كان رجلاً كافراً من أهل الهند على دين المجوس يعبد الأصنام من دون الله وله عبد يتاجر و يسافر إلى حيث ما شاء و له فطنة و رأي سديد وكان وكيلاً على الأموال و لا يعمل عمه عمل حتى يشاوره في كل أموره و جعله ولياً على أمواله وملكه و يتصرف فيه حيث يشاء فإن أمره ءأتمر و إن نهاه انتهى بحيث إن العبد له رأي سديد و اتفق في سنةٍ من السنين اشترى العبد بضاعةٍ من الهند و أراد أن يسافر بها فاشاروا عليه جلساؤه أن يسافر إلى بغداد ففيها متجر عظيم و سوقها جيدة راقية و أسعارها غاليه فأطاع العبد من قاله و سافر إلى بغداد فلما وصل إليها اقبلوا إليه التجار و اشتروا منه بضاعته بأغلى ثمن و ربح ربحاً عظيماً فلما كان اليوم الثاني من تجارته اقبل يتمشى في شوارع بغداد لأجل النزهة و مضى إلى البساتين فبينما هو كذلك و إذا هو يرى ركباً عظيماً مقبلاً و بأيديهم أعلام سودو هو في بكاءٍ و عويل و هم حزينين و يرفعون أصواتهم بالأشعار والندبة و ينادون واسيداه وااماماه واحسيناه واشهيداه ويلطمون الرؤوس و يضربون الصدور فأعجبه مارأى فلما نظرهم العبد على تلك الأحوال انكسر قلبه و جرت مدامعه على خدوده من غير اختياره و لم يعلم ما سبب ذلك وصار يفكر في أمرهم ما يصنعون وعلى اي سببٍ يبكون و يلطمون وما هذه الأعلام السود و ما هذه الصيحه والعويل الذي عندهم فهل مات منهم سيد من ساداتهم أو عالم من علمائهم أو حاكم عادل فيهم فلا بد أنامضي إليهم و أسألهم عن أحوالهم و ما هم فيه من النوح و العويل و كان ذلك الركب زوار الإمام الحسين(علية السلام) فعند ذلك جاء العبد وقرب منهم و سأل واحدٍ منهم و هو يلطم على رأسه فسلم عليه فرد عليه السلام فقال له يا هذا مالي أراكم مقبلين و معكم اعلام تحملونها و أنتم في بكاءٍ و عويل انت و من معك من نساء و رجال وانتم في عزاءٍ عظيم فأخبره الزائر سبب بكائهم فلما سمع العبد جواب الزائر لم يتمالك نفسه دون أن بكى و قال بالله عليك من يكون هذا الرفيع الشأن الذي تعتنون لزيارته فقال اسمه الإمام الحسين(علية السلام) بن علي بن ابي طالب و أمه فاطمة الزهراء (عليهما السلام) بنت محمد المصطفى نبي هذه الأمة الإسلامية قال العبد و من قتله قال لعين أهل السماوات و الأرض يقال له يزيد بن معاوية(لعنة الله علية) قال العبد و ما سبب قتله قال خرج يطلعب الأمر بالمعروف و ينهى الناس عن المنكر لأن الدين الذي شيّده جده بدلوه و غيروه و خرج هو ليرد الناس عن العصيان و يرجعهم إلى دين جده فتلوه و قتلوا من معه ...الخ فلما سمع العبد بكى رأفةً و رقةً و رحمةً و قال باي أرض قُتل قال قتل بارض كربلاءو ها نحن قاصدين لها وقد قطعنا بحوراً و شطوطاً و بروراً لأجل زيارته وقال ا تترجون من زيارته قال نرجو من الله الغفران ومن نبينا الشفاعة يوم القيامة و وقد جعل الله الشفاء في تربته و الدعاء المستجاب تحت قبته و الأئمة من ذريته و نجد البركه في أموالنا و الصحه في أبداننا ويوم القيامة يمون جده شفعينا قال ذلك العبد لقد زدتني شوقاً إليه و لاشك إن لهذا الشخص جاه عظيم عند خالقه وقد وقع في قلبي محبته فأنا أمضي معكم إلى زيارته قال الزائر كيف تمضي معنا و أنت على دين المجوس؟كيف تسير مع المؤمنين إلى الطاهرين؟؟