علينا تذكر أن الكثير من المقعدين والمعاقين يقومون بإنجازات وبطولات حقيقية على أرض الواقع وكل يوم، وأمامهم نتوقف في انبهار حقيقي، لأنهم يحققون المستحيل بعينه. لكنهم ليسوا بمفردهم، ولم يعتمدوا على قوتهم الإنسانية الفانية وحدها، بل شحذوا كل إرادتهم وصمودهم متسلحين بإيمانهم بالله واعتمادهم عليه، فكان تحقيق الله لوعده بأن من يتوكل عليه حق اتكاله لن يخذله أبدا.
لذا يجب ألا نستسلم مهما كانت الاحزان ثقيلة والهموم كبيرة، بل يجب أن نواجهها أولا بأول بسلاح التسليم بإرادة الله والابتسام اعتمادا على الله وثقة في أنه لن يضيعنا، ولن يتركنا أبدا بمفردنا في مواجهة المشاكل والآلام والأحزان... هنا سيتحول عبوسنا إلى ابتسامة صافية، وتجف دموعنا، وتتبدد غيوم أحزاننا، ونضع أقدامنا على أول طريق السعادة الحقيقية والبهجة الدائمة، وسيحسدنا الآخرون على هدوء بالنا ووجوهنا الصافية الجميلة.
لكن الحذر كل الحذر من عدم الاستمرار في هذه الحالة، واليأس سريعا من رحمة الله، فإذا اختلت ثقتك في لحظة في أن الله معك وسيهزم أحزانك ويحل مشاكلك مهما كانت، ونفذ صبرك، ستعود الأحزان لتهاجم نفسك بضراوة أشد وأقوى من أي وقت مضى، وتكون النتيجة الطبيعية هي السقوط في بئر من التعاسة والانهيار المعنوي.
منقول ..مع بعض التنقيحات