[مرتضى علي الحلي]

: المَحتومُ ومقدماته :
: إثارة مفهوميّة وثبوتية :
---------------------------



بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين

وعجَّلَ الله تعالى فرج إمامنا المهدي الموعود وجعلنا من أنصاره الذابين بين يديه
في سؤالٍ وجَّههُ أحد الأخوة الفضلاء عن


: س: هل إنَّ مقدمة المحتوم هي حتميَّة ؟


:س: وهل يمكن للمحتوم أن يتحقق من دون تحقق مقدماته ؟

:س: مَن يُحدد حتميَّة العلامة أو المحتوم ؟

: الأجوبة:
======

:1:

إنَّ مقدمة المحتوم وفي نطاق البحث المفهومي لا المصداقي إذا كانَ المحتوم يتوقف عليها وجوداً وتحققا

بحيث لايمكن تحققه وإنوجادة إلاَّ بتحقق مقدماته وجوديا وخارجيا

فهذا أمرٌ مُسلّم بحتميته ولابدية تحققه كون المقدمة هنا تكون مقدمة وجودية لوجود المحتوم من رأس واقعاً


والعقلُ قاضٍ بوجوب المقدمة الوجودية وجوباً غيريا يترشح من وجوب المحتوم ذاتيا

وحتى في علم الأصول أقر العلماء بأنَّ المقدمات الوجودية والخارجية هي مقدمات واجبة
طبقاً لقانون التلازم العقلي بين وجوب الشيء ووجوب مقدماته


:2:

بناءً على ما تقدم في النقطة الأولى التي ذكرتها في توصيف مقدمة المحتوم بالمقدمة الوجودية والخارجية

فلايمكن تحقق المحتوم من دون تحقق مقدماته والتي أُخذِتْ بنحو العلة لوجود المحتوم بالفعل والتحقق

:3:

إنَّ الذي يُحدد حتميَّة العلامة أو المحتوم هو مَن بيد الجعل والقضاء والقدر

وهو الله تعالى وحده لاشريك له مطلقا

نعم للواقع الموضوعي في حينه دخالة خارجية ووجودية في تحقق المحتوم فعلاً

ذلك كون مقدمات المحتوم على سبيل الفرض والمفهوم و الثبوت هي مقدمات وجودية خارجية منوط بوجودها في الخارج وجود وتحقق المحتوم لامحالة




والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته


مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :

[مرتضى علي الحلي]

:1:
يوجدُ ثمةً فرقٍ شاسع بين الواقع المفاهيمي والواقع المصداقي على مستوى الإدراك والإنطباق .

فالواقع المفهومي أو قل الواقع أو الوجود الذهني هو صرف ظرفٍ للإدراك والتعقل فقط
ولا تحقق فيه لماهيّة الأمر المُدرَك بالفعل والآثار
بمعنى أنَّ ما يحصل في الذهن هو تعقل المفهوم وماهيته حدَّا وتعريفا فقط

وأما الواقع الموضوعي أو المصداقي فهو محل التحقق والإنطباق للمفاهيم أو الماهيات بالفعل والآثار وهذا هو معنى أصالة الوجود
أي أنَّ الآثار هي تابعة لوجود وتحقق الماهية بالفعل في الخارج لا أنها تابعة لنفس الماهية بماهي ماهية

وإنّ إدراك الشيء في الذهن ليس هو تحققاً له بالفعل وإنما هو مجرد تصور وتعقل محض
والتحقق للشيء ينحصر بالفعل والآثار في الخارج فقط
وفي نفس واقع الأمر وكلٌ بحسبه

كماهو الحال في إدراكنا لمفهوم النار ذهنا وتصورا فهو مجرد تصور محض من دون ترتب فعلية للنار وأثر
بخلاف ما لو تحققت في الخارج بفعلها وأثرها فالأمر يختلف تماماً


:2:
نعم العلامات أو المقدمات إذا كانت حتمية فهي تكون علة لوجود ذيها وهو الأمر المحتوم قطعا بحسب التلازم العقلي بين المقدمة الوجودية والخارجية وذيها
ولها بالفعل دخالة واقعية في تحقق وجود ذيها في الخارج


والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته