|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 76
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 6,203
|
بمعدل : 0.93 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
هل الإمام المهدي المنتظر ( عجَّل الله فرَجَه ) متزوّج ؟ و هل له أولاد ؟
بتاريخ : 02-08-2006 الساعة : 01:23 AM
سؤال : هل الإمام المهدي المنتظر ( عجَّل الله فرَجَه ) متزوّج ؟ و هل له أولاد ؟جواب : رغم دلالة ظاهر بعض الأخبار على وجود الزوجة و الأولاد للإمام المهدي المنتظر ( عجَّل الله فرَجَه ) إلا أنه لدى التحقيق و الرجوع إلى المصادر المعتبرة يتضح أن هذا الموضوع ليس ثابتاً بل هو موضع شك و ريب ، فإن بعض العلماء من أمثال المفيد ، و الطبرسي ، لم يرتضوا ذلك ، إذ ليست هناك أدلة صريحة تستحق الاستناد إليها و الاعتماد عليها في إثبات الزوجة و الذرية للإمام المهدي المنتظر ( عليه السَّلام ) .
و فيما يلي نستعرض على وجه السرعة و الاختصار ما يمكن أن يُستدلّ به على وجود زوجة و أولاد للإمام المهدي ( عليه السَّلام ) :
1.رواية الشيخ الطوسي :
روى الشيخ أبي جعفر محمد بن حسن الطوسي المتوفى سنة : 460 هجرية في كتابه المسمى بـ " الغيبة " بسنده عن المفضل بن عمر ، عن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) رواية جاء فيها : " ... لا يطّلع على موضعه أحد من وَلَدِه و لا غيره ، إلاّ المولى الذي يلي أمره " [1] ، و قد يُفهم من لفظة " ولده " أن للإمام ( عليه السَّلام ) أولاد .
لكن لا يصح الاستدلال بهذه الرواية و الاستناد إليها في إثبات الأولاد للإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) ، و ذلك لأن الشيخ محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني ، و الذي هو من علماء القرن الثالث الهجري ، قد رَوى نفس هذه الرواية ، لكن جاء فيها : " لا يطّلع على موضعه أحد من ولي ، و لا غيره " ، فترى أن لفظة " ولده " التي هي محل الشاهد ليست موجودة فيها ، فمع اتحاد الروايتين عند الشيخين الطوسي و النعماني ، و وجود هذا الاختلاف فيما هو محل الشاهد ، فإن الرواية تسقط عن صلاحية الاستدلال بها [2] .
لكننا حتى لو سلّمنا بصحة هذه الرواية و اعتمدنا عليها فإن الرواية ليس فيها ما يدلّ على زمان وجود الأولاد للإمام ( عليه السَّلام ) ، فقد يكون المقصود أنه سيولد له ( عليه السَّلام ) من غير تحديد لزمن معين ، و لربما يكون له أولاد لكن بعد مضي قرون من الزمن .
2.قصة الجزيرة الخضراء :
و هذه القصة مما يحاول البعض الاستدلال بها في إثبات الزوجة و الأولاد للإمام المهدي ( عليه السَّلام ) ، و قد ازداد الاهتمام بأمرها بعد محاولات عديدة صدرت من البعض لإظهار صحة هذه القصة و واقعيتها و انطباقها على ما ذكرته بعض الجرائد و المجَّلات و الإذاعات بالنسبة إلى ما يسمى بـ " مثلث برمودا " المعروف .
أما بالنسبة لسند هذه القصة المزعومة ، فلابد من التصريح بوجود العديد من الملاحظات و المآخذ عليها ، و نحن نشير فيما يلي إلى بعضها :
·إن المصدر الموثوق الوحيد الذي سبق بقية المصادر في نقل هذه القصة هو كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) فهو أول من نقل هذه القصة ، قال العلامة المجلسي ( رحمه الله ) عند نقله لهذه القصة : " أقول وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض أحببت إيرادها لاشتمالها على ذكر من رآه ، و لما فيه من الغرائب ، و أني أفردت لها باباً لأني لم أظفر بها في الأصول المعتبرة ... " [3] ، و لتصريح المجلسي بأنه لم يظفر بها في الأصول المعتبرة قيمة خاصة كما هو واضح ، لا سيما إذا لاحظنا كثرة تتبعه و سعة إطلاعه .
·ثم ان المتتبع يجد أن أكثر علمائنا الأعلام الذين نقلوا هذه القصة قد أخذوها عن المجلسي ، حيث ان بعضهم كالفيض في النوادر ، و الحُر في كتاب إثبات الهداة ، و السيد الجزائري في رياض الأبرار ، و المحدث البحراني في كشكوله ، و السيد شبر في جلاء العيون ـ قد صرحوا بالنقل عنه رحمه الله ، في حين نجد أن رواة آخرين لها كالأفندي في رياض العلماء ، و الشريف الفتوني العاملي في ضياء العالمين ، و الشيخ عبد الله البحراني في عوالم العلوم ، و الميرزا عبد الحسين النصيري في تفسيره ، و المير محمد لوحي في كفاية المهتدي ـ إن هؤلاء ـ كانوا من جملة تلامذة المجلسي ، عدا الأخيرين ، فإنهما من معاصريه .
