|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.74 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
شذرات متنوعة من سيرتها (صلوات الله وسلامه عليها )
بتاريخ : 17-05-2008 الساعة : 06:14 PM
1 ـ عبادتها :
روى الامام الصادق (عليه السلام ) بسنده الى الامام الحسن بن علي (عليه السلام ) انه قال : (رأيت أمي فاطمة (عليها السلام ) قامت في محرابها ليلة جمعة فلم تزل راكعة وساجدة حتى انفجر عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم ولاتدعوا لنفسها بشيء فقلت لها: يا أماه لم لاتدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت يابني الجار ثم الدار).
وعن الحسن البصري: ما كان في هذه الامة أعبد من فاطمة كانت تقوم حتى تورّم قدماها.
2 ـ زهدها :
ان الابرار الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه عرفوا الدنيا وما فيها من نعيم زائل فأعرضوا عنها بقلوبهم والتمسوا رضوان الله تعالى في مأكلهم وملبسهم واسلوب حياتهم فامرأة مثل الزهراء (عليها السلام ) وجلالة قدرها و عظم منزلتها كانت شملتها التي تلتف بها خَلِقه قد خيطت في اثني عشر مكاناً بسعف النخل نظر اليها سلمان يوماً فبكى وقال : واحزناه ان (بنات) قيصر وكسرى لفي السندس والحرير وابنة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) عليها شملة صوف خلقه قد خيطت في اثني عشر مكانا.
جاء في تفسير الثعلبي عن جعفر بن محمد (عليهما السلام ) وتفسير القشيري عن جابر الأنصاري قالا: رأى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة وعليها كساء من أجلّة الابل وهي تطحن بيديها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة فقالت : يا رسول الله الحمد لله على نعمائه والشكر لله على آلائه فانزل الله تعالى ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) .
قال ابن شاهين في مناقب فاطمة واحمد في مسند الانصار عن ابي هريرة وثوبان انهما قالا: كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يبدأ في سفره بفاطمة ويختم بها، فجعلت وقتاً ستراً من كساء خيبرية لقدوم أبيها وزوجها فلما رآه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تجاوز عنها وقد عُرِف الغضب في وجهه حتى جلس على المنبر فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها ونزعت الستر فبعثت به الى أبيها و قالت : اجعل هذا في سبيل الله فلما أتاه قال (عليه السلام ) قد فعلت فداها أبوها ثلاث مرات ما لآل محمد وللدنيا فانهم خلقوا للآخرة وخلقت الدنيا لهم. وفي رواية احمد: فإن هؤلاء أهل بيتي ولا احب ان يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا.
و لعل في قصة العقد المبارك الذي قدمته الزهراء روحي فداها الى الفقير الذي جاء الى ابيها (صلى الله عليه و آله ) فارشده النبي الى دار فاطمة – و التي ستأتيك قصته انشاء الله – خير شاهد علي زهد الزهراء بأبي هي و أمي بكل ما هو موجود و يفتتن به الناس قدمته في سبيل الله تعالى لتضرب (عليها السلام ) اروع الامثلة في الاحسان و الايثار و المواسات.
3 ـ حياتها الزوجية :
قد تقدم قول امير المؤمنين علي (عليه السلام ) : فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عزّ وجلّ ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً ولقد كنت أنظر اليها فتنكشف عني الهموم والاحزان.
جاء في تفسير العياشي بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام ) قال : (ان فاطمة ضمنت لعلي (عليه السلام ) عمل البيت والعجين والخبز وقمّ البيت وضمن لها عليٌ ما كان خلف الباب: نقل الحطب وان يجيء بالطعام فقال لها يوماً: يا فاطمة هل عندك شيء؟ قالت : والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شيء نقريك به قال : أفلا أخبرتني؟ قالت : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نهاني أن أسألك شيئاً فقال : لا تسألين ابن عمك شيئاً ان جاءك بشيء (عفو) والا فلا تسأليه).
