|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
ثمرات زيارة الأربعين الشريفة
بتاريخ : 14-12-2014 الساعة : 04:23 PM
ثمرات زيارة الأربَعين الشريفة
____________________
إنَّ ما يمكن التفصيل فيه بخصوص ثمرات و دلالات إحياء شعيرة زيارة الإمام الحُسَين (عليه السلام) في أربعينيّته الشريفة
هو كالآتي :
1 / من المعلوم أنّ الإسلام دينٌ حادث بحدوث نبوة النبي الأكرم محمد ( صلى الله عليه و آله وسلّم )
وهذا الحدثُ العظيم يتطلبُ مُبقيّاً له من بعد ختم النبوة المحمدية الشريفة
إبقاءً بمنهج وبشخصٍ وقد تمثّل ذلك الإبقاء المنهجي للإسلام
ببقاء القرآن الكريم كتابا سماويا مُعجزا وتمثّل ذلك الإبقاء الشخصي بفتح أصل الإمامة المنصوبة والمعصومة
بدءاً بالإمام علي (عليه السلام) والحسن والحسين
(عليهما السلام) وبقية الأئمة المعصومين
ومحل قصدنا هو أنّ الإمام الحسين (عليه السلام ) بوصفه إماما معصوما ومنصوبا من قبل الله تعالى ورسوله الأكرم قد جمع بين الابقائين المنهجي والشخصي
ذلك كونه يمثّل مفهوم القرآن الكريم تطبيقا ودعوةَ وإصلاحا
ويُمثّل بشخصه الشريف الشهيدَ الحيَّ الفاعل والمؤثر بل
وحتى برمزيته المكانية والعقدية في كربلاء المقدسة يمثّل البقاء الحي والمنتج للإسلام
ولو بصورة تعلق المؤمنين به بواسطة ممارسة شعيرة الزيارة والمشي على أقل تقدير .
إن لم يكن تعلقهم قد ارتبط بمنهج الإمام الحسين الكلي والإصلاحي فرديا ومجتمعيا
.
2/ إنَّ من أبرز معاني وثمرات ودلالات الشد والجذب العقدي بين المؤمنين والإمام الحسين (عليه السلام) في الزيارة والمشي
هو استحضار حالة الارتباط بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف )
بوصفه إمام العصر والإنسان والموعود المُنتظر والمؤمل لإحياء الحق وإقامة العدل الإلهي والقضاء على الظلم والفساد
بحيث يجب أن نخلص إلى وعي نوعي كبير ينبع من الكم المليوني للزائرين
ولنعتبر بأنّ العِبرة تكمن بضرورة وجود الناصر للدين وللإمام الحق المهدي (عليه السلام)
3/ يجب انْ نفهم أنّ حث الأئمة المعصومين على زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)
إنما جاء من مصلحة وحكمة تنوجد في كنه وذات شعيرة الزيارة
ولربما تتجلى هذه المصلحة والحكمة في عودة الإنسان المسلم والمؤمن إلى الصراط المستقيم الذي ربما يغفل عنه في بعض الأحيان .
ذلك الصراط الذي تترأى معالمه بالتواصل والتراحم فيما بيننا بقربى أو بغيرها ممن يجعمنا وإياهم رابط وجامع المعتقد والدين فضلا عن جامع الإنسانية الكبير
وهذه المعالم تتمظهر تارة بصورة الكرم والإيواء والترحاب
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتدارس قصة ونهضة
الإمام الحسين (عليه السلام) ومنهجه الإصلاحي
وكل ذلك يحصل في فترة محددة تتطلع عليها الشعوب والأمم مما
يزيد في أصالتها وهدفيتها وحكمتها فضلا عن إطلاع الأجيال
عليها حاليا (من الأطفال والفتية خصوصا)
مما يسهم وبوجه صالح حتماً في تحقيق أغراض المعصوم
( عليه السلام)
4/ على ما نعتقد نحن الشيعة الامامية أنّ إمامنا المهدي (عليه السلام)
سيظهر قطعا وحتما وبإذن الله تعالى وذلك هو الذي دفع الأئمة المعصومون إلى تأكيدهم على ضرورة الارتباط الوثيق
بالإمام الحسين الذي رفض أي بيعة للطغاة كما سيظهر الإمام المهدي وليس في عنقه بيعةً لأحد .