·غير أن المير محمد لوحي اعتمد على هذه القصة ، لكن اعتماده عليها إنما يُعبّر عن رأي خاص به ، و لم يظهر الوجه الذي اعتمد عليه [4] .
·هذا و إن من الواضح أن مجرد إيراد العلماء لهذه القصة لا يدل على قبلوهم إياها ، و ليس دليلا على صحتها عندهم ، ذلك لأن الاتجاه نحو تدوين الأخبار كان حينئذ هو الصفة المميزة لذلك العصر حيث دوّنت فيه طائفة من أبرز و أوسع مجاميع الحديث ، عند الشيعة ، بهدف الحفاظ عليها ، مثل : وسائل الشيعة ، و الوافي ، و بحار الأنوار ، و عوالم العلوم ، و تفسير البرهان ، و تفسير نور الثقلين [5] .
·يظهر لمن راجع القصة أن علي بن فاضل ، الذي يوصف في القصة بالمازندراني ، ثم يصف نفسه في نفس القصة بالعراقي ، يهتم بتسجيل بعض الفضائل لنفسه كما يظهر من قوله للسيد شمس الدين ، حيث يقول و هو يتحدث عن رؤية الإمام : " يا سيدي ، أنا من جملة عبيده المخلصين ، و لا رأيته ، فقال لي : بل رايته مرتين الخ ... " كما أن القصة كلها إنما تسجّل فضيلة فريدة له ، و انه قد وصل إلى ما لم يصل إليه أحد ، كما و تسجل اهتمام الناحية المقدسة بأمره [6] .
·بملاحظة ما مرّ ، و ملاحظة عدم توثيقه من قبل أحد من معاصريه ، و إنما تمّ توثيقه من قبل بعض من تأخر عنه بمئات السنين ، و الظاهر أن مستندهم في هذا التوثيق هو نفس قصة الجزيرة الخضراء ، كما يشير إليه سياق كلماتهم ـ إذا لاحظنا ذلك ـ ، فان النتيجة هي : أنه لا يمكن الاطمئنان إلى صحة ما نقله لنا هذا الرجل إذ من الممكن أن تكون هذه القضية من صنع خياله بهدف الحصول على الشهرة في الآفاق ، أو لأهداف أخرى ، كما تعودناه في حالات مشابهة ، على مدى العصور [7] .
·ثم إن مما يزيد ريباً في أمر هذا الرجل و قصته هو أن معاصريه ـ كالعلاّمة الحلي ، و ابن داود الذي انتهى من تأليف كتابه في الرجال في سنة : 707 هجرية ، و كذا غيرهما من العلماء ـ قد أهملوه إهمالاً كلياً و لم يُشر إليه أحد منهم بأدنى كلمة ، مع أن قصته الفريدة و النادرة لا بدّ و ان تُثير فيهم الحرص على الإشارة إليه و اليها ، و التنويه به و بها ، و اعتبارها من دلائل الإمام و الإمامة ، التي تستحق التدوين في المجاميع و المؤلفات ، و قد دوَّن العلماء ما هو أقل أهمية منها فهل اعتبرها العلماء أكذوبة باطلة ؟ أم انهم لم يسمعوا بها ؟ أم أنها لم تكن قد صنعت في عصرهم من الأساس ؟! .كل ذلك محتمل ، و كل ذلك يدعونا إلى الشك في الرواية و في ناقلها ، أو عدم الاعتماد عليها على الأقل [8] .
·و مما يلفت النظر أيضاً هو : أن هذه القصة ـ كما هو واضح لمن راجعها ـ تصرّح بأن علي بن فاضل قد قصّ قصته من أولها إلى آخرها بحضور الطيبي ، و حضور جماعة من علماء الحلة و الأطراف ، كانوا قد أتوا لزيارة الشيخ المذكور ، و لكننا ـ مع ذلك ـ لم نجد لأحد من هؤلاء جميعاً رواية لهذه القصة ، لا بالمباشرة ، و لا بالواسطة ، رغم أننا نتوقع منهم أن ينشروها في البلاد و العباد ، و أن تتناقلها الألسن ، و تصبح حديث المحافل و الأندية حيث إنها تحدّد موضع وجود الإمام و أولاده في ظروف غامضة و استثنائية
|
التعديل الأخير تم بواسطة نووورا انا ; 23-01-2010 الساعة 03:55 PM.
سبب آخر: تكبير الخط
|
|
|
|
|