|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77366
|
الإنتساب : Feb 2013
|
المشاركات : 1,368
|
بمعدل : 0.32 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الحسن المجتبى (ع) واهم مراحل حياته الشريفه
بتاريخ : 23-07-2013 الساعة : 05:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا)
صدق الله العظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبعا من منا من لم يعرف سبط الرسول الامجد
ولكن من باب احيوا امرنا رحم الله من احيا امرنا
ونحن على ابواب ولادته الشريفه نقدم لكم هذا البحث
الذي يزخر بسيرته العطره
هو ثاني أئمّة أهل البيت الطاهر، وأوّل السبطين، وأحد سيّدي شباب اهل الجنّة، وريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأحد الخمسة من أصحاب الكساء، أُمّه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيّدة نساء العالمين
ولادته
ولد في المدينة ليلة النصف من شهررمضان سنة ثلاث أو اثنتتين من الهجرة، وهو أوّل أولاد علي وفاطمه (ع)
وروي عن أنس بن مالك قال: لم يكن احد أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الحسن بن علي _ عليهما السلام حياة الامام الحسنابن الصباغ المالكي : الفصول المهمّة 152)
فلمّا ولد الحسن قالت فاطمة لعلي: سمّه، فقال: «ما كنت لاسبق باسمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»، فجاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فأخرج اليه فقال: «اللّهمّ إني اعيذ بك وولده من الشيطان الرجيم » .. وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى.
ألقابه
اشهر القابه التقي والزكي والسبط
نقش خاتمه :
لااله الا الله الحق المبين
صوره لخاتمه الشريف
في ذكر ابنائه (عليه السلام)
زيد بن الحسن ، وأختاه أم الحسن ، وأم الحسين ، أمهم أم بشير بنت أبي مسعود الخزرجية .
والحسن بن الحسن أمه خولة بنت منظور الفزارية .
وعمر بن الحسن وأخواه : عبد الله ، والقاسم ابنا الحسن قتلا مع الحسين بكربلاء ، أمهم أم ولد .
وعبد الرحمن بن الحسن أمه أم ولد .
والحسين بن الحسن الملقب بالأثرم ، وأخوه طلحة ، وأختهما فاطمة ، أمهم أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي .
وأبو بكر قتل مع الحسين .
وأم عبد الله ، وفاطمة ، وأم سلمة ، ورقية ، لأمهات أولاد شتى .
حلمه (عليه السلام)
- قال الخوارزمي : قال رجل من أهل الشام قدمت المدينة بعد صفين فرأيت رجلا حضرنا فسألت عنه فقيل الحسن بن علي فحسدت عليا أن يكون له ابن مثله فقلت له أنت ابن أبي طالب قال أنا ابنه فقلت له بك وبأبيك فشتمته وشتمت أباه وهو لا يرد شيئا فلما فرغت أقبل علي ، قال : أظنك غريبا ولعل لك حاجة فلو استعنت بنا لأعناك ولو سألتنا لأعطيناك ولو استرشدتنا أرشدناك ولو استحملتنا حملناك . قال الشامي فوليت عنه وما على الأرض أحد أحب إلي منه فما فكرت بعد ذلك فيما صنع وفيما صنعت إلا صاغرت إلي نفسي .
- قال ابن شهر آشوب : ومن حلمه ما روى المبرد ، وابن عائشة أن شاميا رآه راكبا فجعل يلعنه والحسن لا يرد فلما فرغ أقبل الحسن فسلم عليه وضحك فقال : أيها الشيخ أظنك غريبا ، ولعلك شبهت ؛ فلو استعتبتنا أعتبناك ، ولو سألتنا أعطيناك ، ولو استرشدتنا أرشدناك ، ولو استحملتنا أحملناك ، وإن كنت جائعا أشبعناك ، وإن كنت عريانا كسوناك ، وإن كنت محتاجا أغنيناك ، وإن كنت طريدا آويناك ، وإن كان لك حاجة قضيناها لك ، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك ، لأن لنا موضعا رحبا وجاها عريضا ومالا كثيرا .
فلما سمع الرجل كلامه ، بكى ثم قال : أشهد أنك خليفة الله في أرضه ، الله أعلم حيث يجعل رسالته وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إلي والآن أنت أحب خلق الله إلي وحول رحله إليه ، وكان ضيفه إلى أن ارتحل ، وصار معتقدا لمحبتهم .
