هي هدية فاطمية تجلت من منبع الفيض الاقدس في لحظة كان القلب يذوب حبا وعشقا لفاطمة ، ويعتصر الما على مظلوميتها سلام الله عليها .احببت ان تكون بكورة مشاركتي في ملتقى الولاء والطهرحيث انّ ما سأكتبه هنا هو جزء من حقائق فاطمية تجلت في روعي دفعة واحدة فحركت اليراع ليكتب رسالة مختصرة من بضع صفحات لا توفي بحقها سلام الله تعالى عليها.
فاسميتها :
( هدية فاطمية في حكمة إلهية )
*********
اللهم صل على محمد وال محمد
ورد في الكافي الشريف بإسناده الى ابي عمر والزبيري عن ابي عبد الله عليه السلام
قال : قلتُ له ايها العالِم أخبرني إيّ الاعمال أفضل عندكم ؟
قال : ما لا يقبل الله شيئا إلاّ به .
قلتُ : وما هو؟
قال : الإيمان بالله الذي لا إله إلاّ هو أعلى الأعمال درجة وأشرفها منزلة وأسناها حظا ً .
قال قلتُ : ألا تخبرني عن الإيمان أقوْلٌ هو وعملٌ أمْ قولٌ بلا عمل ؟
قال الايمان عملٌ كلّه والقول بعض ذلك العمل بفرض من الله بيّنٌ في كتابه واضحٌ نوره ثابتةٌ حجته يشهدُ له به الكتاب ويدعو اليه .
قال قلتُ : صفه لي جعلتُ فداك حتى أفهمه ؟
قال عليه السلام : الايمان حالات ودرجات وطبقات ومنازل ، فمنه التام المنتهي تمامه ، ومنه الناقص البيّن نقصانه ومنه الراجح الزائد رجحانه.
قلتُ : إنّ الإيمان بيتم وينقص ويزيد ؟
قال (ع) : نعم
قلتُ : كيف ذلك ؟
قال (ع) : لانّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح إبن آدم وقسّمه عليها وفرقّه فيها فليس من جوارحه إلاّ وقد وكلّتْ من الايمان بغير ما وكلت به أختها .فمنها قلبه الذي به يعقل ويفقه وهو أمير بدنه الذي لا ترد الجوارح ولا تصدر إلاّ عن رأيه وأمره . ومنها عيناه اللتان يُبصرُ بهما وأذناه اللتان يسمع بهما ويداه اللتان يُبطش بهما ، ورجلاه اللتان يمشي بهما ، وفرجه الذي الباة من قبله ، ولسانه الذي ينطق به ، ورأسه الذي فيه وجهه فليس من هذه جارحة إلاّ وقد وُكلتْ من الايمان بغير ما وكلتْ به أختها بفرض من الله تبارك وتعالى إسمه .
صدق وليّ الله تعالى .
حقيقة الايمان :
حقيقة الايمان عبارة عن تسليم العبد جميع ما انعمه الله تعالى الى من يجب الايمان به مع الاعتقاد انّ تصرفه فيه لا يقع إلاّ على وجه يصلح بحاله ، وهو أمينٌ فيما يعاملُ معه ولو قتله أو أخذ جميع أمواله أو أمر بقتل أولاده أو فرّق بين عياله وبينه .
لقوله تعالى : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما .
وقوله تعالى : وما كان امؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبينا .
وقد عرفت من خلال الحديث انّ من الجوارح التي فرض الله سبحانه وتعالى عليها الايمان القلب الذي به يعقل ويفقه وهو أمير البدن لا ترد الجوارح ولا تصدر إلاّ عن رأيه وأمره .فالايمان الحقيقي هو التصديق القلبي وهو النور الحاصل من قبل الله تعالى لازالة ظلمة الهوى والولاء للجبت والطاغوت الذي أُمرنا بالكفر بهما في قوله تعالى : فمن يكفر بالجبت والطاغوت فقد استمسك بالعروة الوثقى.
فالجبت والطاغوت مظهرهما في عالم الدنيا هم أعداء آل محمد ( صلى الله عليه واله )فيكون الخروج من ولايتهم بكامل الجوارح هو عين الدخول الى حوض ونور ولاية الله تعالى الذي مظهره محمد وال محمد صلوات الله وسلامه عليهم.