بعد زواج فاطمة (عليها السلام ) قال عليٌ قالت فاطمة لأبيها: يا أبة لا طاقة لي بخدمة البيت، فأخدمني خادماً تخدمني وتعينني على أمر البيت فقال لها: يا فاطمة أولا تريدين خيراً من الخادم؟ فقال عليٌ: قولي بلى قالت : يا أبه خيراً من الخادم فقال : تسبحين الله عز وجل في كل يوم ثلاثاً وثلاثين مرة وتحمدينه ثلاثاً وثلاثين مرة وتكبرينه أربعاً وثلاثين مرة فذلك مائة باللسان وألف حسنة في الميزان يا فاطمة انك ان قلتها في صبيحة كل يوم كفاك الله ما أهمك من أمر الدنيا والاخرة.
أقول هذه فاطمة بضعة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على مكانتها الجليلة مارست العمل البيتي ودأبت عليه مدة طويلة حتى قالت بعض الروايات انها: (استقت بالقربة حتى أثر في صدرها وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها وقمت البيت حتى اغبرّت ثيابها) ، ويوم جاءتها فضة خادمة لم تلق اليها كل الاعمال وتخلد هي الى الراحة بل ناصفتها العمل فيوم على الزهراء (سلام الله عليها ) ويوم على فضة. فيالعظمة الزهراء ورحمتها واحترامها لانسانية الانسان.
4 ـ باقة من كراماتها :
عن الثعلبي في قصص الانبياء والزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى: ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً ) في خبر طويل نقتطف منه ما يلي: قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لفاطمة: (يا بنية هل عندك شيء آكل فاني جائع؟ فقالت : لا والله بأبي أنت وامي فلما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من عندها بعثت اليها جارة لها برغيفين وبضعة لحم فاخذته منها ووضعته في جفنة وغطت عليه و قالت : لأُوثرن بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على نفسي ومن عندي وكانوا جميعاً محتاجين الي شبعة من طعام فبعثت حسنا وحسيناً الى جدهما فرجع اليها فقالت : بابي انت وامي يا رسول الله قد اتانا الله بشيء فخبأته لك قال فهلمي به فأتي به فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوؤة خبزاً ولحماً فلما نظرت اليه بهتت وعرفت انها بركة من الله فحمدت الله تعالى وصلت على نبيه فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أين لك هذا يابنية؟ قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فقال رسول الله الحمد لله جعلك شبيهة بسيدة نساء بني اسرائيل فانها كانت اذا رزقها الله رزقاً حسناً فسُئلت عنه قالت ( هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ) ، فبعث الرسول الى علي (عليه السلام ) فأتى فأكل الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليها السلام ) وجميع أزواج النبي حتى شبعوا وبقيت الجفنه كما هي قالت فاطمة: واوسعت منها على جميع جيراني وجعل الله فيها بركة وخيراً طويلاً وكان اصل الجفنة رغيفين وبضعة لحم والباقي بركة من الله).
عن الحسن البصري وابن إسحاق عن عمار وميمونة ان كليهما قالا: وجدت فاطمة نائمة والرّحى تدور فاخبرت رسول الله بذلك فقال ان الله علم ضعف امته فأوحى الى الرّحى ان تدور فدارت).
رهنت فاطمة (عليها السلام ) كسوة لها عند امرأة زيد اليهودي في المدينة واستقرضت الشعير فلما دخل زيد داره قال : ما هذه الانوار في دارنا قالت : لكسوة فاطمة فأسلم في الحال واسلمت امرأته وجيرانه حتى أسلم ثمانون نفساً.
عن علي بن معمر قال : خرجت ام ايمن الي مكة بعد وفاة فاطمة (عليها السلام ) و قالت : لا ارى المدينة بعدها، فاصابها عطش شديد في الجحفة حتى خافت على نفسها قال : فكسرت عينيها نحو السماء ثم قالت : يا رب أتعطشني و أنا خادمة بنت نبيك قال : فنزل إليها دلو من ماء الجنة فشربت و لم تجع و لم تعطش سبع سنين.
هذا غيض من فيض كراماتها ( عليها السلام ) ذكرناه استطراداً ولو أردنا التفصيل لذكرنا من كراماتها حديث المقداد وخبر الطائر والرمان والعنب والتفاح وخبر العقد وغيرها.
5 ـ عفافها وحجابها :
</B>سأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أصحابه عن المرأة متى تكون أدنى من ربها فلم يدروا فلما سمعت فاطمة (عليها السلام ) ذلك قالت : أدنى ما
تكون من ربها تلزم قعر بيتها فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ان فاطمة بضعة مني.