- قال الإربلي : روى ابن عائشة قال : دخل رجل من أهل الشام المدينة فرأى رجلا راكبا بغلة حسنة ، قال : لم أر أحسن منه ، فمال قلبي إليه فسألت عنه ؟ فقيل لي : أنه الحسن ابن علي بن أبي طالب ، فامتلأ قلبي غيظا وحنقا وحسدا أن يكون لعلي ولد مثله فقمت إليه فقلت أنت ابن علي بن أبي طالب ؟ فقال : أنا ابنه ، فقلت : أنت ابن من ، ومن ومن ؟ وجعلت اشتمه وأنال منه ومن أبيه ، وهو ساكت حتى استحييت منه فلما انقضى كلامي ، ضحك وقال : أحسبك غريبا شاميا ؟ فقلت : أجل ، فقال : فمل معي إن احتجت إلى منزل أنزلناك ، وإلى مال أرفدناك وإلى حاجة عاوناك ، فاستحييت منه وعجبت من كرم أخلاقه فانصرفت وقد صرت أحبه ما لا أحب أحدا غيره .
ادبــــــــــــه (ع)
روى المجلسي : من بعض كتب المناقب المعتبرة بإسناده ، عن نجيح قال رأيت الحسن بن علي يأكل وبين يديه كلب كلما أكل لقمة طرح للكلب مثلها فقلت له : يا بن رسول الله ألا أرجم هذا الكلب عن طعامك قال : دعه إني لأستحيي من الله عزوجل أن يكون ذو روح ينظر في وجهي وأنا آكل ثم لا أطعمه .
قال الخوارزمي : ( وقيل ) كان للحسن بن علي شاة تعجبه فوجدها يوما مكسورة الرجل فقال للغلام : من كسر رجلها قال : أنا قال : لم ؟ قال : لأغمنك قال الحسن : لأفرحنك أنت حر لوجه الله تبارك وتعالى .
اهمية التفكير عنده (ع)
قال الديلمي : قال الحسن بن علي (ع) : المصائب مفاتيح الأجر .
وقال(ع) : تجهل النعم ما أقامت فإذا ولت عرفت .
وقال (ع) : عليكم بالفكر فإنه حياة قلب البصير ، ومفاتيح أبواب الحكمة .
وقال (ع) : أوسع ما يكون الكريم بالمغفرة إذا ضاقت بالمذنب المعذرة .
بيعة الناس له
وخطبته المباركه لهم
قال : فنادى الحسن في الناس فجمعهم في مسجد الكوفة ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ! إن الدنيا دار بلاء وفتنة ، وكل ما فيها نائل إلى زوال واضمحلال ، وقد نبأنا الله عنها لكي نعتبه [ نتنبه ] ، وتقدم إلينا فيها بالوعد [ بالوعيد ] لكي نزدجر ، فلا يكون له [ لنا ] علينا [ عليه ] حجة بعد الإعذار والإنذار ، فازهدوا فيما يفنى ، وارغبوا فيما يبقى ، وخافوا الله في السر والعلانية ؛ ألا ! وقد علمتم أن أمير المؤمنين عليا حيا وميتا ، عاش بقدر ومات بأجل ، وإني أبايعكم على أن تحاربوا من حاربت ، وتسالموا من سالمت .
فقال الناس : سمعنا وأطعنا ، فمرنا بأمرك .
قال : فأقام الحسن بالكوفة بعد وفاة أبيه شهرين كاملين لا ينفذ إلى معاوية أحدا ، ولا ذكر المسير إلى الشام
أجـــــوبـــتــه (ع) لملك الروم ، والشامي
قال علي بن إبراهيم : حدثني الحسين ، عن عبد الله السكيني ، عن أبي سعيد البجلي ، عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله ، عن آبائه قال : لما بلغ أمير المؤمنين أمر معاوية وأنه في مائة ألف قال : من أي القوم ؟ قالوا : من أهل الشام قال : لا تقولوا من أهل الشام ولكن قولوا من أهل الشوم من أهل مصر لعنوا على لسان داود فجعل الله منهم القردة والخنازير .
ثم كتب إلى معاوية لا تقتل الناس بيني وبينك ولكن هلم إلى المبارزة فإن أنا قتلتك فإلى النار أنت وتستريح الناس منك ومن ضلالتك وإن أنت قتلتني فأنا في الجنة وتغمد عنك السيف الذي لا يسعني غمده حتى أرد مكرك وخديعتك وبدعتك وأنا الذي ذكر الله اسمه في التوراة والإنجيل بموازرة رسول الله وأنا أول من بايع رسول الله تحت الشجرة في قوله تعالى : ( لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) .
