بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
7 رمضان 1443هـ : 9 -4-2022م
هذه القصيدة لكوكبة الأنبياء الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم حسب تسلسلهم الزمني ، وابتدأت القصيدة بذكر المصطفى محمد صلى الله عليه وآله تبركا وتيمناً لأنه خيرهم وسيدهم وإمامهم وأفضلهم على الإطلاق، مع أنه خاتمهم وآخرهم .
بعث الالهُ الأنبياءَ الى الورى
................................ للعالمين لإنسها والجان
بعد انتقاءٍ سابقٍ في علمه
............................. ومن اصطفاه بلطفه الربّانـي
وقضى بحكمته ليرشدَ جمعهَم
........................... سبُل السعادةِ في مدى الأزمان
لشرائعٍ أمر الجليلُ بنشرها
............................... بين البرايا من هُدى المنّان
كي يرتقي المخلوقَ أعلى رتبةً
............................... نحو الهداية منتهى الايمان
بعد الرضى والفوز عند نشوره
................................... ببشارةٍ للرَوح والريحان
بالوحي والإلهام أرسلَ بعضَهم
.............................. والبعضَ بالآيات والبرهان
هذا نبيٌّ ثمَّ هذا مرسلٌ
.............................. ليبلِّغوا التوحيدَ بالإحسان
حتى أتى الاسلام خاتم دينه
............................... بشريعة من أشرف الأديان
بــــ (محمّدٍ) بدأ النبوّة واصطفى
.......................... من بينهم قُطبَ الدنى العدناني
كان ابتداء النور نورَ حبيبه
.......................... يسمو بفضلٍ في مدى الأكوان
هو سيّدٌ في المرسلين ختامهم
................................. وإمامهم للحشر والميزان
نورٌ تقدّم قبل آدم بعثُه
.................................. وعلا بإشراق سما لـــلآنِ
ثمَّ ابتداء الوحي أوّل خلقه
.......................... هو (آدمُ) المبعوث في الرَيعْان
وتلاه (ادريس) النبيّ بوحيه
....................... وهناك (نوحٌ) صاحب الطوفان
ولقوم عادٍ قد أتاهم (هودُهم)
............................... بنصائح في السرِّ والاعلان
والى ثمود رسولُهم في قومه
.......................... هو (صالحٌ) قد جاء في القرآن
ولصاحب الصُحفِ الكريمة بعدهم
................................ وخليلِ ربّي ذائع العنوان
ومحطّم الأصنام في أقوامه
............................... عبدوا بجهلٍ كثرة الأوثان
بضلالهم جاؤوا وأجمعوا امرهم
............................. فرموا بــ (ابراهيم) في النيران
فغدت بأمر الله برداً طيّباً
............................ فانهاروا بالإحباط والفقدان
ومقامه عند العتيق فظاهرٌ
................................. ومعظَّمٌ عن سائر الأركان
ربّي انتقى ابراهيمَ مجد سلالةٍ
......................... ثم اصطفى الأطهار من عمران
وبقربه رزأت بـــــ (لوطٍ) محنة
............................. في قرية من أخبث البلدان
حتى أتاها من السماء وأُمطروا
............................. بحجارةٍ في الناس والعمران
يتلوه (اسماعيل) ذاك ذبيحه
............................ فهو البشارة جاء في الفرقان
وهناك (إسماعيل) صادق وعده
................................. بارٌ وفيٌّ طاهرُ الوجدان
من بعده (اسحق) وابن خليله
.............................. أكرم به من صفوة الأعيان
وكذا نبـيُّ الله (يعقوب) الذي
.................................... كانت نبوّتُه الى كنعان
فبكى كظيماَ في افتقاد صغيره
............................. فابيضَّت العينان من أحزان
لله يشكو بثّه حتّى غدا
................................ عِظَةً لنا في حزنه الانساني
يبكي على فقدان (يوسف) عمره
..................................... متألّماً لخيانة الإخوان
ومثالنا في الصبر (أيوب) النبي
............................... بتحمُّلِ الأسقام والأشجان
ونوائبٌ كثرت عليه أطاقها
.................................. فأثابه الرحمن بالحُلوان
وأناله من رفده وعطائه
.............................. حتّى قضى الأوّابُ في حوران
وهناك قبرٌ في العراق وبئرُه
................................. وضريحه في شامخ البنيان
بالقرب مغتسل النبـيِّ ليومنا
............................... فيه الشفا بالروح والريحان
و(شعيبُ) بعِثتُه لمدين خصَّهم
............................... لكنّهم قد غالوا في الطغيان
بخطابه المشهور أوصى جمعهم
............................... أن أصلحوا بالكيل والميزان
ودروس (موسى) في الكتاب عديدةٌ
................................. ومعاجزٌ أعيى بني الانسان
مثل الضفادع والجراد عليهمُ
................................ والرجزِ والطوفانِ والثعبان
هـي تسع آيات أتاه ربُّه
............................... فاستكبروا وارتدُّوا بالخسران
طلب الكليم بأن يكون وزيرُه
.................................. وأمينُه في الأهل والأعوان
(هارون) خير الناس ذاك نبيُّهم
................................. وخليفةٌ فيمن نأى والداني
وله مقامات النبوّة كلِّها
................................ في الذكر نصَّ عليه بالتبيان
وتلاهما (ذو الكفل) ذاك الصابرُ
............................. وقضى الحياة بطاعة الديّان
وخليفةٌ في الأرض (داود) النبيّ
.................................. بالحكم كرّمه وبالغفران
وأتى الزبور لقومه فيه الهدى
............................. من ربِّنا ، فأُجيب بالعصيان
ثمّ ابنه ذاك النبيُّ الحاكمُ
............................... ورث العلوم بملكه الطَنّان
هو ذا (سليمان) الفريد بحكمه
............................... رضخ الألى للأمر بالإذعان
خضع الخلائق تحت ملك واسعٍ
...............................كالجن والانسان والحيوان
ذلّت له حتّى الشياطين التي
............................ غطست لتخرج لؤلؤ المرجان
وهو الخبير بنطق كل طيورها
............................... كلِّ الورى للريح والشيطان
من بعده (إلياس) كان نبيُّهم
.................................... ونذيرُ أقوام من الأركان
وليذكروا (اليسع) منيف الرتبة
................................ إعجازه يُشفي ويُحيِي الفاني
ولأبن متّى (يونس) فمكانه
................................ في نينوى والفرد في الأقران
فالحوت يلتقم النبـيَّ لوحده
................................ في ظلمة الأحشاء والبُطنان
فيسبّح الله العظيم يرتّلُ
............................... حتّى نجى باللطف والتَحنان
ثمَّ البشارة قد أتى (زكريا) في
......................... (يحيى) فذاك هو العفيف الحاني
فهو الكفيل لمريم العذراء دون
.................................... القوم من أحبار أم كهّان
ثم ابن مريم بعدهم (عيسى) النقـيْ
................................ في الأصفياء وحجّة الرحمن
فلنحمد الله الذي يهدي الورى
................................ بالحمد والتعظيم والعرفان