موسوعة التدليس في ترجمة رجال الحديث
مبارك لكم عيد الولاية جعلنا واياكم من الانصار والتابعيين والشيعة الذاكرين
رأينا ان نجمع ماكتبه الاخوة المحاوريين من بحوث في موضوع صغير حول التدليس والكذب في ترجمة رجال الحديث لعلماء السنة لينتفع منه المؤمنين
اولا: السخاوي يحكي ارتحال الشيخ أحمد بن عبد الرحيم الحنفي الى المدينة سنة (908 هـ) ... !!
سنة وفاة السخاوي ( 902 هـ )
قال ابن العماد في شذرات الذهب ج 8 ص 14 تحت أحداث سنة اثنتين وتسعمائة ما نصّه :
"وفيها الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي الأصل القاهري المولد الشافعي المذهب نزيل الحرمين الشريفين ولد في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة وحفظ القرآن العظيم وهو صغير وصلى به في شهر رمضان وحفظ عمدة الأحكام والتنبيه والمنهاج وألفية ابن مالك وألفية العراقي وغالب الشاطبية والنخبة لابن حجر وغير ذلك وكلما حفظ كتابا عرضه على مشايخه وبرع في الفقه والعربية والقراءات والحديث والتاريخ وشارك في الفرائض والحساب والتفسير وأصول الفقه ولاميقات وغيرها وأما مقروآته ومسموعاته فكثيرة جدا لا تكاد تنحصر وأخذ عن جماعة لا يحصون يزيدون على أربعمائة نفس وأذن له غير واحد بالافتاء والتدريس والاملاء وسمع الكثير على شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني ولازمه أشد الملازمة وحمل عنه ما لم يشاركه فيه غيره وأخذ عنه أكثر تصانيفه وقال عنه هو أمثل جماعتي وأذن له وكان يروي صحيح البخاري عن أزيد من مائة وعشرين نفسا ورحل إلى الآفاق وجاب البلاد ودخل حلب ودمشق وبيت المقدس وغيرها واجتمع له من المرويات بالسماع والقراءة ما يفوق الوصف وكان بينه وبين النبي عشرة أنفس وحج بعد وفاة شيخه ابن حجر مع والديه ولقي جماعة من العلماء وأخذ عنهم كالبرهان الزمزي والتقى بن فهد وأبي السعادات بن ظهيرة وخلائق ثم رجع إلى القاهرة ولازم الاشتغال والاشغال والتأليف لم يفتر أبدا ثم حج سنة سبعين وجاور وحدث هناك بأشياء من تصانيفه وغيرها ثم حج في سنة خمس وثمانين وجاور سنة ست وسبع وأقام منهما ثلاثة أشهر بالمدينة النبوية ثم حج سنة اثنتين وتسعين وجاور سنة ثلاث وأربع ثم حج سنة ست وتسعين وجاور إلى أثناء سنة ثمان فتوجه إلى المدينة فأقام بها أشهرا وصام رمضان بها ثم عاد في شوالها إلى مكة وأقام بها مدة ثم رجع إلى المدينة وجاور بها إلى أن مات وحمل الناس من أهلهما والقادمين عليهما عنه الكثير جدا وأخذ عنه من لا يحصى كثرة وألف كتبا إليها النهاية لمزيد علوه وفصاحته من مصنفاته الجواهر والدرر في ترجمة الشيخ ابن حجر وفتح المغيث بشرح ألفية الحديث لا يعلم أجمع منه ولا أكثر تحقيقا لمن تدبره والضوء اللامع لأهل القرن التاسع في ست مجلدات ذكر فيه لنفسه ترجمة على عادة المحدثين والمقاصد الحسنة في الأحاديث الجارية على الألسنة وهو أجمع وأتقن من كتاب السيوطي المسمى بالجواهر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة وفي كل واحد منهما ما ليس في الآخر والقول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيه وعمدة المحتج في حكم الشطرنج والإعلان بالتوبيخ على من ذم علم التوريخ وهو نفيس جدا والتاريخ المحيط على حروف المعجم وتلخيص تاريخ اليمن والأصل الأصيل في تحريم النقل من التوراة