بسم الله الرحمن الرحيم
يحاول البعض تحجيم قضية الامام المهدي عج باخراجها عن مصاف عقائد المسلمين وحصرها بكونها بشارة نبوية فالامام المهدي بزعم هؤلاء ليس من اصول الدين ولا من فروعه ولا شيئ ذي بال انما هو مجرد بشارة احتوتها الاحاديث الشريفة حول اخر الزمان يعني لا تعدو كونها من جملة قضايا الملاحم والفتن وبهذه الطريقة جعلوا طريقة الامام المهدي غير مهمة يعني لو طرحتها على احدهم لقال غير مهم لانه ليس بعقيدة وهذا كلام باطل اذ ان المسلمون كافة اجمعوا على ان الامام المهدي عج هو عقيدة من عقائد المسلمين والمخالف لذلك شاذ.
مثلا نقرأ في كتاب العقيدة السفارانية للسفاريني محمد بن احمد وهو من كبار علماء العامة كتب كتاب اسمه الدر المضي في عقائد الفرقة المرضية ويقصد بها اهل السنة والجماعة وفي هذا الكتاب جاء بقضية الامام المهدي وعدها من عقائد المسلمين وهذا كتاب عقائدي تضمن قضية الامام المهدي عج.
ايضا الشيخ عبد المحسن العباد وهو دكتور في احدى جامعات السعودية كتب كتاب اسماه عقيدة اهل السنة والاثر في المهدي المنتظر دققوا اسماها عقيدة والشيخ بن باز مفتي المملكة في وقته مدح الكاتب والكتاب.
فهذا انسان من المتقدمين واخر من المتأخرين قد نصوا ان قضية الامام المهدي عج هي عقيدة وهنا يأتي سؤال اذا كانت عقيدة هل هي من اصول الدين او تفاصيل العقائد وهل الايمان بها واجب او لا؟؟
يجيبنا على هذا الشيخ الدكتور صالح الفوزان وهو عضو في هيئة كبار العلماء في كتابه الارشاد الى صحيح الاعتقاد وهو كتاب عقائدي يدرس في بعض الجامعات في المملكة ذكر في اواخر الكتاب علامات الساعة التي يجب على الانسان ان يؤمن بها ومن جملة هذه العلامات ظهور الامام المهدي عج اذن المهدي من العلامات التي يجب على الانسان ان يؤمن بها وذكر عدة نقولات الى ان يقول: فالايمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند اهل العلم ومدون في عقائد اهل السنة والجماعة.
دققوا في العبارة واجب ومقرر يعني ليست قضية ملاحم وفتن وبشارة بل الامر عقيدة والايمان بها واجب وهذه شهادة ان قضية الامام المهدي عج هي عقيدة وهنا يطرح سؤال اذا خالف الانسان وانكر قضية الامام ما حكمه؟؟ هل يكفر؟؟ هل هو مبتدع؟؟او لا لا شيئ عليه؟؟
يجيبنا على هذا البربهاري محمد بن الحسن كان يلقب بامام اهل السنة والجماعة في عصره وكان رأس الحنابلة في بغداد بل في العراق عنده كتاب اسمه شرح السنة يذكر في هذا الكتاب الامور التي هي من عقائد اهل السنة وهو من المتقدمين يذكر في هذا الكتاب يقول: والايمان بنزول عيسى بن مريم ع ينزل ويقتل الدجال ويتزوج ويصلي خلف القائم من ال محمد ص.
يعني الايمان بعيسى واجب من عقائد اهل السنة والايمان بالمهدي كذلك واللطيف انه عبر بالامام المهدي بالقائم وهذا التعبير من مختصات الشيعة وفي خاتمة الكتاب يقول: ومن جحد حرف مما في هذا الكتاب او شك او وقف فهو صاحب هوى.
يعني على حسب هذا الكلام من ينكر الامام المهدي او يتوقف او يشك بقضية الامام المهدي عج فهو انسان صاحب هوى وليس من اهل السنة والجماعة كما قال البربهاري وهذه قضية من اعظم ما قيل في الامام المهدي.
محمد ناصر الدين الالباني امام المحدثين في عصره صاحب السلسلة الصحيحة وارواء الغليل وغيره في كتابه سلسلة الاحاديث الصحيحة تعرض الى حديث حول الامام المهدي عج وصححه ثم ناقش بعض الكتاب الذين انكروا الامام المهدي في نهاية كلامه يقول: وما مثل هؤلاء المنكرين جميعا عندي الا كما انكر رجل الوهية الله عز وجل بدعوة انه ادعاها بعض الفراعنة فهل من مذكر.
انكار الامام المهدي مساوي لانكار الله عز وجل يعني مساوق للكفر يعني مفهوم كلامه ان من انكر الامام المهدي عج فهو كافر حاله حال فرعون.
لذلك اخوان الاعزاء الشيعة والسنة والموضوع بالنسبة للشيعة محسوم الامام المهدي عج من الائمة الاثني عشر ولا يكون الشيعي شيعي الا اذا أمن بالامام المهدي عج فالسنة والشيعة اجمعوا ان قضية الامام المهدي عج من العقائد التي يجب الاعقتاد بها والمخالف لذلك شاذ.
وصل اللهم على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين