و هناك في إحدى مسارح المدينة كان هناك العديد من الجماهير حضروا من شتى بقاعها
لمشاهده المسرحيه التي دام الإعلان عندها لمدة شهر .. الجميع أخذ له مقعد مناسبه له و إنطفأت الأنوار و إرتفعت الستائر و بدأ عرض
~ مسرحية الضياع ~
~ بطوله ~
أب + أم = شاب & فتاه
~ ضيوف الشرف ~
الشبكة العنكبوتية & القنوات الفضائية & الهاتف & رفقاء السوء & الحفلات و السهرات
~ الفصل الأول ~
أسرة متوسطة تعيش في بيت دافئ حنون و يسكنه السكون يحتوي فقط على مشاكل صغيرة كأي أسرة إلى أن كبروا الأبناء و أصبحوا في سن الرشد الشاب يذهب إلى جامعته كعادته كل صباح و في طريقه يوصل أخته إلى جامعتها أيضاً و الأب يذهب إلى عمله و الأم تقوم بأعمالها المنزلية .. إلى أن أتى ذلك اليوم و بدأ الإهمال يتسرب إلى البيت الحنون ..
~ عند الظهيرة ~
الأب: عزيزتي لن أحضر للغدى اليوم لأنه لدى عمل ضروري و يجب علي أن أنجزه ..
الأم: حسناً ..
تجمعت الأسرة على المائدة لتناول الغداء.. و كان الأب يتلذذ بغدائه لأنه يرى الملاك البرئ أمام ناظره و كان يجهل أن هذا هو أول أسباب ضياع بيته
و مضيت الأيام و أصبح الأب يتأخر عن الوجبات الرئيسة بسبب العمل الذي لا ينتهي
~ عند المساء ~
الأم : عزيزي سوف أذهب اليوم لحفلة دعتي لها جارتي ..
الأب : حسناً إستمتعي بوقتكِ ..
~ بعد عدت شهور ~
أصبح الأب لا يحضر للوجبات الرئيسه بسبب عمله كما يدعي .. و بدأ الشك يتسرب إلى قلب الأم فشكت الحال إلى جارتها
الجارة : ما بالك شاحبه يا عزيزتي هل بك مكروه أم أن هنالك أمرٌ يشغل بالك .. ؟؟
الأم : زوجي أصبح يتأخر كثيراً عن البيت دائماً يقول لي أنه مشغول و كثره سفراته لا أعلم ما الذي أفعله ..
الجارة : لا تقلقي ربما هو مشغول و لكن ليس بعمل ربما يملك منزل آخر و يحوي فيه زوجه آخرى ..
الأم : و علامت الصدمه بين تقاسيم وجهها ..
الجارة : لا تقلقي يا عزيزتي سوف يتركها و يرجع لك فأنتي الأصل .. و لكن لا تتركيه إسأليه عن سبب تأخره المستمر ..
عادت الأم إلى منزلها و الشكوك تمزق قلبها و من هنا بدأت المشاكل و تحول البيت الذي كان يسكنه السكون إلى ضوضاء مزعجه ..
الأم : ما هو العمل الذي تقوم به نهاراَ و ليلاً ؟
الأب : عزيزتي عمل كلفته لي الشركة التي أعمل بها ..
الأم : و هل هذا العمل يدعوك لترك المنزل منذ الصبح و حتى قرابه الليل ؟
الأب : عزيزتي الشركة تقوم الآن بعقد صفقة مع شركه عالميه و يجب علي أن أدرس المشروع و أكون دقيقاً في عملي و الوقت ثمين ..
الأم : حسناً سوفا أرى ما وراء موضوع الشركة الذي طال ..
~ الفصل الثاني ~
الأب : لم أعد أحتمل يا إمرأه كل يوم أحس أني في مركز شرطة و أنتي الضابط و أنا المجرم و تقومين بإستجوابي .. ما الذي دهاك .. كنت في عمل عمل عمل يجب علي أن أصرخ لكي تسمعي ..
الأم : و عملك هذا لا ينتهي دائما أنت في العمل نهاراً ليلاَ ..
الأب : ألا تريدون أن تأكلوا و تلبسوا و تمرحوا ؟ ألا تريدن مالاً لملابس سهراتك ؟
الأم : نعم نريد كل الذي قلته و لكن خفف من عملك هذا ..
الأب : كيف تريدنين أن أخفف عملي و إنتي طلباتك لا تنتهي أبداً و المسؤولية أصبحت كبيرة ..
الأم : حسنا حسنا .. أفعل ما يحلو لك ..
~ و مضت الأيام ~
و أصبح الأب في عمله و الأم مع حفلاتها و سهراتها و دائما يعودون متأخرين عن المنزل و الأبناء أصبحوا يسلكون طريق الضياع و السبب رفاء السوء .. كلٌ منهم أصبح يشكي خلافات والديه و الأسباب السخيفه التي تحول المشكلة الصغيرة إلى مشكلة كبيرة و أصبحا الآن بفقدان الحنان التي تعودا عليه منذ صغرهما ..