والانجيل وتحرير الميزان وعمدة القارىء والسامع في ختم الصحيح الجامع وغنية المحتاج في ختم صحيح مسلم بن الحجاج وغير ذلك وانتهى إليه علم الجرح والتعديل حتى قيل لم يكن بعد الذهبي أحد سلك مسلكه وكان بينه وبين البرهان البقاعي والجلال السيوطي ما بين الأقران حتى قال السيوطي فيه ( قل للسخاوي إن تعروك نائبة * علمي كبحر من الأمواج ملتطم ) ( والحافظ الديمي غيث السحاب فخذ * غرفا من البحر أو رشفا من الديم ) وتوفي بالمدينة المنورة على ساكنها الصلاة والسلام يوم الأحد الثامن والعشرين من شعبان وصلى عليه بعد صلاة صبح يوم الإثنين ووقف بنعشه تجاه الحجرة الشريفة ودفن بالبقيع بجوار مشهد الإمام مالك ولم يخلف بعده مثله وفيها العلامة محمد بن مصطفى بن يوسف بن صالح البرسوي الحنفي الصوفي المشهور بخواجه زاده صاحب كتاب التهافت والده ولي القضاء والتدريس ببعض مدارس بروسا ثم تركها في حياة والده ورغب في طريق التصوف واتصل بخدمة العارف بالله الحادي خليفة ثم ذهب مع بعض ملوك العجم إلى بلاده وتوفي هناك ". انتهــ
السخاوي يحكي ارتحال الشيخ أحمد بن عبد الرحيم الحنفي الى المدينة سنة (908 هـ) ... !!
قال السخاوي في الضوء اللامع ج1 ص 346 الطبعة الاولى لدار الجيل بيروت 1992 م ، ما نصّه :
"أحمد بن عبد الرحيم بن محمود بن أحمد الشهاب بن الزين بن شيخنا البدر العيني الأصل القاهري الحنفي. ولد في حدود سنة خمسين وثمانمائة ونشأ في حياة أبيه عند الأمير خشقدم لكونه ابن ربيبته فرباه واستمر معه حتى تسلطن فأنعم عليه بإمرة عشرة ثم بعدة إقطاعات وسكن قلعة الجبل كعادة بني الملوك وصار يخاطب بسيدي ويكتب له المقام الشهابي سبط المقام شريف ولا زال يرقيه حتى صيره من مقدمي الألوف بالديار المصرية فزادت حرمته وعظمته وصارت الأمور غالباً لا تصدر إلا عنه في الولايات والعزل ونحو ذلك مع لطف وصوت طري بالقراءة ونحوها وتقريب اللطفاء وذوق جيد وعقل رصين وفهم متين ولم يغير مع ارتفاعه طباعه في البشاشة والتواضع والإحسان للواردين عليه بل سار على سيرة أكابر الملوك في الإنعام والمماليك خصوصاً لما سافر مع جدته خوند الكبرى أمير الحاج سنة ثمان وستين فإنه فعل من المعروف والإحسان شيئاً كثيراً وعقد عنده مجلس الحديث في الأشهر الثلاثة فما تخلف كبير أحد عن حضور مجلسه ابتداء ومخطوباً راغباً أو راهباً وصار يعطيهم الصرر عند الختم والخلع وغير ذلك وكنت ممن خطب لذلك وجاءني قاصده مرة أخرى فما انشرح الخاطر لتغيير مألوفي، بل وعمل مدرسة جده تداريس وتصوفاً ونحو ذلك وكان من جملة المقررين هناك الشمني والأقصرائي والحصني والعبادي وخلق وكان ينزل في مجلسه كل أحد منزلته بحيث أن العبادي رام الجلوس فوق الشمني فأخذه بيده وحوله إلى الجهة الأخرى وكذا لما امتنع التقي القلقشندي من تمكين خطيب مكة أبي الفضل النويري من الجلوس فوقه زبره أعظم زبر بحيث فات المجلس وآخر أمره في أيام الظاهر كونه أمير أخور ثم في أيام الظاهر تمربغا ارتقى لأمرة مجلس ولم يلبث أن زال ذلك كله أول استقرار الأشرف وصودر على أموال كثيرة تفوق الوصف وأهين مرة بعد أخرى ثم انصلح أمره مع السلطان بحيث أنه أمده في ختان بنيه ببعض ما أخذ منه وكان مهماً حافلاً وأسعفه بما يرتفق به في عمارة بيت جده المجاور لمدرسته بل عزل الشافعي والمالكي لتوقفهما في ثبوت