وحين سُئلت (عليها السلام ) أي شيء خير للنساء أجابت: وخير لهن ان لايرين الرجال ولايراهن الرجال.
قال علي (عليه السلام ) : استأذن اعمى على فاطمة عليها السلام فحجبته فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لها لم حجبتيه وهو لايراك؟ فقالت ( عليها السلام ) ان لم يكن يراني فاني أراه وهو يشم الريح فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أشهد انك بضعة مني.
6 ـ فصاحتها وبلاغتها :
قالت عائشة ما رأيت أحد من خلق الله أشبه حديثاً وكلاماً برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من فاطمة.
ومن يعرف مواضع الجودة في الكلام ويلتمس بدائع الصنعة فيه يرى ان الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها ) التي لم تبلغ من العمر ما به تستطيع ان تغنيها التجارب وتجري بين يديها الأمثال ثمانية عشر عاماً هو كل عمرها المبارك ومع هذا فقد امتطت ناصية الكلام وجاءت بالعجب العجاب وحيّرت العقول والالباب بما احتوي منطقها من حكمة وفصل الخطاب وهي المثكولة بأبيها خاتم الانبياء ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا عجب فهم أئمة الكلام وأمراء البيان ومن يتأمل خطبتها سلام الله عليها التي رددتها الاجيال وتناولها المحققون والشراح يجد ما نرمي اليه جلياً واضحاً. قال العلامة المحقق علي بن عيسى الاربلي صاحب كشف الغمة في خطبتها سلام الله عليها في محفل من المهاجرين والانصار ( انها من محاسن الخطب وبدايعها عليها مسحة من نور النبوة وفيها عبقة من أرج الرسالة وقد اوردها الموالف والمخالف ) .
7 ـ إنفاقها في سبيل الله :
سافر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مرة وقد اصاب علي شيئاً من الغنيمة فدفعه الى فاطمة فعملت به سوارين من فضة وعلقت على بابها ستراً فلما قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله ) وسلم دخل المسجد ثم توجه نحو بيت فاطمة كما كان يصنع فقامت فرحةً الى أبيها صبابة وشوقاً اليه فنظر فإذا في يدها سواران من فضة واذا على بابها ستر فقعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث ينظر اليها فبكت فاطمة وحزنت، ثم دعت ابنيها فنـزعت الستر والسوارين وقالت لهما اقرأ ابي السلام وقولا له ما احدثنا بعدك غير هذا فشأنك به اجعله في سبيل الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله : رحم الله فاطمة ليكسونها الله بهذا الستر من كسوة الجنة وليحلينها بهذين السوارين من حلية الجنة.
جاء أعرابي الى النبي (صلى الله عليه وآله ) و (سلم فقال يا نبي الله أنا جائع فأطعمني وعاري الجسد فاكسني وفقير فارشني فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما أجد لك شيئاً ولكن الدال على الخير كفاعله انطلق الى منزل من يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله انطلق الى حجرة فاطمة وكانت فاطمة وعلي (عليهما السلام) ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد مر عليهم ثلاثة أيام ما طعموا منها طعامً فجاء الاعرابي اليها وسألها المعونة فاعطته عقداً كان في عنقها أهدته لها بنت عمها فاطمة بنت حمزة بن عبدالمطلب وقالت له خذه وبعه فعسى الله ان يعوّضك به ما هو خير منه فجاء به الى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم فبكى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم ان عمار بن ياسر اشترى العقد بعشرين ديناراً ومائتا درهم هجرية وبردة يمانية وراحلة واشبعه من الخبز واللحم ثم ان عمار طيب العقد ولفه ببردة يمانية وقال لعبده سهم خذ هذا العقد فادفعه الى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وانت له فاخذ المملوك العقد فقدمه الى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم واخبره بقول عمار فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انطلق الى فاطمة فادفع اليها العقد وانت لها فجاء المملوك الى فاطمة (عليها السلام ) واخبرها بقول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاخذت العقد واعتقت المملوك فضحك المملوك فقالت له ما يضحكك قال اضحكني عظم بركة هذا العقد اشبع جائعاً وكسى عرياناً واغنى فقيراً واعتق مملوكاً ورجع الى ربه.
|
|
|
|
|