الشاب : لقد مللت من المنزل أود أن أنسى مشاكل والديه .. ما الذي أفعله لكي أنسى كل هذه الهموم ..
صديق السوء : أنا سوف أجعلك تنسى المنزل و من يسكنه ..
الشاب : حسنا و ماذا تنتظر أعطني ما عندك ..
صديق السوء : حسنا حسنا هههههههههههههه .. اليوم على الساعه 1 إنظهر إلى القناة .......... إنهم يعرضون فلماً ياااااااااااي ما أروعه .. و إذا لم يعجبك العرض فأنا أملك لك حلول أخرى
الشاب : حسنا و لكن إتصل بي قبل بدأ العرض بنصف ساعه ..
~ و في الجانب الآخر ~
بكاء الفتاة الذي لم تتأثر به صديقتها .. روت الفتاه لصديقتها عن المشاكل التي حلت بمنزلهم
رفيقة السوء : حسنا يا عزيزتي أنا لدي الحل ..
الفتاة : و ما هو ؟
رفيقة السوء: سوف أعطيك بريد إلكتروني و قومي بمحادثته ..
الفتاة : لا و ألف لا
رفيقة السوء : ما بك لا تقولي إسمك الحقيقي و لا تخافي إنتي سوف تتحدثين معه عبر شاشه إلكترونية و حروف تصل عبر ثواني .. لم أقل لك هذا رقمه و تصلي به و تحدثي إليه ..
الفتاة : أنا أفعل هذا لا مستحيل ..
رفيقة السوء : ألم تقولي أنك لم تتعودي لا فقدان الحنان هذا الشاب سوف يسحرك بكلماته الحنونه و الجذابه .. جربي فقط لن تخسري شيء ..
~ و مضت الأيام ~
إلى أن أصبح الشاب متعلق بصديقه و أفلامه الخليعه و الفضائيات و أصبحت الفتاة تتحدث مع ذلك الشاب و تطورت العلاقه بينها حتى تجاهلو الشبكة العنكبوتبة و أصبح الحديث عبر الهاتف ..
إلى أن أتى ذلك اليوم
~ الفصل الثالث و الأخير ~
الأب : ألا تشعرين أن ذهابك إلى الحفلات و السهرات أصبح كثيراً هذه الأيام ؟
الأم : و أنت ألا تشعر أن عملك أصبح كثيراً هذه الأيام ؟
و إشتدت النقاش بينهما إلأى أن نطق الأب بـ إنتي
طالق
طالق
طالق
الصدمة إعتلت بوجهها .. فأخذت أمتعتها و ذهب إلى منزل والديها ..
و نسوى أبنائهم الغارقون في بحور الضياع .. لا يوجد الآن من يرشدهم
و ينتشلهم من ضياعهم .. تفككت الأسرة و أصبح الأب مع امرأة اخرى
ولا يعرف من أصدقاء ولده و ما الذي يفعله في جامعته و كيف
يقضي وقت فراغه و أصبحت الأم لا تعرف عن إبنتها شيء
لا تعرف من تصادق ولا تعرف مع من تتحدث طوال اليوم ؟؟
تفككت الأسرة و تحطمت جدان السكون و أصبح الحنان الذي
كان يحويها إلى شتات و دمار ..
الحقيقة ان هذه القصة واحدة من ملايين القصص اللتي نسمعها او نشاهدها يوميا
برايي ان المسؤولية تقع على عاتق الوالدين وبالذات الام لانها تعلم انهم يمرون بفترة بالغة الحساسية
فهي قد جرت خلف ظنونها وشكوكها بتدعيم من تصرفات الاب
فكانت النتيجة الطبيعية هي الانفصال
وما ادراك ما الانفصال ..........؟؟؟؟؟؟
انه البذرة الاولى لزرع الضياع في نفوس الابناء
خاصة وانهما في هذه الفترة الحرجة يكونان في امس الحاجة الى علاقة صداقة مع الوالدين حتى لا يضطرا للوقوع في براثن رفقاء السوء ويقال في الامثال ((اذا كبر ابنك خاويه ))
وهما ابتعدا منذ البداية عن ان يكونا الملجا لابنائهما عند مواجهة مشكلات الحياة
واعتقد ان الفتاة والشاب مالم يجدا يدا ممدودة للاخذ بيدهما فلن يقولا كفى لانهما يعلمان ان اسس هذا البيت قد تفككت
ومن الصعوبة ان يلجا كلاهما لاحد بعد انفصال الوالدي مالم يكن صديقا مقربا
ويكونان قادران علىى منحه الثقة
تحياااااااااااااااااتي على الموضوع الرائع