التزام من بعضهم له في تلك الأيام كما شرحته في الحوادث وكل هذا بحسن نيته وكرم أصله وبنيته ولذا تزايد إقبال السلطان عليه بحيث صار يتكلم معه في كثير من المآرب فتقضي وشرع في سنة إحدى وتسعين في تكملة عمارته تجاه مدرسة جده لتكون سكناً لولده محمد عند اتصاله بابنة الأمير لاشين أمير مجلس كان في بيت هائل بالأزبكية وصار بابه محط رحال المستغيثين من القاطنين والوافدين ثم انجمع عن ذلك بعد تلافيه لما كان قرر مع الملك في شأنه بحيث تكلف شيئاً كثيراً واستمر على وجاهته ثم جاور بمكة واستبدل المدرسة المجاهدية ثم قائمه عظيم وهدم ما تحتها من الدكك في المسجد وبرز في الشارع الأعظم بروزاً فاحشاً، وارتحل إلى المدينة الشريفة سنة ثمان وتسعمائة وتوفي ابن النحاس في ذي الحجة ودفن بقبة سيدنا الحسن والعباس والله يجازيه على أفعاله."انتهـ
صدَر هذا القول من السخاوي بعدَ قبض روحه واستقرار جثته في قبره بست سنوات !!
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية ج14 ص ج 14 ص 260 تحت أحداث سنة ثمان واربعين وسبعمائة ما نصّه :
"وفي ليلة الاثنين ثالث شهر ذي القعدة توفي الشيخ الحافظ الكبير مؤرخ الاسلام وشيخ المحدثين شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عثمان الذهبي بتربة أم الصالح وصلي عليه يوم الاثنين صلاة الظهر في جامع دمشق ودفن بباب الصغير ، وقد ختم به شيوخ الحديث وحفاظه رحمه الله ." انتهـ
ثانياً: الذهبي يُترجم لأشخاص وهو في قبره
1_ الفقيه المقرئ المحدث الرحال محمد بن جابر بن محمد توفي سنة (749 هـ) .
معجم الشيوخ الكبير للذهبي ص 488 ما نصّه :
"محمد بن جابر بن محمد الفقيه المقرئ المحدث الرحال أبو عبد الله الوادي آشي ثم التونسي المالكي مولده في سنة ثلاث وسبعين وست مائة.وسمع من أبيه، وابن الغماز، وابن هارون، والحافظ أبي زيد عبد الرحمن بن محمد، وجماعة، وعني بالحديث والقراءات والآداب.قدم علينا سنة اثنتين وعشرين وسبع مائة، فسمع من ابن الشيرازي، وابن الشحنة، وقرأت عليه كتاب التيسير، ثم رجع إلى تونس وجال في الأندلس، وانتهى إلى طنجة، ولقي الكبار، وتلا عليه طائفة، وخرج الأربعين البلدانية توفي محمد بن جابر في ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبع مائة " انتهـ.
أقول: وقد أثبتَ سنة وفاة الفقيه المقرئ المحدث الرحال الشيخ محمد بن جابر ،الزركلي فيقول في الاعلام ج 6 ص 68 :
"* ( محمد بن جابر ) * ( 673 - 749 ه = 1274 - 1338 م ) محمد بن جابر بن محمد بن قاسم القيسي ، شمس الدين ، أبو عبد الله الوادي آشي : شاعر أندلسي ، رحال ، عالم بالحديث ....الخ" انتهـ
2_ قاضي القضاة الحافظ العلامة البارع علي بن عبدالكافي توفي سنة( 756 هـ ) !
معجم الشيوخ للذهبي ص 372 ما نصّه :
" علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام قاضي القضاة الحافظ العلامة البارع عالم الديار المصرية تقي الدين أبو الحسن القاضي زيد الدين السبكي المصري الشافعي المحدث مولده سنة ثلاث وثمانين وست مائة وسمع من أصحاب ابن باقا ومن الحافظ أبي محمد الدمياطي، ولحق بالإسكندرية يحيى بن الصواف، وبدمشق الموازيني، وابن مشرف.وعني بالرواية أتم عناية.وكان تام العقل متين الديانة مرضي الأخلاق طويل الباع في المناظرة قوي المواد جزل الرأي مليح التصنيف.
