بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الحياة المسبوقة بالموت هي الحياة الحقة.
والحياة المنتهية بالموت هي حياة الغرور الزائلة والمنتهية .
العبور من الحياة الدنيا إلى الحياة الحقة لا يتم إلا بمعرفة الهوية الإلهية (( هو )) عن طريق المرشد أو المعلم .
يقول مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في نهج البلاغة (( أخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم ، ففيها اختبرتم ولغيرها خلقتم .)).
ويقول أيضا (( موتوا قبل أن تموتوا )).
غاية الخلق في الدنيا هو معرفة الخالق وليس البقاء فيها.
يقول عبد الجبار النفري صاحب المواقف والمخاطبات (( نم لترى الله )).
العرفاء الذين اتقنوا الموت الاختياري عندما يأتي الليل يبتهجون غاية البهجة لأن أرواحهم تحلق في ما فوق السماوات والأرض فتتصل بعلم الأولين الغابرين في العهد الأول الإلهي.
الذي أتقن الموت الاختياري يكون النوم حالة صغرى من الحالة التي سوف يحياها بعد موته الطبيعي، لهذا يعيش في الدنيا وكأنه مسافر فيها إلى عالم أخر.
العارف الذي اتقن الموت الإختياري يرى في ملك الموت الصديق الذي سينقله للعالم الآخر الحقيقي لهذا فزيارة هذا الملك هي كل شيء عنده في هذه الدنيا الدنية.
في عالم العرفان لا يكون العارف عارفا حقيقيا إلا إذا جالت روحه في الملكوت الإلهي وحاورت الملائكة الأربعة جبرائيل وميكائيل وإسرائيل و غزرائيل.
والسؤال كيف نتقن الموت الإختياري؟
من ذكر أربعين يوما أربعين مرة قبل الأربعين من عمره يكون في الموت الاختياري .فالمريد لا يصبح سالكا ثم عارفا ثم عارفا كاملا إلا بالتعريف الإلهي ، ولا يتم هذا التعريف إلا بمحاورته للسماء وأهل السماء.
يقول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام (( مت بالإرادة تحيا بالطبيعة )).
لا يتم للمريد السالك المنتظر محاورة السماء ومعانقة صفائها وأسرارها إلا إذا عرف السبب المتصل بين الأرض والسماء مولانا الإمام المهدي عليه السلام (( اين السبب المتصل بين الارض والسماء )) دعاء الندبة ، فكما أن جبرائيل هو السبب المتصل بين السماء والأرض المهدي عليه السلام هو السبب المتصل بين الأرض والسماء.
لا يمكن للسالك تجاوز عالم الموت والدخول في أسرار الحياة الحقة عين الحياة مولانا الإمام المهدي عليه السلام ، إلا بشفاعة النفس الكاملة التي تستبط كل أسرار الوجود والزمان كله.
(( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )) الاية 34 سورة الرحمن.
فمن واظب على ذكر هذه الاية 40 يوما في تحول الوقت من منتصف الليل الى الصباح يلتقي ولا شك في ذلك بصاحب الزمان عليه السلام.
الان في عالم الكرة الأرضية يوجد الكثير من المحطات الأرضية الإذاعية منتشرة في الأثير لا يمكن التقاطها إلا إذا توفرت شروط الاتصال بالموجات اللآسلكية الاذاعية وهي الراديو ومعرفة موجات كل اذاعة .
الان في خضم الحياة الدنيا توجد كل أسرار الوجود الكبرى الجنة وأنهارها والنار ووديانها. وما فوق عالم الخلق كله .
فمن دلك على الحجاب فقد دلك على الله.
الإمام المهدي عليه السلام هو الدال على الله .
العبور من النفس الجزئية الممتحنة إلى عالم حضرة النفس الكاملة وأسرارها لا يتم إلا بشرطين إثنين وهما العترة الطاهرة أهل البيت عليهم السلام والقرآن العظيم .
بأهل البيت عليهم السلام يصبح القرآن ذكرا وإذا اصبح القرآن ذكرا أصبح تذكرة.