فالارتباط القوي بالإمام الحسين شخصا ومنهجاً يصب في حتميّة وصولنا وتمهيدنا للإمام المهدي (عجلّ الله فرجه الشريف )
5/ إنّ من جملة الثمرات المُعاصرة لإحياء الزيارة الشريفة على مستوى مجتمعنا هو إمكان معالجة الوضع العام سياسيا وإداريا وحتى عسكريا
إذ الإمام الحُسين قد ترك آثاره الإصلاحية في كل مجال مجال
وما علينا إلاّ الاستلهام والاعتبار .
6/ في إحياء الشعيرة يتحقق نوعٌ من حوار الحضارات والأديان بل يتقوى نظام الاجتماعي البشري
على اساس الحق والعدل وهذا ما سيسهم في تحقيق المناقلة العقائدية الحقة وتدعيم ظاهرة الاستبصار الديني بوجهه الصحيح بين الناس كافة
7/ في رواية صحيحة ومُعتبرة وردت في أصح الكتب وأوثقها في باب الزيارات وهو كتاب (كامل الزيارات لأبن قولويه ) ص237.
( عن الوشاء ، قال : سمعتُ الرضا ( عليه السلام ) يقول :
إنّ لكل امام عهدا في عنق أوليائه وشيعته ، وان من تمام الوفاء
بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في زيارتهم
وتصديقا لما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة )
و بحسب ظاهر هذه الرواية أنّ زيارة قبور الأئمة المعصومين
(عليهم السلام) ومنهم الإمام الحسين صاحب الشأن العظيم
هي صورة تامة وكاملة من صور الوفاء بالعهد إيماناً واعتقاداً بإمامة الأئمة المعصومين وإحياءً لذكراهم الشريفة
وإعلاءً لمنهجهم الحق والعدل
وإتمام الوفاء بالتعاهد الايماني والسلوكي إنما يكون بإيجاد النية الخالصة (الرغبة) واليقين الصادق في القلب السليم والعمل بما رغبّوا به فكرا وسلوكا وسنّة وسبيلا .
وكل ذلك سيكون محل ضمان قطعي من لدن الأئمة المعصومين بالفوز في الدنيا والآخرة .
8/ في رواية معتبرة ورد ذكرها أيضاً في كتاب (وسائل الشيعة ) للحر العاملي ج18/ص66.
(عن عبد السلام الهروي ، عن الرضا :عليه السلام قال : رحم الله عبدا أحيا أمرنا ، قلت : كيف يُحيى أمركم ؟ قال : يُتعلَمُ
علومنا ويعلمها الناس ، فانّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لا تبعونا )
وبحسب معطيات هذه الرواية أيضا ممكن توظيف زيارة الإمام الحُسين (عليه السلام) والمشي إليه
بجعلها صورة من صور إحياء أمر أهل البيت المعصومين الذين حاول الطغاة والظلمة محو ذكرهم وأمرهم
بحيث تجد الإمام الرضا (عليه السلام) يطلب الرحمة من الله تعالى لمن أحيا أمر أهل البيت الطاهرين
حتى أنه وضح صورة الإحياء في بعدها العلمي والمعرفي والثقافي ذلك لما يحمله الأئمة المعصومون من عظيم العلم والأدب والأخلاق والفقه والعقيدة الحقة
لدرجة أنّ الإمام الرضا يتكفل بأنّ مَن يطّلع على علومهم ومعرفتهم بالله وبرسله وشرائعه وسننه
سيتبعهم حتما في اشارة إلى ظاهرة الاستبصار العالمية في واقعنا المعاصر وانتشار مذهب أهل البيت الحق في ربوع المعمورة .
وما ينبغي بنا هو التعريف الصحيح والموثّق بسيرة وعلوم وشريعة وعقيدة المعصومين (عليهم السلام) إظهاراً للحق وإعلاء لدين الإسلام العزيز .
وأخيراً ما قامت به المرجعية الدينية الشريفة في النجف الأشرف من تبنيها لحملة التبليغ والتثقيف الفقهي والثقافي والاجتماعي
ينطلقُ من هذا الباب الإحيائي الشعائري موظفةً زيارة الأربعين الشريفة ومدتها المفتوحة وتنوع الزائرين من أجل شد وجذب المسلمين والمؤمنين إلى الصراط المستقيم .
_______________________________
مرتضى علي الحلي / النجف الأشرف
|
|
|
|
|