أخبرنا علي بن عبد الكافي الحافظ ، بكفر بطنا، بقراءتي أنا يحيى بن أحمد أنا محمد بن حماد .ح وأخبرنا محمد بن الحسين أنا ابن عماد أنا ابن رفاعة أنا الخلعي أنا عبد الرحمن بن عمر ، أنا أبو سعد بن الأعرابي ، نا سعدان ، نا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي الأوبر ، عن أبي هريرة قال : " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حافيا، وناعلا، وقائما، وقاعدا، وينصل عن يمينه، وعن شماله " .هذا حديث غريب، واسم أبي الأوبر زياد الحارث، كوفي سماه يحيى بن معين توفي قاضي القضاة سنة ست وخمسين وسبع مائة بالقاهرة، سامحه الله وعفا عنه في ليلة يسفر صباحها عن يوم الثلاثاء ثالث جمادى الآخرة من السنة بالقاهرة."انتهـ
في ليلة يسفر صباحها عن يوم الثلاثاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
3- الذهبي يُؤرّخ وفاة القاضي ابن جماعة سنة (790هـ ) .!!
يعني بعد قبض روح الذهبي بـ (42 سنة) .. !!
قال الذهبي في كتابه المعجم المختص بالمحدثين ص 56 ما نصّه:
" ( 63 ) إبراهيم بن عبد الرحيم بن جماعة
إبراهيم بن عبد الرحيم ابن شيخنا قاضي القضاة أبي عبد الله ابن جماعة الإمام الفقيه المحدث المفيد برهان الدين الكناني الشافعي
أحد من طلب وعني بتحصيل الأجزاء وقرأ وتميز وهو في ازدياد من الفضائل ولي خطابة بيت المقدس بعد والده وسمع جده ويحيى بن المصري وعلي بن عمر الواني وبدمشق من ابن تمام والمزي وقرأ علي كثيرا
مولده سنة خمس وعشرين وسبعمائة ( 725 ه 1325 م )
وسمع أيضا من المحيي بن فضل الله وأجاز له أبو العباس أحمد الحجار وجماعة
توفي في شعبان سنة تسعين وسبعمائة( 790 ه 1388 م )"انتهـ
أقول: وقال ابن حجر وهو يُثبت انّ وفاة القاضي ابراهيم بن عبدالرحيم في سنة (790 هـ) في كتابه انباء الغمر بأبناء العمر ج1 ص131 :
" ذكر من مات في سنة تسعين وسبعمائة من الأعيان.
إبراهيم بن عبد الرحيم بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الأصل ثم المقدسي قاضي الديار المصرية ثم الديار الشامية، برهان الدين بن جماعة الشافعي أبو إسحاق، كان مولده سنة خمس وعشرين، وسمع الكثير بالقاهرة ودمشق، وأخذ عن جده وطبقته وحضر عند الذهبي ولازمه وأثنى الذهبي على فضلئله وناب في الحكم ثم ولي خطابة القدس ثم خطب إلى قضاء الديار المصرية فوليه مرتين بصرامة وشهامة وقوة نفس وكثرة بذل وعزل نفسه مراراً،.... الخ" انتهـ
ونقل ابن قاضي شهبة قول ابن حجر في طبقات الشافعية ج3 ص139 ما نصّه :
"677 إبراهيم بن عبد الرحيم بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة الكناني قاضي مصر والشام وخطيب الخطباء وشيخ الشيوخ وكبير طائفة الفقهاء وبقية رؤساء الزمان برهان الدين أبو إسحاق بن الخطيب زين الدين أبي محمد بن قاضي مصر والشام بدر الدين ولد بمصر في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وسبعمائة ........ وقال الحافظ شهاب الدين ابن حجر أمتع الله ببقائه عزل نفسه في أثناء ولايته غير مرة ثم يسأل ويعاد وكان محببا إلى الناس وإليه انتهت رئاسة العلماء في زمانه فلم يكن أحد يدانيه في سعة الصدر وكثرة البذل وقيام الحرمة والصدع بالحق وقمع أهل الفساد مع المشاركة الجيدة في العلوم واقتنى من الكتب النفيسة بخطوط مصنفيها وغيرهم ما لم يتهيأ لغيره انتهى وقد وقفت له على مجاميع وفوائد بخطه وجمع تفسيرا في نحو عشر مجلدات وقفت عليه بخطه وفيه غرائب وفوائد توفي سنة الفجأة في شعبان سنة تسعين وسبعمائة ودفن بتربة أقاربه بني الوجيه بالمزة" انتهـ .