فلما قرأ معاوية كتابه وعنده جلساؤه قالوا : قد والله أنصفك قال معاوية : والله ما أنصفني والله لأرمينه بمائة ألف سيف من أهل الشام من قبل أن يصل إلي ، والله ما أنا من رجاله ولقد سمعت رسول الله يقول : والله يا علي لو بارزك أهل المشرق والمغرب لقتلتهم أجمعين . فقال رجل من القوم : فما يحملك يا معاوية على قتال من تعلم وتخبر فيه عن رسول الله بما تخبر ما أنت ونحن في قتاله إلا على ضلالة فقال : إنما هذا بلاغ من الله ورسالاته والله ما أستطيع أنا وأصحابي رد ذلك حتى يكون هو ما كائن ( ما كان - خ ) قال : وبلغ ذلك ملك الروم وأخبر أن رجلين قد خرجا يطلبان الملك فسأل من أين خرجا ؟ فقيل له : رجل بالكوفة ورجل بالشام فأمر الملك وزراءه فقال تخللوا هل تصيبون من تجار العرب من يصفهما لي فأتي برجلين من تجار الشام ورجلين من تجار مكة فسألهم من صفتهما فوصفوهما له ثم قال لخزان بيوت خزائنه اخرجوا إلي الأصنام فأخرجوها فنظر إليها فقال الشامي ضال والكوفي هاد .
ثم كتب إلى معاوية أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك وكتب إلى أمير المؤمنين أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك فأسمع منهما ثم أنظر في الإنجيل كتابنا ثم أخبركما من أحق بهذا الأمر وخشي على ملكه فبعث معاوية يزيد ابنه وبعث أمير المؤمنين ، الحسن ابنه فلما دخل يزيد على الملك أخذ بيده فقبلها ثم قبل رأسه ثم دخل عليه الحسن بن علي صلوات الله عليهما فقال : الحمد لله الذي لم يجعلني يهوديا ولا نصرانيا ولا مجوسيا ولا عابد الشمس والقمر ولا الصنم والبقر وجعلني حنيفا مسلما ولم يجعلني من المشركين تبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين . ثم جلس لا يرفع بصره فلما نظر ملك الروم إلى الرجلين أخرجهما ثم فرق بينهما ثم بعث إلى يزيد فأحضره ثم أخرج من خزائنه ثلاثمائة وثلاث عشر صندوقا فيها تماثيل الأنبياء وقد زينت بزينة كل نبي مرسل فأخرج صنما فعرضه على يزيد فلم يعرفه ثم عرضه عليه صنما صنما فلا يعرف منها شيئا ولا يجيب منها بشيء ثم سأله عن أرزاق الخلائق وعن أرواح المؤمنين أين تجتمع وعن أرواح الكفار أين تكون إذا ماتوا فلم يعرف من ذلك شيئا .
ثم دعا الحسن بن علي فقال : إنما بدأت بيزيد بن معاوية كي يعلم أنك تعلم ما لا يعلم ويعلم أبوك ما لا يعلم أبوه فقد وصف لي أبوك وأبوه فنظرت في الإنجيل فرأيت فيه محمدا رسول الله والوزير عليا ونظرت في الأوصياء فرأيت فيها أباك وصي محمد .
