقوى من الجميع لتستمد منه القوه وتستعين به على قضاء حاجتك الدنيويه التى تعطيك وتعيد إليك هيبتك ووضعك امام الجميع
انتبه القائد على هذا الكلام فلقد أيقن ان الملك علم ما فى قلبه فقال للملك/
ويجرئنى على معصيتك حلمك عنى ويدعونى الى قلة الحياء منك سترك عليا وصبرك .....
سامحنى ايها الملك العظيم
واخذ يبكى ويقول ...لقد ضاع عمرى فى عصيان محبوبى
يالضعف عقلى وحماقتى !!!
وهنا انتهت القصه واعتقد ان الجميع فهم ما اقصده هنا بالملك وهو الله جل جلاله
وما اقصده من هذه القصه /
ان عبادتنا لله تحتاج منا توبه واستغفار عليها فنحن لا نلجأ الى الله ولا نخاطبه ولا نناجيه الا عندما نشعر بضعفنا وانكسارنا ووحدتنا وتخلى اقرب الناس عنا وعندئذ نشعر بأن الله هو مالك الملك وبيده يستطيع تيسير الامور وتسخيرها بما نريده وبما نراه فى مصلحتنا لذلك نناجيه ولا نفعل ذلك لحبنا وشوقنا له ولا نفعل ذلك لانه اهل لذلك بل نناجيه ونتقرب منه لان هذا التقرب يكون فيه مصلحتنا الدنيويه فنشعر ان قربنا من الله سيعود علينا بالمكاسب التى نحبها وان هذا القرب سيكون نتيجته ان هذا
سوف يفتح لنا باب الرزق
سوف يحفظ اولادنا ويبعد عنا كل سوء
سوف ييسر لنا امورنا ويقضى حاجاتنا ....الخ ،
وفى النهايه ادعو الله ان يرزقنا
(اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا الى حبك)..... مما راق لي ....[/IMG]. اخوكم لبيك .....
لها عبرة وموعضة كبيرة جدا
اللـهم لا تحرمنا حبك و وفقنا للفوز برحمتك ولطفك والفوز بالجنة بحق محمد واله الاطهار
شكرا لك اخ لبيك على القصة الرائعة
تقبل مروري