وكذلك قال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب ج6 ص 309 ما نصّه :
"سنة تسعين وسبعمائة
فيها أصاب الحجاج في رجوعهم ليلة تاسع المحرم عند ثغر حامد سيل عظيم مات منه عدد كثير أغرق منهم مائة وسبعة وثلاثين نفسا وأما من لم يعرف فكثير جدا وفيها كما قال ابن حجر هبت ريح عظيمة بمصر وتراب شديد إلى أن كاد يعمى المارة في الطرقات وكان ذلك صبيحة المولد الذي يعمله الشيخ إسمعيل بن يوسف الأنبابي فيجتمع فيه من الخلق من لا يحصى عددهم بحيث أنه وجد في صبيحته مائة وخمسين جرة من جرار الخمر فارغات إلى ما كان في تلك الليلة من الفساد من الزنا واللواط والتجاهر بذلك فأمر الشيخ إسمعيل بإبطال المولد بعد ذلك فيما يقال ومات في سلخ شعبان وكان نشأ على طريقة حسنة واشتغل بالعلم وانقطع بزاويته وصار يعمل عنده المولد كما يعلم بطنتدا ويحصل فيه من المفاسد والقبائخ ما لا يعبر عنه انتهى
وفيها توفي برهان الدين أبو إسحق إبرهيم بن الخطيب زين الدين أبي محمد عبد الرحيم بن قاضي مصر والشام بدر الدين محمد بن جماعة الكناني الحموي الأصل المقدسي الشافعي قاضي مصر والشام وخطيب الخطباء وشيخ الشيوخ وكبير طائفة الفقهاء وبقية رؤساء الزمان....الخ "انتهى
4- الذهبي يترجم وفاة شيخه قبل وفاته بعشر سنوات :
تاريخ وفاة أحمد بن مظفر ( 758 هـ ) .
يقول ابن العماد الحنبلي في ( شذرات الذهب ، ج 8 ، ص 318 ) عن أحداث ووفيات سنة ( سنة ثمان وخمسين وسبعمائة ) :
(وفيها أحمد بن مظفّر بن أبي محمد بن مظفّر بن بدر بن الحسن بن مفرّج بن بكّار بن النابلسي، سبط الزّين خالد أبو العبّاس .
كان حافظا، مفيدا، حجّة، ذا صلاح ظاهر، لكنه عن الناس نافر. قاله ابن ناصر الدّين )
ويقول أبو الطيب الفاسي في ( ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد ، ج1 ، ص 402 )
( أحمد بن مظفر بن ابي محمد النابلسي الشيخ شهاب الدين أبو العباس المحدث المشهور سبط الزين خالد النابلسي.
سمع على المجد يوسف بن محمد بن المهتار المجلدة الأولى من صحيح البخاري نسخة السميساطية بفوت والثانية بفوت ايضا.
ومن زينب بنت مكي ثلاثيات مسند أحمد وسمع من الشرف ابن عساكر وعمر بن القواس وغيرهم.
وحدث سمعه منه الحافظ الذهبي.