فقال له الحسن : سلني عما بدا لك مما تجده في الإنجيل وعما في التوراة وعما في القرآن أخبرك به إن شاء الله تعالى فدعا الملك بالأصنام فأول صنم عرض عليه في صفة القمر فقال الحسن : صفة آدم أبو البشر ، ثم عرض عليه آخر في صفة الشمس فقال الحسن : هذه صفة حواء أم البشر ، ثم عرض عليه آخر في صفة حسنة فقال : هذه صفة شيث بن آدم وكان أول من بعث وبلغ عمره في الدنيا ألف سنة وأربعين عاما ، ثم عرض عليه صنم آخر فقال : هذه صفة نوح صاحب السفينة وكان عمره ألفا وأربعمائة سنة ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، ثم عرض عليه صنم آخر فقال : هذه صفة إبراهيم عريض الصدر طويل الجبهة ، أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة إسرائيل وهو يعقوب ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة إسماعيل ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة موسى بن عمران وكان عمره مائتين وأربعين سنة وكان بينه وبين إبراهيم خمسمائة عام ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة داود صاحب الحرب ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة شعيب ثم زكريا ثم يحيى ثم عيسى بن مريم روح الله وكلمته وكان عمره في الدنيا ثلاثة وثلاثون سنة ثم رفعه الله إلى السماء ويهبط إلى الأرض بدمشق وهو الذي يقتل الدجال ، ثم عرض عليه صنم صنم فيخبر باسم نبي نبي ، ثم عرض عليه الأوصياء والوزراء فكان يخبرهم باسم وصي وصي ووزير وزير ، ثم عرض عليه أصنام بصفة الملوك فقال الحسن : هذه أصنام لم نجد صفتها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن فلعلها من صفة الملوك فقال الملك : أشهد عليكم يا أهل بيت محمد إنكم قد أعطيتم علم الأولين والآخرين وعلم التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وألواح موسى ، ثم عرض عليه صنم يلوح فلما نظر إليه بكى بكاء شديدا فقال له الملك : ما يبكيك فقال : هذه صفة جدي محمد كث اللحية عريض الصدر طويل العنق عريض الجبهة أقنى الأنف أفلج الأسنان حسن الوجه قطط الشعر طيب الريح حسن الكلام فصيح اللسان كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بلغ عمره ثلاث وستين سنة ولم يخلف بعده إلا خاتما مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله وكان يتختم بيمينه وخلف سيفه ذو الفقار وقضيبه وجبة صوف وكساء صوف كان يتسرول به لم يقطعه ولم يخطه حتى لحق بالله .
فقال الملك : إنا نجد في الإنجيل أنه يكون له ما يتصدق على سبطيه فهل كان ذلك فقال له الحسن : قد كان ذلك فقال الملك : فبقى لكم ذلك ؟ فقال : لا ، فقال الملك : لهذه أول فتنة هذه الأمة عليها ثم على ملك نبيكم واختيارهم على ذرية نبيهم منكم القائم بالحق الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر قال : ثم سأل الملك الحسن عن سبعة أشياء خلقها الله لم تركض في رحم فقال الحسن : أول هذا آدم ، ثم حواء ، ثم كبش إبراهيم ثم ناقة صالح ثم إبليس الملعون ثم الحية ثم الغراب التي ذكرها الله في القرآن . ثم سأله عن أرزاق الخلائق فقال الحسن : أرزاق الخلائق في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسط بقدر .
ثم سأله عن أرواح المؤمنين أين يكونون إذا ماتوا ؟ قال : تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة الجمعة وهو عرش الله الأدنى منها يبسط الله الأرض وإليه يطويها ومنها المحشر ومنها استوى ربنا إلى السماء والملائكة . ثم سأله عن أرواح الكفار أين تجتمع قال : تجتمع في وادي حضرموت وراء مدينة اليمن ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعهما بريحين شديدتين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف الميعاد وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين السابعة وفيها الفلق والسجين فتفرق الخلائق من عند الصخرة فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجبت له النار دخلها وذلك قوله : ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) .
فلما أخبر الحسن بصفة ما عرض عليه من الأصنام وتفسير ما سأله التفت الملك إلى يزيد بن معاوية وقال : أشعرت أن ذلك علم لا يعلمه إلا نبي مرسل أو وصي موازر قد أكرمه الله بموازرة نبيه أو عترة نبي مصطفى وغيره المعادي فقد طبع الله على قلبه وآثر دنياه على آخرته أو هواه على دينه وهو من الظالمين .
قال : فسكت يزيد وخمد ، قال : فأحسن الملك جائزة الحسن وأكرمه وقال : له أدع ربك حتى يرزقني دين نبيك فإن حلاوة الملك قد حالت بيني وبين ذلك وأظنه شقاء مرديا وعذابا أليما .
قال : فرجع يزيد إلى معاوية وكتب إليه الملك أنه يقال من آتاه الله العلم بعد نبيكم وحكم بالتوراة وما فيها والإنجيل وما فيه والزبور وما فيه والفرقان وما فيه فالحق والخلافة له . وكتب إلى علي أن الحق والخلافة لك وبيت النبوة فيك وفي ولدك فقاتل من قاتلك يعذبه الله بيدك ثم يخلده الله نار جهنم فإن من قاتلك نجده في الإنجيل أن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وعليه لعنة أهل السماوات والأرضين .