حقيقة البسملة في كتاب الله تعالى :
فقد ورد انّ البسملة هي أمّ الكتاب .وقال العرفاء الشامخون : ظهر الوجود ببسم الله الرحمن الرحيم .
ومن القاب الصديقة الطاهرة ( صلوات الله عليها ) أمّ الكتاب .
قال الحبيب المصطفى (صلِِ) فاطمة أمّ ابيها .
وابوها (ص) هو كتاب التكوين الذي بأحرفه يظهرُ كلّ المضمر .
فيتحصل ان سر الوجود ظهر بحقيقتهم عليهم السلام ، لانّ فاطمة عليها السلام هي روح المصطفى التي بين جنبيه .
فالبسملة هي نسبة الصديقة الطاهرة عليها السلام كونها فاتحة الكتاب التكويني وان الفاتحة باعتبار الوجود الجمعي منطوي في ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وانّ البسملة في بائها وانّ لباء في نقطتها وبالباء ظهر الوجود وبالنقطة تمّز العابد عن المعبود .
فقد ورد عن امير الموحدين سلام الله تعالى عليه : أنا النقطة تحت الباء .
وامير المؤمنين (عليه السلام) مظهر الولاية الكلية ونفس رسول الله (صلى الله و آله وسلم ) وهو عليه السلام بمنزلة رأسه من بدنه الشريف كما ورد عنه صلى الله عليه واله .
فعليّ منه وهو من عليّ .وفاطمة روحه التي بين جنبيه وهي أم ابيها ، فلا فرق بينهم لإتحاد أنوارهم المقدسة واشتراكهم بالنورانية .
كما في الخبر في حديث الاسراء :
يا محمد! إنيّ خلقتك وخلقتُ عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين من نوري وعرضتُ ولايتكم على اهل السموات والارض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ومن جحدها كان عندي من الضالين الظالمين .
يا محمد! لو انّ عبدا من عبيدي غبدني حتى ينقطع أو يصير كالشنّ البالي ثم اتاني جاحدا لولايتكم ما غفرتُ له حتى يُقرّ بولايتكم .
يا محمد! اتحب ان تراهم ؟ قلت : نعم يا ربّ ! قال : التفتْ . فالتفتُّ عن يمين العرش فإذا أنا بأسمي وبإسم عليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ ومحمد وجعفر وموسى وعليّ ومحمد وعليّ والحسن والمهدي في وسطهم كأنه كوكب دريّ.
فقال : يا محمد ! هؤلاء حجتي على خلقي وهذا القائمً من ولدك بالسيف والمنتقم من أعدائك .
الجهر باليسملة في الصلوات واجبة :
عرفت انّ البسملة هي حقيقتهم وولايتهم سلام الله عليهم اجمعين التي يجب الجهر بها لانهم صلوات المؤمنين كما ورد عنهم ، حتى تُصبح سمةُ المؤمن ، والجهرُ علامة القبول والرضى لانّ الجهر باللغة هو رفع الصوت عاليا ، كما يكون الجهر بالموافقة واجبا في عقد الزواج ولا يصح عقده دون ذلك لفظا بالموافقة والقبول والرضى .
واما الجهر بالولاية التي هي حقيقة اليسملة كما مرّ يجب ان توافق الظاهر والباطن لمعنى الولاية التي مظهرها البسملة في كتاب التكوين والتدوين . إيّ الولاء جهرا للعطرة الطاهرة من آل محمد بالقول والعمل وتسليم كامل الوجود الجزئي واعادة الفرع الى الاصل .
فمن جهر بها وقبلها كما اراد الله سبحانه وتعالى كان من المؤمنين ومن جحد بها كان عنده من الضالين والظالمين ، فالاقرار بولاية أهل العصمة والطهارة والتحقق في مرتبتهم عليهم السلام حتى التلاشي هو عين الجهر بالبسملة كما تقدم فلا علامة للمؤمن دونها ، لانها من علامات المؤمن الخمس كما ورد عنهم صلوات الله تعالى عليهم .
فقوام الايمان بأمرين مولاة أولياء الله تعالى ومعاداة أعدائهم عليهم السلام .
واجب الجهر بمظلومية الصديقة الطاهرة عليها السلام لانها فاتحة الكتاب التكويني .