بسم الله الرحمن الرحيم
*******************
الأخ الأستاذ الباحث الطائي
يسرني تفعيلك هذا الموضوع بما يستحق النقاش النافع
ما زلت متوقفا عند طريقتك في قراءة مقام اليماني في المروي عن الأئمة عليهم السلام و لي على قراءتك ملاحظات أهمها :
1ـ أنك فيما يبدو تستكثر على اليماني بشخصيته الإنسانية أن يكون له هذا الشأن إلا أن يكون معصوما أو نبياً أو بمستوى الخضر .
مع التأكيد على أن الدور الذي يقوم به اليماني في غاية الأهمية و هو الجهاد العظيم لملء الأرض قسطاً و عدلاً ،مما يستدعي أن يكون في قمة العدالة و الفضيلة يبذل فيه كل وجوده ليكون فعلاً أهدى الرايات و أزكاها فهو مجاهد فوق العادة دون أن يصل مستوى العصمة .
2ـ عبارة من (و لا يحق لمسلم أن يلتوي عليه ) وأن من يفعل ذلك فهو من أهل النار ـ و أراك متمسكا بالعبارة ـ فهذه يكفي في تحققها أن يكون اليماني حامل راية صاحب الزمان و يكون الممهد المباشر له و الوكيل الخاص
ليصبح الالتواء عليه التواء على المعصوم فهو أشبه بحال مسلم ابن عقيل سفير الحسين (ع) على أن وظيفة اليماني ميدانياً أشد و أوسع ، لا أقول هو أفضل من مسلم و لكنه يستحق بعمله المقام الرفيع ولو لمجرد أنه جندي قيادي لإمام العصر (ع) .
3ـ كأنك ـ يا أستاذ ـ تفترض أن من يحصل على هذه التزكية العالية لابد أن يكون معصوماً و هذا ليس بالضرورة من ناحيتين ،
أولاً : ليس بين الألفاظ المروية ما يظهر منه العصمة و إنما هي زكية امتياز فوق العادة لائقة بأهمية الدور الجهادي .
ثانياً : هذا الافتراض يفوت الفرص على التكامل المعنوي عند المؤمن العادي وكأن جهاده في سبيل الله لا يوصله إلى مرتبة كهذه فلماذا نستكثر ذلك على أهل الاستقامة و الصلاح ؟ فالاستقامة خير من الكرامة .
4ـ بناء على ما تقدم لا ينبغي أن ندفع بكل الفضائل الذاتية إلى جانب غيبي أو نحو العصمة مادام تحقق ذلك ممكنا بل هو واقع في الخارج خصوصاً إذا كان يوافق ظاهر النص .
5ـ تساؤل حضرتك لِم لم ترد هذه التزكية الرفيعة في مثل الخراساني ؟ جوابه بما تعلم من الثابت بالوجدان أن الإيمان درجات وأن فوق صاحب الهدى من هو أهدى فالصحابة لم يكونوا بمرتبة واحدة و كذا أصحاب الأئمة و أنصارهم ، فنعلم أن اليماني أرقى رتبة من الخراساني .
6ـ أتفق معك أن اليماني فيما يظهر ليس كبقية المجتهدين و لكن أختلف معك بأن ذلك التسديد و كونه على طريق مستقيم ليس من باب العصمة و إنما هو من باب أخذه التعاليم من المهدي المعصوم واتصاله المباشر به فهو غير مضطر للاجتهاد المتعارف لأنه مشرف على نهاية الغيبة الكبرى .
7 ـ قلت حفظك الله ويحتاج من الداعي ( اليماني ) ان يكون اهلا لهذا المقام الذييدعوا له ، والذي هو متمثل بشخصية هي نعتبرها في فهمنا الامامي هي السادسة مرتبتابعد الخمسة اصحاب الكساء ، وهي التي يكون فيها النبي المرسل واحد اولي العزم عيسى عفي خدمتها لانجاز الرسالة السماوية والوعد الموعود)
أقول : عبارتك غير واضحة لأن اليماني ليس في مرتبة سادسة بعد أصحاب الكساء و لا يقوم النبي عيسى بخدمة هذه الشخصية و إنما ذلك مقام المهدي (ع) و الذي ينزل عيسى المسيح عند ظهوره . فالمأمول توضيح العبارة إن كنت لا تقصد ذلك .
8ـ لا أنفي بالجزم احتمالك أن هذه الصفات قد تكون لمثل الخضر . لكن لا أجد على ذلك أي شاهد ، خصوصاً و أن المؤمن يسدد من الله و يسدد من إمامه مهديه المباشر .
9 ـ النتيجة : اليماني أيها العزيز شخصية ميدانية من طراز رفيع لا يشترط فيه العصمة و لا هو مجتهد لأنه تحت إشراف إمامه و لأنه يجاهد لقضية مصيرية عادلة ،و ألفت النظر إلى أننا لا يظهر لنا من شخصية الخضر دور حربي لا سابق و لا لاحق .
10ـ أشعر أن في تأويل شخصية اليماني الخضر منهج انسداد باب الجهاد بما يشبه سد باب الاجتهاد وهو انسداد بوجه المؤمن العادي وكأنه غير مؤهل للتسديد الإلهي و لا أن يكون من قادة النهضة المهدوية .
.. تحية لجنابك و التقدير لجهدك و السلام عليكم .