ولكن إذا اردت فهنا علماء الكاظمين تمضي معنا و تقر لله بالواحدانية ولمحمد(صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوةو لعلي(علية السلام)و اولاده بالولاية و تترك المجوس و تدخل في دين الإسلام حتى تمضي معي قال أحب ذلك الأمر الذي انتم فيه فامضي معي و اخبرني بالدين الذي انتم عليه فذهب به إلى العلماء وفأسلم فأحسن إسلامه و علموّه الفرائض و فروع الدين و الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد و ذلك العبد و اقبل مع الزائر إلى مشهد مولانا الإمام موسى بن جعفر الكاظم و الإمام محمد بن علي الجواد(عليهما السلام )و بعدها أقبل مع الزائرين إلى كربلاء وزار الإمام الحسين(علية السلام)وجعل يبكي و ينادي و واحسيناه واماماه ثم إن العبد لما زار الإمام الحسين(علية السلام) خرج من المشهد و معه خادم الحضره الحسينية فالتفت العبد إلى الزائرين و قال إني اريد أن أبني منارةً في الصحن و أريد أن تكون المنارة من الباب الذين يمضون منه الزوار إلى زيارة ابا الفضل العباس (علية السلام) إذا خرجوا إلى الزيارة ذهاباً و إياباً قال له خادم الحضرة حباً و الف كرامة لله و لك فالآن ياتي البناؤن ويبنون وحفروا له فيها قبراً وبعدها عندما انتهوا من البناء أراد العبد ان يعود إلى بلاده ولكن لم يبقى معه سواء مال يرجعه إلى بلاده فأخذ يفكر ماذا يقول لعمه وبعدها جاءته فكرة فذهب إلى الكتابون وكتب سنداً على الإمام الحسين(علية السلام) وهو أنا الحسين ابن علي بن ابي طالب بأن عليّ و في ذمتي لعبد المبارك مائتين و ألف دينار وهي مؤجله إلى مدة سنةٍ كاملة اسلمها إليه و الله خير شاهدٍ ووكيل و كتب صحيح الحسين و أربعة شهود من سكنة كربلاء و طوى الكتاب و ختمه و ودع من يعرفهم وعاد إلى بلاده وسأله عمه أين النقوذ قال له قال يا عم قد بعت البضاعه على رجلٍ شريف ذو شأنٍ رفيع ...الخ و قد أوعدني بالمبلغ إلى مدة سنة كاملة فاستحيت أن اعاوده فأخذت منه سنداً فاخذ العم يناقشه حتى اقتنع و لم يعد يسأله لئلا يكسر خاطره و بعد سنةٍ و في االيوم الموعود كان العبد قد دُعي إلى عرس و العم بقي وحده فطرق الباب و فتح العم الباب وسأله من الطارق قال أنا صاحب السند فأعطاه النقود و اخذ السند و سأل عن العبد و قال له قل للعبد قد وفاء فلا تنسى زيارته و لاتنساه فنظر الهندي إلى الإمام الحسين(علية السلام) فتمثل له وغدا هو مقطوع اليدين قال الهندي متعجب من تلك الأنوار التي تتساطع منه أيها الرجل الجميل العزه و كثير الهيبة مالي أراك و دماؤك تنضح من بدنك و أنت مقطوع اليدين قال قطعوها أعدائي فبكى الهندي ثم غاب عنه و لم يره فلما عاد العبد اقبل له عمه بالبشارة فأخبره بماحدث فلما سمع العبد بكى حتى غشي الله فلما أفاق أخبر عمه بما حدث على الإمام الحسين و إنه قد قُتل من ألف سنة و أكثر فأخبره بقصة إسلامه و بعدها دخل عمه الإسلام و أرادوا زيارة الحسين (علية السلام) و أثناء الطريق مرض العبد مرضاً شديد حتى مات و رموا به بالبحر فلما وصل العم صحن الإمام الحسين(علية السلام) رأى الزوار ملتمون فذهب و سألهم فأخبره بأن عبداً قد دُفن هنا فلم
يصدق و لم يعرفوه ففتحوا القبر الذي حفره العبد له و إذا هو العبدفإزداد العم إيماناً
اللهم صل على محمد و آلمحمد
ونسالكم الدعاء والزياره
التعديل الأخير تم بواسطة نسايم ; 01-01-2009 الساعة 11:00 PM.
سبب آخر: حجم الخط جدا صغير
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم
السلام علي الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
قصة رااائعة اخي مرتضى
ولعن الله الشاك في ال البيت
فمعاجزهم وكراماتهم كثيرة تعجز امهات الكتب عن سردها
الف شكر وتحية ودائما ننتظر جديدك المفيد