مات في يوم الاثنين العشرين من ربيع الأول من سنة ثمان وخمسين وسبعمائة ... إلخ )
ويقول ابن حجر في ( الدرر الكامنة ، ج 1 ، ص 376 )
( أَحْمد بن مظفر بن أبي مُحَمَّد بن مظفر بن بدر بن حسن بن مفرج ابْن بكار النابلسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّيْخ شهَاب الدّين سبط الزين خَالِد ولد سنة 674 أَو 675 وَسمع من عمر بن القواس وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر وست الْأَهْل بنت علوان وَغَيرهم فَأكْثر جدا ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ فِيهِ الْحَافِظ الْمُحَرر أكب على الطّلب زَمَانا وترافقنا مُدَّة وَكتب وَخرج قَالَ وَفِي خلقه زعارة وَفِي طباعه نفور ثمَّ قَالَ وَعَلِيهِ مآخذ وَله محَاسِن وَمَعْرِفَة وَقَالَ فِي المعجم الْكَبِير لَهُ معرفَة وَحفظ على شراسة خلق ثمَّ صلح حَاله وَقَالَ البرزالي مُحدث فَاضل على ذهنه فَضِيلَة وفوائد كَثِيرَة تتَعَلَّق بِهَذَا الْفَنّ ثمَّ ترك وَانْقطع وَقَالَ تفرد بأجزاء وَأَشْيَاء وَلم يتَزَوَّج قطّ وَكَانَ يحب الْخلْوَة والإنجماع وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ من أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن سمع ورحل وحصّل وَكَانَ منجمعاً عَن النَّاس نفوراً مِنْهُم وَكَانَ يَقُول اشْتهى أَن أَمُوت وَأَنا ساجد فرزقه الله ذَلِك وَذَلِكَ أَنه دخل بَيته وأغلق بَابه وفقد ثَلَاثَة أَيَّام فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فوجدوه مَيتا وَهُوَ ساجد وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الأول سنة 758 هـ )
قلت : لاحظ أنه ينقل جزء من النص عن الذهبي من كتابه الملفق وهذا دليل أن النص الذي سوف ننقله هو للذهبي ، أيضاً الذهبي أقر بالكتاب أن النص له .!! وهذا يزيد الإشكال !!
=================
الطامة الكبرى .!!
الذهبي يذكر تاريخ وفاة شيخه بعد وفاته بعشر سنوات .!
يقول الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ، ج 4 ، ص 197 ، الطبعة الأولى - دار الكتب العلمية )
أو
( ج4 ، ص 1503 ، طبعة أخرى لنفس الدار بتحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي )
وذلك بآخر فصل في الكتاب تحت عنوان ( شيوخ صاحب التذكرة )
( وسمعت الكثير مع الشيخ المحدث العالم المفيد شهاب الدين أبي العباس أحمد بن مظفر2 بن النابلسي سبط الحافظ زين الدين خالد، مولده سنة خمس وسبعين ، وسمع من زينب بنت مكي والفخر البعلي وابن بلبان وابن الواسطي والتاج عبد الخالق فمن بعدهم، وأفادني أشياء، وكتبت عنه وشيوخه فوق السبعمائة شيخ، وله حظ من زعارة ونفور من الناس والله يسامحه فعليه مأخذ لذلك لكنه متثبت متقن، مات في دمشق في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وسبعمائة, رحمه الله تعالى )
اما ماهو الدليل على أن ترجمة شيوخ الذهبي ليست من إضافة الناسخ ؟
ج / يعترف الذهبي أنه هو من ألحق ترجمة مشايخه بكتاب تذكرة الحفاظ فقال قبل بدء الفصل بترجمة مشايخه ( قبل بصفحتين من ترجمة شيخه ) :
( وإلى هنا انتهى بنا كتاب التذكرة، ولعل فيمن لم نوردهم غفلة أو نسيانًا من هو في رتبة المذكورين علمًا وحفظًا وقد كنت ألفت معجمًا لي يختص بمن طلب هذا الشأن من شيوخي ورفاقي, فاستوعبت من له أدنى عمل وبينت أحوالهم )
ثم ذكر شيخه بفصل مشايخه الذي جعله لتراجمهم .!!
وجاء التصريح بوفاته في السنة المذكورة بشكل أصرح في كتاب الذهبي الآخر المختص بمحدثيه !!
[معجم محدثي الذهبي ، أو المعجم المختص بالمحدثين ، للذهبي ص: 37]
ابن عساكر يُترجم لأحد علماء الشافعية وهو في قبره !!
