|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 70001
|
الإنتساب : Dec 2011
|
المشاركات : 159
|
بمعدل : 0.03 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
م_علي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 20-01-2012 الساعة : 05:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
الحديث المروي بحسب السند هو كما قلتم.
أن الله ليس كمثله شئ , فلا يمكن مماثلة الله من حيث هو هو .
ولكن (ألامر ) المذكور في الآية الشريفة «إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون» يقول صاحب الميزان :
قوله تعالى: «إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون» الآية من غرر الآيات القرآنية تصف كلمة الإيجاد و تبين أنه تعالى لا يحتاج في إيجاد شيء مما أراده إلى ما وراء ذاته المتعالية من سبب يوجد له ما أراده أو يعينه في إيجاده أو يدفع عنه مانعا يمنعه.
و قد اختلف تعبيره تعالى عن هذه الحقيقة في كلامه فقال: «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون:» النحل: - 40، و قال: «و إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون:» البقرة: - 117.
فقوله: «إنما أمره» الظاهر أن المراد بالأمر الشأن، و قوله في آية النحل المنقولة آنفا: «إنما قولنا لشيء إذا أردناه» إن كان يؤيد كون الأمر بمعنى القول و هو الأمر اللفظي بلفظة كن إلا أن التدبر في الآيات يعطي أن الغرض فيها وصف الشأن الإلهي عند إرادة خلق شيء من الأشياء لا بيان أن قوله تعالى عند خلق شيء من الأشياء هذا القول دون غيره، فالوجه حمل القول على الأمر بمعنى الشأن بمعنى أنه جيء به لكونه مصداقا للشأن لا حمل الأمر على القول بمعنى ما يقابل النهي.
و قوله: «إذا أراد شيئا» أي إذا أراد إيجاد شيء كما يعطيه سياق الآية و قد ورد في عدة من الآيات القضاء مكان الإرادة كقوله: «إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون 1» و لا ضير فالقضاء هو الحكم و القضاء و الحكم و الإرادة من الله شيء واحد و هو كون 2 الشيء الموجود بحيث ليس له من الله سبحانه إلا أن يوجد فمعنى إذا أردناه إذا أوقفناه موقف تعلق الإرادة.
و قوله: «أن يقول له كن» خبر إنما أمره أي يخاطبه بكلمة كن و من المعلوم أن ليس هناك لفظ يتلفظ به و إلا احتاج في وجوده إلى لفظ آخر و هلم جرا فيتسلسل و لا أن هناك مخاطبا ذا سمع يسمع الخطاب فيوجد به لأدائه إلى الخلف فالكلام تمثيل لإفاضته تعالى وجود الشيء من غير حاجة إلى شيء آخر وراء ذاته المتعالية و من غير تخلف و لا مهل.
و به يظهر فساد ما ذكره بعضهم حيث قال: الظاهر أن هناك قولا لفظيا هو لفظ كن و إليه ذهب معظم السلف و شئون الله تعالى وراء ما تصل إليه الأفهام فدع عنك الكلام و الخصام.
انتهى.
و ذلك أن ما ذكره من كون شئونه تعالى وراء طور الأفهام لو أبطل الحجة العقلية القطعية بطلت بذلك المعارف الدينية من أصلها فصحة الكتاب مثلا بما يفيده من المعارف الحقيقية إنما تثبت بالحجة العقلية فلو بطلت الحجة العقلية بكتاب أو سنة أو شيء آخر مما يثبت هو بها لكان ذلك الدليل المبطل مبطلا لنفسه أولا فلا تزل قدم بعد ثبوتها.
و من المعلوم أن ليس هناك إلا الله عز اسمه و الشيء الذي يوجد لا ثالث بينهما و إسناد العلية و السببية إلى - إرادته دونه تعالى و الإرادة صفة فعلية منتزعة من مقام الفعل كما تقدم - يستلزم انقطاع حاجة الأشياء إليه تعالى من رأس لاستيجابه استغناء الأشياء بصفة منتزعة منها عنه تعالى و تقدس.
و من المعلوم أن ليس هناك أمر ينفصل عنه تعالى يسمى إيجادا و وجودا ثم يتصل بالشيء فيصير به موجودا و هو ظاهر فليس بعده تعالى إلا وجود الشيء فحسب.
و من هنا يظهر أن كلمة الإيجاد و هي كلمة كن هي وجود الشيء الذي أوجده لكن بما أنه منتسب إليه قائم به و أما من حيث انتسابه إلى نفسه فهو موجود لا إيجاد و مخلوق لا خلق.
و يظهر أيضا أن الذي يفيض منه تعالى لا يقبل مهلة و لا نظرة و لا يتحمل تبدلا و لا تغيرا، و لا يتلبس بتدريج و ما يتراءى في الخلق من هذه الأمور إنما يتأتى في الأشياء في ناحية نفسها لا من الجهة التي تلي ربها سبحانه و هذا باب ينفتح منه ألف باب.
و في الآيات للتلويح إلى هذه الحقائق إشارات لطيفة كقوله تعالى: «كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون:» آل عمران: - 59، و قوله تعالى: «و ما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر:» القمر: 50، و قوله تعالى: «و كان أمر الله قدرا مقدورا:» الأحزاب: - 38 إلى غير ذلك.
و قوله في آخر الآية: «فيكون» بيان لطاعة الشيء المراد له تعالى و امتثاله لأمر «كن» و لبسه الوجود.
قوله تعالى: «فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء و إليه ترجعون» الملكوت مبالغة في معنى الملك كالرحموت و الرهبوت في معنى الرحمة و الرهبة.
و انضمام الآية إلى ما قبلها يعطي أن المراد بالملكوت الجهة التالية له تعالى من وجهي وجود الأشياء، و بالملك الجهة التالية للخلق أو الأعم الشامل للوجهين.
و عليه يحمل قوله تعالى: «و كذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات و الأرض و ليكون من الموقنين:» الأنعام: - 75.
و قوله: «أ و لم ينظروا في ملكوت السماوات و الأرض:» الأعراف: - 185: و قوله: «قل من بيده ملكوت كل شيء:» المؤمنون: - 88.
و جعل الملكوت بيده تعالى للدلالة على أنه متسلط عليها لا نصيب فيها لغيره.
و مآل المعنى قوله: «فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء» تنزيهه تعالى عما استبعدوا منكرين للمعاد لغفلتهم عن أن ملكوت كل شيء بيده و في قبضته.
و قوله: «و إليه ترجعون» خطاب لعامة الناس من مؤمن و مشرك، و بيان لنتيجة البيان السابق بعد التنزيه.
أقول: ولكن للأمر أصحاب (يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تاويلا)
(واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا)
وأولي الأمر يعني أصحاب الأمر فأن أهل البيت مظاهر أمر الله ويتمتعون بالولاية التكوينية .
وبعبارة أخرى :
انهم عليهم السلام إذا قالوا للشيئ كن فيكون بأذن الله.
تحياتي لكم ولموضوعكم الشيق والمفيد
|
|
|
|
|