- قال الحراني : بعث معاوية رجلا متنكرا يسأل أمير المؤمنين عن مسائل سأله عنها ملك الروم فلما دخل الكوفة وخاطب أمير المؤمنين أنكره فقرره فاعترف له بالحال فقال أمير المؤمنين : قاتل الله ابن آكلة الأكباد ما أضله وأضل من معه ، قاتله الله لقد أعتق جارية ما أحسن أن يتزوجها ، حكم الله بيني وبين هذه الأمة قطعوا رحمي وصغروا عظيم منزلتي وأضاعوا أيامي .
علي بالحسن والحسين ومحمد ، فدعوا ، فقال : يا أخا أهل الشام هذان ابنا رسول الله وهذا ابني فأسئل أيهم أحببت ، فقال الشامي : أسئل هذا ، يعني الحسن ثم قال : كم بين الحق والباطل ؟ وكم بين السماء والأرض ؟ وكم بين المشرق والمغرب ؟ وعن هذا المحو الذي في القمر وعن قوس قزح ، وعن هذه المجرة ، وعن أول شيء انتضح على وجه الأرض ، وعن أول شيء اهتز عليها وعن العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين والمشركين وعن المؤنث [ الخنثى ] وعن عشرة أشياء بعضها أشد من بعض ؟ فقال الحسن : يا أخا أهل الشام بين الحق والباطل أربع أصابع ؛ ما رأيت بعينيك فهو الحق وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا .
وبين السماء والأرض دعوة المظلوم ومد البصر فمن قال غير هذا فكذبه وبين المشرق والمغرب يوم مطرد للشمس تنظر إلى الشمس حين تطلع وتنظر إليها حين تغرب من قال غير هذا فكذبه . وأما هذه المجرة فهي أشراج السماء مهبط الماء المنهمر على نوح .
وأما قوس قزح : فلا تقل : قزح فإن قزح شيطان ولكنها قوس الله وأمان من الغرق .
وأما المحو الذي في القمر فإن ضوء القمر كان مثل ضوء الشمس فمحاه الله .
وقال في كتابه : ( فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) .
وأما أول شيء انتضح على وجه الأرض فهو وادي دلس .
وأما أول شيء اهتز على وجه الأرض فهي النخلة . وأما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين فهي عين يقال : لها سلمى .
وأما العين التي تأوي إليها أرواح الكافرين فهي عين يقال لها : برهوت .
وأما المؤنث فإنسان لا يدري امرأة هو أو رجل فينتظر به الحلم ، فإن كانت امرأة بانت ثدياها وإن كان رجلا خرجت لحيته وإلا قيل له يبول على الحائط فإن أصاب الحائط بوله فهو رجل وإن نكص كما ينكص بول البعير فهي امرأة .
وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض : فأشد شيء خلق الله الحجر وأشد من الحجر الحديد وأشد من الحديد النار وأشد من النار الماء وأشد من الماء السحاب وأشد من السحاب الريح وأشد من الريح الملك وأشد من الملك ملك الموت وأشد من ملك الموت الموت وأشد من الموت أمر الله . قال الشامي : أشهد أنك ابن رسول الله وأن عليا وصي محمد ثم كتب هذا الجواب ومضى به إلى معاوية وأنفذه معاوية إلى ابن الأصفر فلما أتاه قال : أشهد أن هذا ليس من عند معاوية ولا هو إلا من معدن النبوة .
قال ابن شهر آشوب : كتب ملك الروم إلى معاوية يسأله عن ثلاث ، عن مكان بمقدار وسط السماء وعن أول قطرة دم وقعت على الأرض وعن مكان طلعت فيه الشمس مرة ؟ فلم يعلم ذلك فاستغاث بالحسن بن علي فقال : ظهر الكعبة ودم حواء وأرض البحر حين ضربه موسى .
وعنه في جواب ملك الروم ما لا قبلة له فهي الكعبة وما لا قرابة له فهو الرب تعالى ، وسأل شامي الحسن بن علي فقال : كم بين الحق والباطل ؟ فقال : أربع أصابع فما رأيت بعينك فهو الحق وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا وقال : كم بين الإيمان واليقين ؟ فقال : أربع أصابع الإيمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه قال : وكم بين السماء والأرض ؟ قال دعوة المظلوم ومد البصر قال : كم بين المشرق والمغرب ؟ قال : مسيرة يوم للشمس
|
|
|
|
|