في مناسبة الثالث عشر من رجب وفي السنة العاشره قبل البعثة النبوية ولادة امير المؤمنين علي عليه السلام
حين جاءت فاطمة بنت اسد تحمل وليدها الذي ولدته في الكعبة وضعته بين يدي ابي طالب .احتار ابو طالب في تسمية الوليد توجه الى بيت الله الحرام حاملا الطفل قائلا الهي حرت في تسمية هذا الغلام اذا بنداء تضج به اركان الكعبة سمه عليا
علي ....اول صرخة نسمعها من شفاه امهاتنا عندما نولد واخر صيحة نطلقها ونحن نلفظ انفاسنا وما بين الصيحتين عمر يطول او يقصر نقطعه هاتفين علي ......علي .....علي
علي ايقونة العشق الالهي تتفجر في قلوب المحبين نورا وهدى وسلاما
وليد الكعبة حيث لم ينل احد من الاولين والاخرين هذا الشرف
انت العلي الذي فوق العلى رفعا
ببطن مكة وسط البيت اذ وضعا
ها انا ايمم وجهي شطرك كان يوما من ايام الحنين لم اخطط لشيء لكني وجدت نفسي في محراب علي كان يوما خاصا وكل مرة اكون قربه ينتابني شعور بان ابي ما زال حيا معافى وانني ليس يتيم تلك الكلمة التي سمعتها من شفاه النساء المعزيات الله ما هذا الشعور الناس هنا بالالاف هل ينتابهم الشعور نفسه بانهم في حضن أب كبير وانه يراهم ويمسح على رؤوسهم فيشعرون بالامان
ذهبت الى الكوفة هذه الحديقة الالهية الخضراء التي شهدت احداثا جساما ومر على ارضها قادة وعظماء وشهداء وطغاة هي شيء من عبق الماضي ادخل مسجد الامام علي هل يعقل انني أدوس الان التراب الذي سجد عليه علي اجدر بنا ان نسير حفاة
اين انت يا والدي كنت تمسك يدي عبر شوارع الكوفة وانت تردد ..الما يزور الكوفة زيارته منصوفة لم افهم ما تعني ترحمت على روح والدي
وانا اجد نفسي وحيد وسط حشد من الزائرين من جنسيسات مختلفة كانوا يدخلون مزارات لم نكتشفها نحن ابناء البلاد كان صياح الباعة يختلط بابواق السيارات بدوي الزائريا نحن الان في ضريح مسلم ابن عقيل سفير الحسين عليه السلام واول شهيد في معركة الطف غريب يقف على باب أمرأة كوفية يطلب الماء ومكان يأوية هو الغريب الذي تفرق عنه الاتباع بعد ان كانوا بالالاف ما ان يلوح لهم السيف الاموي يحارب مسلم وحيدا ويموت شهيدا يسحب في اسواق الكوفة هو ورجل استضافه وابى ان يدل عليه يدعى هانىء بن عروة ويخصه الله بهذه الحديقة الربانية التي تتضوع بعطر التاريخ
الكوفة يكون مسلم ضجيعها يحيطه الشهداء ...غير بعيد عنه قبر صغير لرجل كان يوما واليا على الكوفة وهو المختار اول من اخذ بثأر الحسين عليه السلام فاتكا بالقتله معلقا الرؤوس على جدران الكوفة يتقاذفها الصبية بالحجارة كما تنبأ بذلك سيد الثوار وابو الاحرار ابو عبد الله الحسين عليه السلام
صليت ركعتين عند ضريح المختار وودعته على امل وانا ارى طوابير الزائرين ترمقه بحنان وقدسية
واصلت سيري في دروب الكوفة متبعٌ خطوات الوفود وها نحن الان لدى ميثم الثمار كان ضريحا بغاية الروعة والاصالة مبنى عريق وضخم سألت عنه من هو لاني اريد ان اعرف الكثير عن هذا الرجل المقدس اجابني احدهم بعربية ركيكة هذا ميثم الثمار من اصحاب الامام علي وراح يروي كيف طلب من ميثم أن يتبرأ من علي وكيف قطعت يداه ورجلاه ولسانه يلهج بحب علي اجبته وانا خجلٌ من دموعه اجل اعرف شكرا لك
واصلت سيري تخيلت الامام علي عليه السلام وهو يتجول في اسواق الكوفة وبيده عصا قصيرة ينادي لا تغشوا في الميزان ولا تنفخوا في اللحم ....والله الله في الفقراء بكيت اين انت اليوم يا أبا الحسن ماذا تقول وقد استشرى الفساد والفتك ببني الانسان الشحاذون في ازدياد واموال الاثرياء في ازدياد وكأنها معادلة ثابتة انت ابصرت شحاذا واحدا يقف على باب الكوفة فسألت ما هذا قيل لك انه نصرانيا يا امير المؤمنين فقلت من علمكم ان تفرقوا بين بني الانسان؟ استعملتموه حتى اذا لم يعد قادرا على العمل تركتموه ويل لكم وخصصت له راتبا من بيت المال يكفيه ذل السؤال ليت اتباعك
اليوم يقتدون بك ويعطون ما لله لله وما لقيصر لقيصر لكن من يسمع وقد ماتت الضمائر وصمت الاذان
لا ادري اي الائك اعدد فهي اجل من ان تحصى فقد قال فيك رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لو ان الاشجار اقلام والبحر مداد والجن حساب والانس كتاب ما احصوا فضائل علي ابن ابي طالب
وقال جبران خليل جبران .مات علي شهيد عظمته مات والصلاة بين شفتيه مات وفي قلبه شوق الى ربه. وقال جورج جرداق ماذا عليك يا دنيا لو انجبت في كل زمن عليا بعقله وقلبه وذو فقاره
..........
لو لم يكن علي موجودا
ترى كيف ستكون الحياة
من للتائهين في الظلمات
الى من يلتجىء الحائرون
من يمسح على رؤوس اليتامى
من ينصف المظلومين من الظالمين
سيدي ما زلت اتذكر ذلك اليوم كنت استقل السيارة نحوك في قمة الذبح العشوائي والقتل على الهوية وجدت نفسي مع عشرات الزائرين كان السائق يعلق قربه قطعة خطت بخط جميل تقول كلماتها
حبك صعب تغييره
قبل ان المح كلمة بالاعلى تماما ياعلي نظرت الى السائق كان شابا ذا روح متحدية تساءلت ترى لمن كتب هذا العاشق كلماته كان صوت حمزة الزغير ينطلق والسيارة تترنح بانتظار فاجعة قد تقع وشيكا
علاك رب العرش علاك
غصبا على اعداك
والان وبعد ان هدأت الامور اتسائل هل مازال ذلك العاشق لعلي حيا ام مات شهيد عشقه ولا مبالاته ؟
رزقنا واياكم زيارة الامام وعشق الامام امير المؤمنين عليه السلام