بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجورنا واجوركم بشهادة الامام الحسين عليه السلام, جعلنا الله واياكم من الطالبين بثأره مع ولده الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف
بمناسبة شهر محرم الحرام نتقدم الى اعضائنا الكرام بمسابقة الامام الحسين عليه السلام للموضوع الحسيني المميز من ناحية الفكرة المطروحة فيه مع مراعاة اللغة العربية في الكتابة على ان لا يكون موضوعا منشورا من قبل في اي وسيلة نشر وسيحصل الفائز الاول على زيارة الامام الحسين عليه السلام نيابة بالاضافة الى وسام وتصميم توقيع له وثلاثة كتب في الفكر الحسيني.
كانت حزينه على إبنها الذي رحل ولم يكمل السنه ، قالت لي : بحزن عميق فقدته وياليتني مت قبل هذا وكنت نسيآ منسيا
كلما أتذكر ذلك اليوم الأسود الذي مر علي أختنق بعبرتي كنت أنظر اليه وهو على يدي خاله ينظر الي كأنه يودعني
وخاله يقول لي :سأصطحب معي عبد الفتاح في سيارتي ياأختي لنأخذ جوله فيها معآ ، قلت له :لابأس وإنتبه له ياأخي ، قال لي : إن شاء الله لاتخافي ، تأخر أخي وشعرت بأنني مقبله على مالايطاق تحمله ، هاتفني أخي بصوت يعلوه الإرتباك وهو يقول: أختي ذهبت للبنك ولم يكن في علمي أنني سأتخر فيه بسبب الإزدحام وتركت عبد الفتاح في السياره وعدت ووجدته ... قلت له : كيف وجدته أكمل ؟ قال :البقاء لله وإنا لله وإنا اليه راجعون ، عند سماعي للخبر المفجع إنهرت طفلي فقدته
ولم أشبع منه آه آه ، قلت لها : هناك طفل رضيع للإمام الحسين عليه السلام ولد ساعة ظهر العاشر من المحرم من زوجته أمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيميّة أرملة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام إستمعي لمقتله :
ثمّ تقدّموا رجلاً رجلاً حتّى بقي وحده، ما معه أحد من أهله ولا ولده ولا أقاربه, فإنّه لواقف على فرسه إذ أُتي بمولود قد ولد له في تلك الساعة فأذّن في أذنه وجعل يحنّكه, إذ أتاه سهم فوقع في حلق الصبيّ فذبحه فنزع الحسين عليه السلام السهم من حلقه وجعل يلطّخه بدمه, ويقول: "والله لأنت أكرم على الله من الناقة، ولمحمّد أكرم على الله من صالح", ثمّ أتى فوضعه مع ولده وبني أخيه (1)
قالت لي : آه آه فعلآ لقد ولد وإنتهى من ساعته تحول من صفحة المواليد الى صفحة الوفيات آه آه جزاكِ الله كل الخير
على نقلكِ لي هذه الفاجعه التي جعلتني أتماسك وأسلم أمري الى الله فلايوم كيوم الحسين عليه السلام آه آه آه
اللهم صلّ على محمد وآل محمد
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
وَحْدَهُ الحُسَيَنْ
==========
بقلمي ..
وحده الحسين كان الانسان الحيّ ؛ الذي إفتتح ملحمة الدم ، من عمق الظلام ، ومن رُكام الذُلّ ، أشرقت ( لا ) الحسين ، وكان صوته وحيدا في لحظة الجهاد ، ليُصحح المسار الى الله ، بعد أن صمت الجميع أمام فوضى الجاهلية الجديدة التي أماتها الإسلام بسيف عليّ في بدر وحنين .
فما أشبه إسمك بالحزن ، حتى حروفك لو تأملناها ، فبين الحسين والحزن ، دمعة الولاء ، يختلط الحزن والدمع ، وتتشح الروح بالسواد ، لترسم لوحة الفاجعة المتجددة الخالدة ، فتنسنا كل آلامنا وتتجه الجوارح بكلّها صوب كربلاء ، لتقدم الدم والدمع قربانا لذكرى الطف ، للحسين الذي سقى بدمه أرض كربلاء ، فخضعت كل الارض بطولها وعرضها راكعة له ، فصار شعار الدنيا ، كل أرض كربلاء ، وكل يوم عاشوراء.
وما بين الارض والسماء ترتفع الأكف خاشعة في محرابه وتحت قبته تطلب العفو من بارئها ، حُزنٌ أبكى السماء ، وأشجى الارض ، وأقرح القلوب ، لذلك الدمُ الحسيني المراق على صعيد الكرامة .
والى الفرات وخطيئته ، قطرات الماء كانت قطب الحدث في عاشوراء ، حتى ظل الدهر يعاتبه الى الحشر ، كيف لم ينتفض ويسير بنفسه للحسين ، حين نادى بعطشه ، أيُّ ذنب يا فرات إرتكبتْ ..! ولم تجري عليهم كطوفان نوح ، ولِمَ صَبَرْت ولجُمِتَ ؟ ذلك ذنبُ عظيم...!
فيا ترى مَنْ أدرك تلك الحمرة الممتدة من القبة المقدسة الى الفضاء ، حتى احالتها كبقعة دم ، وتلك الراية التي تصرخ يا لثارات الحسين ، لازالت بعنفوان الشهادة تترنم ، فبين السماء والحسين ، رابطة العشق المقدس ، أعطى الحسين دمه للسماء، فاعطته السماء سرّ المسار الى الجنان ، ذلك الدم الزاكي الذي أطلق الاسلام من أسره من براثن النفاق والجاهلية ، فظل طريا حيّا الى اليوم.
ويا حسين وكلّ شيء فيك عجب ، ولا عجب ، جسد ينتقل الى العالم الآخر ، فتحيا به أمة كاملة ، بدنٌ يُقتل مرة ، فيولد ألف مرة أو يزيدون ، ويصرع وحيدا بلا ناصر ، والملايين يلبون ندائه ، ويقضي ظمآنا ، فيرتله كل لسان يذوق الماء ، ويرحل غريبا ، فيصبح قبلة للعاشقين ، ويغيب بجسده الشريف ، فيصبح شعلة الثائرين ، كل هذا ولا عجب ، فالحسين اكرم واجلّ من هذا كله ، وله مع النبض حضوره البهيٌّ.
وكربلاء ، أرض الطف ، أرض كربٍ وبلاء ، عبق الزمان ، وملح الحياة ، ستظل شمسك مشرقة - كالراية الحمراء - بعنفوان الشهادة والدم الزاكي المراق .