أولاً: وفاة ابن عساكر في سنة ( 571 هـ )
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ج 4 ص 1328 رقم 1094 / 16 / 16 :
"ابن عساكر الامام الحافظ الكبير محدث الشام فخر الأئمة ثقة الدين أبو القاسم على ابن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي الشافعي صاحب التصانيف........... [ الى أن يقول الذهبي]قال القاسم : توفى أبى في حادي عشر رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مائة ، ورئى له منامات حسنة ورثى بقصائد وقبره يزار بباب الصغير ." انتهـ
وقال الزركلي في الاعلام ج 4 ص 273 :
"ابن عساكر ( 499 - 571 ه = 1105 - 1176 م ) علي بن الحسن بن هبة الله ، أبو القاسم ، ثقة الدين ابن عساكر الدمشقي : المؤرخ الحافظ الرحالة . كان محدث الديار الشامية ، ورفيق السمعاني ( صاحب الأنساب ) في رحلاته . مولده ووفاته في دمشق . له " تاريخ دمشق الكبير - خ " يعرف بتاريخ ابن عساكر ، اختصره الشيخ عبد القادر بدران ، بحذف الأسانيد والمكررات وسمى المختصر " تهذيب تاريخ ابن عساكر - ط " سبعة أجزاء منه ، ولا تزال بقية التهذيب مخطوطة . وباشر المجمع العلمي العربي بدمشق نشر الأصل فطبع منه المجلد الأول ونصف الثاني . ولابن عساكر كتب أخرى كثيرة ، منها " الاشراف على معرفة الأطراف - خ " في الحديث ، ثلاث مجلدات ، و " تبيين كذب المفتري في ما نسب إلى أبي الحسن الأشعري - ط " و " كشف المغطى في فضل الموطأ - ط " و " تبيين الامتنان في الامر بالاختتان - خ " و " أربعون حديثا من أربعين شيخا من أربعين مدينة " و " تاريخ المزة " و " معجم الصحابة " و " معجم النسوان " و " تهذيب.....الخ " انتهـ
ثانياً: ابن عساكر يُؤرخ وفاة احد العلماء الشافعية في سنة ( 578 هـ) !!
تاريخ مدينة دمشق ج 58 ص 14 ما نصّه :
"مسعود بن محمد بن مسعود أبو المعالي النيسابوري الفقيه الشافعي المعروف بالقطب كان أبوه من طريثيث وكان أديبا يقرأ عليه الأدب ونشأ هو من صباه في طلب العلم وتفقه على جماعة بنيسابور ورحل إلى مرو وتفقه عند شيخنا أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المروذي وسمع الحديث بنيسابور من شيخنا أبي محمد هبة الله بن سهل السيدي وغيره ودرس في المدرسة النظامية بنيسابور مع الشيوخ الكبار نيابة عن ابن بنت الجويني واشتغل بالوعظ وقدم علينا دمشق سنة أربعين وخمسمائة وعقد مجلس التذكير وحصل له قبول وتولى التدريس بالمدرسة المجاهدية ثم تولى التدريس بالزاوية الغربية بعد موت شيخنا أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه وكان حسن النظر مرابطا على التدريس ثم خرج إلى حلب وتولى التدريس بها مدة في المدرستين اللتين بناهما له نور الدين وأسد الدين رحمهما الله ثم خرج من حلب ومضى إلى همذان وتولى بها التدريس وهو بها إلى الآن له قبول ثم رجع إلى دمشق وتولى التدريس بالزاوية الغربية وحدث بها إلى أن مات وقد تفرد برئاسته أصحاب الشافعي وكان حسن الأخلاق كريم العشرة متوددا إلى الناس متواضعا قليل التصنيع مات رحمه الله آخر يوم من شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وصلي عليه صبيحة الجمعة يوم عيد الفطر ودفن في المقبرة التي أنشأها جوار مقبرة الصوفية غربي دمشق على الشرف القبلي " انتهــــ .
قلت: وكذلك أثبته ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق ج24 ص 256 .
مختصر تاريخ دمشق ج24 ص 256 ما نصّه :
"مسعود بن محمد بن مسعود
أبو المعالي النيسابوري. الفقيه الشافعي المعروف بالقطب كان أبوه من طريثيث، وكان أديباً يقرأ عليه الأدب، ونشأ هو من صباه في طلب العلوم، وتفقه على جماعة بنيسابور، ورحل إلى مرو وتفقه عند شيخنا أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المروذي، وسمع الحديث بنيسابور من شيخنا أبي محمد هبة الله بن سهل السيدي وغيره، ودرس في المدرسة النظامية بنيسابور مع الشيوخ الكبار نيابة عن ابن بنت الجويني، واشتغل بالوعظ، وقدم علينا دمشق سنة أربعين وخمسمئة وعقد مجلس التذكير، وحصل له قبول، وتولى التدريس بالمدرسة المجاهدية، ثم تولى التدريس بالواوية الغربية بعد موت شيخنا أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه، وكان حسن النظر، مرابطاً على التدريس، ثم خرج إلى حلب، وتولى التدريس بها مدة في المدرستين اللتين بناهما له نور الدين وأسد الدين رحمهما الله، ثم خرج من حلب ومضى إلى همذان، وتولى بها التدريس، وهو بها ألى الآن له قبول، ثم رجع إلى دمشق وتولى التدريس بالزاوية الغربية، وحدث بها إلى أن مات، وقد تفرد برئاسة أصحاب الشافعي.
