|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 3504
|
الإنتساب : Apr 2007
|
المشاركات : 21
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
قصه في وضح النهار من تأليفي
بتاريخ : 28-07-2007 الساعة : 10:15 PM
ما إن رأيته حتى تسمرت قدماي, جثمت مكاني لم أملك الحراك وكأني بقلبي قد خفق وعادت إليه أيام الحنين , رمقته بنظرات من غلب على أمره وقد طفقت أنشده عن أيام الطفولة وأنا التي كبلتني الذكريات و قيدني طيف الخيالات.
والآن وبعد كم من سنوات الفراق أراني أحس برغبة عارمة بداخلي تكاد تنفجر, إن لم أفعل حتما قدماي سوف تقودانني لأن اغرق هذا الهيكل بقبلاتي ... أحتضنه بين أضلعي , فأشتم أريجه الفواح وأتحسس نبضاته بأناملي .. سأضل طوال الدهر متعطشة لرأيته بل تواقة لسماع حفيف الشجر حوله وهديل الحمام قربه , فالكل يعلم بقصه هذا الغرام ولنكأنها قصة نسجت قبل ألف عام , ولونه الحنطي الذي أنا أسيرته ...
رهينة في قبضته بكل قسماته من أعلاه إلى أدناه من طوله إلى عرضه , لكن ما يمنعني هي الحدود فلو أحد رآني لظن بي الظنون, ولتقول علي الأقاويل فكم هو لذيذ تصيد العثرات, وما أدراك عن طعم القيل والقال و النبش في قبور الذكريات و التنقيب في بئر الماضي القديم.
غير أني لمحت في طويته العتاب وقرأت في محياه الكلام فاستدركته بمقلة دامعة ونبره باكية :
أنا لم أعبك إذ عابوك , تعلم كم صرخت فيهم أن خلوا بيني وبينه فهو الأصلح والأفضل والأنسب لكن القوم برأيي لا يأخذون , بفعلهم أهرقوا حبي و أراقوا فيض وجدي .
فنظر إلي نظرة صافح مسامح كالذي يدعوني إليه وقد كدت أستجيب له لولا أني استيقظت من حلمي الجميل فقلت:
محال.. فلم تعد ملكي لقد بات أهلك غيري . أطبقت على أسناني حين قلت:
تحبهم ويحبونك.. لقد كتب الزمان علينا أن ألا نتلاقى نذوق لوعه الفراق غصة بعد غصة إنه الحب بئس الزاد والخليل.
يا للصوت الخاشع هاقد تعثرت الله اكبر في الفم وحان للشفق الأحمر أن يولد من جديد . آه لقد نسيت نفسي وها هو الطبق الفضي ما زال في يدي لم أعطه لجدتي على أنها في انتظاري...
والآن وبعد أن وليت وجهي تلقاءك لا أجد إلا أن أقول :
وداعا ... وداعا يابيتي القديم الجديد يا بناء أبي وجدي وداعا يا قصر الشوق يا كثبان الذكريات ...يا مثوى الأحبة.
|
|
|
|
|