وكان حسن الأخلاق، كريم العشرة، متودداً إلى الناس، متواضعاً قليل التصنع.
مات رحمه الله آخر يوم من شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمئة، وصلى عليه صبيحة الجمعة يوم عيد الفطر، ودفن في المقبرة التي أنشأها جوار مقبرة الصوفية غربي دمشق على الشرف القبلي. " انتهــ .
-------------------^^^^^------------------
ابن خلكان المتوفى عام (681هـ ) يذكر أحداث سنة ( 688 - 689 هـ ـ )
تاريخ وفاة ابن خلكان ( 681 هـ )
يقول السيوطي في كتابه ( حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة ، ج 1 ، ص 555 ، ط1 ، الناشر : دار إحياء الكتب العربية - عيسى البابي الحلبي وشركاه - مصر )
( ابن خلكان قاضي شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الإربلي الشافعي. صاحب وفيات الأعيان . ولد سنة ستمائة، وأجاز له المؤيد، الطوسي، وتفقه بابن يونس وابن شداد، ولقي كبار العلماء، وسكن مصر مدة، وناب في القضاء بها، ثم ولي قضاء الشام عشر سنين ثم عزل فأقام بمصر سبع سنين ثم رُدّ إلى قضاء الشام. قال في العبر: كان سريًّا ذكيًّا أخباريًّا عارفًا بأيام الناس. مات في رجب سنة إحدى وثمانين وستمائة )
وكذلك الزركلي في ( الأعلام ) .!
ولكن .!!
يقول ابن خلكان في كتابه ( وفيات الأعيان ، ج5 ، ص 88 ، تحقيق إحسان عباس )
( ولم يزل الأمر كذلك إلى شهور سنة ثمان وثمانين وستمائة، فجرى من الأمر ما اقتضى الحال معه القبض على الأميرين نجم الدين خضر وبدر الدين سلامش المذكورين واعتقالهما بقلعة الجبل المنصورة وأما الملك الصالح بن الملك المنصور المذكور، فإنه كان ولي عهد أبيه، وكان حازماً شديد الرأي. وتوفي في حياة والده في شهر شعبان سنة سبع وثمانين وستمائة، ثم إن والده جعل ولاية العهد إلى ولده الملك الأشرف المذكور، وقلده الملك في شهر شوال سنة سبع وثمانين المذكورة وهو من الملوك المشهورين بعلو الهمة والسعادة والحزم.
وتوفي الملك المنصور قلاون في يوم السبت من شهر ذي القعدة سنة تسع وثمانين وستمائة في دهليزه بمسجد التين. وكان قد خرج على نية الغزاة إلى عكا، فعرض له مرض، فقضى به نحبه وعادت العساكر إلى مستقرها )
---------------------------------------------
ابن سعد يترجم لعدد من الرواة بعد موته
جاء في كتاب ( الكاشف للذهبي ، ج 3 ، ص 30، ط دار الفكر )
محمد بن سعد الكاتب مولى بني هاشم صاحب الطبقات حافظ صدوق سمع هشيما وابن عيينة وعنه الحارث بن أبي أسامة وابن أبي الدنيا مات 230 د : قوله .
والآن يترجم لناس ويذكر تاريخ وفاتهم بعد أن مات !!!
وجاء في كتاب ( طبقات ابن سعد ج7 ، ص354 ، ط دار صادر )
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَيُكْنَى أَبَا زَكَرِيَّا، وَقَدْ كَانَ أَكْثَرَ مِنْ كُتَّابِ الْحَدِيثِ، وَعُرِفَ بِهِ، وَكَانَ لَا يَكَادُ يُحَدِّثُ، وَتُوُفِّيَ بِمَدِينَةِ الرَّسُولِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى الْحَجِّ .