|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.74 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
melika
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 21-10-2007 الساعة : 08:12 AM
فان تعزوه وتعرفوه : تجدوه أبی دون نسائكم ، واخا ابن عمی دون رجالكم ، ولنعم المعزى الیه ( صلى الله علیه وآله ) ، فبلّغ الرسالة ، صادعا [ الصدع هو الاظهار ] بالنِذارة [ الانذار : وهو الاعلام على وجه التخویف ] مائلا عن مدرجة [ هی المذهب والمسلك ] المشركین ، ضاربا ثبجهم [ الثَبَج : وسط الشیء ومعظمه ] آخذا باكظامهم [ الكَظَم : مخرج النفس من الحلق ] داعیا إلى سبیل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، یجف الاصنام [ فی بعض النسخ ( یكسر الاصنام ) وفی بعضها ( یجذ ) أی یكسر ] وینكث الهام ، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر ، حتى تفرى اللیل عن صبحه [ أی انشق حتى ظهر وجه الصباح ] واسفر الحق عن محضه ، ونطق زعیم الدین ، وخرست شقاشق الشیاطین [ الشقاشق : جمع شِقشقة وهی : شیء كالربة یخرجها البعیر من فیه اذا هاج ] وطاح [ أی هلك ] وشظ [ الوشیظ : السفلة والرذل من الناس ] النفاق ، وانحلت عقد الكفر والشقاق ، وفهتم بكلمة الاخلاص [ أی كلمة التوحید ] فی نفر من البیض الخماص [ المراد بهم اهل البیت علیهم السلام ] وكنتم على شفا حفرة من النار ، مذقة الشارب [ أی شربته ] ونُهزة [ أی الفرصة ] الطامع ، وقبسة العجلان [ مثل فی الاستعجال ] وموطئ الاقدام [ مثل مشهور فی المغلوبیة والمذلة ] تشربون الطَرق [ ماء السماء الذی تبول به الابل وتبعر ] وتقتاتون القِدّ [ سیر بقد من جلد غیر مدبوغ ] اذلة خاسئین ، تخافون أن یتخطفكم الناس من حولكم ، فانقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد ( صلى الله علیه وآله ) ، بعد اللتیا والتی ، وبعد أن منی ببهم الرجال [ أی شجعانهم ] وذؤبان العرب ، ومردة اهل الكتاب ، كلما اوقدوا نارا للحرب اطفأها الله ، ان نجم [ أی ظهر ] قرى الشیطان [ أی امته وتابعوه ] او فغرت فاغرة من المشركین [ أی الطائفة منهم ] قذف أخاه فی لهَوَاتها [ اللهوات وهی اللحمة فی اقصى شفة الفم ] فلا ینكفیء [ أی یرجع ] حتى یطأ جناحها باخمصه [ الاخمص مالا یصیب الارض من باطن القدم ] ویخمد لهبها بسیفه ، مكدودا فی ذات الله ، مجتهدا فی أمر الله ، قریبا من رسول الله ، سیدا فی أولیاء الله ، مشمرا ناصحا ، مجدا ، كادحا ، لا تأخذه فی الله لومة لائم ، وانتم فی رفاهیة من العیش ، وادعون [ أی ساكنون ] فاكهون [ أی ناعمون ] آمنون ، تتربصون بنا الدوائر [ أی صروف الزمان أی كنتم تنظرون نزول البلایا علینا ] وتتوكفون الاخبار [ أی تتوقعون اخبار المصائب والفتن النازلة بنا ] وتنكصون عند النزال ، وتفرون من القتال ، فلما اختار الله لنبیه دار أنبیائه ، ومأوى اصفیائه ، ظهر فیكم حسكة النفاق [ فی بعض النسخ ( حسكیة ) وحسكة النفاق عداوته ] وسمل [ أی صار خلقا ] جلباب الدین [ الجلباب الازار ] ونطق الغاوین ، ونبغ خامل [ أی من خفى ذكره وكان ساقطا لانباهة له ] الاقلین ، وهدر [ الهدیر : تردید البعیر صوته فی حنجرته ] فنیق [ الفحل المكرم من الابل الذی لا یركب ولا یهان ] المبطلین ، فخطر [ خطر البعیر بذنبه اذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذیه ] فی عرصاتكم ، واطلع الشیطان رأسه من مغرزه [ أی مایخفى فیه تشبیها له بالقنفذ فانه یطلع رأسه بعد زوال الخوف ] هاتفا بكم [ أی حملكم على الغضب فوجدكم مغضبین لغضبه ] فألفاكم لدعوته مستجیبین ، وللعزة فیه ملاحظین ، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا ، واحشمكم فألفا غضابا فوسمتم [ الوسم اثر الكی ] غیر ابلكم ووردتم [ الورود : حضور الماء للشرب ] غیر مشربكم ، هذا والعهد قریب والكُلم [ أی الجرح ] رُحیب [ أی السعة ] والجرح لما یندمل [ أی لم یصلح بعد ] والرسول لما یقبر ، ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ، ألا فی الفتنة سقطوا ، وان جهنم لمحیطة بالكافرین ، فهیهات منكم ، وكیف بكم ، وانى تؤفكون ، وكتاب الله بین اظهركم ، اموره ظاهرة ، واحكامه زاهرة ، واعلامه باهرة ، وزواجره لایحة ، وأوامره واضحة ، وقد خلفتموه وراء ظهوركم ، أرغبة عنه تریدون ؟ ام بغیره تحكمون ؟ بئس للظالمین بدلا ، ومن یبتغ غیر الاسلام دینا فلن یقبل منه وهو فی الاخرة من الخاسرین .
ثم لم تلبثوا الا ریث أن تسكن نفرتها [ نفرت الدابة جزعت وتباعدت ] ویسلس [ أی یسهل ] قیادها ، ثم اخذتم تورون وقدتها [ أی لهبها ] وتهیجون جمرتها ، وتستجیبون لهتاف الشیطان الغوی ، واطفاء انوار الدین الجلی ، واهمال سنن النبی الصفی ، تشربون حسوا [ الحسو : هو الشرب شیئا فشیئا ] فی ارتغاء [ الارتغاء : هو شرب الرغوة وهی اللبن المشوب بالماء وحسوا فی ارتغاء : مثل یضرب لمن یظهر ویرید غیره ] وتمشون لاهله وولده فی الخَمرة [ الخمر : ماواراك من شجر وغیره ] والضَراء [ أی الشجر الملتف بالوادی ] ویصیر منكم على مثل حز [ أی القطع ] المدى ، ووخز السنان فی الحشاء ، وانتم الان تزعمون : أن لا إرث لنا ، افحكم الجاهلیة تبغون ومن احسن من الله حكما لقوم یوقنون ؟ ! أفلا تعلمون ؟ بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحیة : أنی ابنته .
ایها المسلمون أغلب على ارثی ؟ یابن أبی قحافة أفی كتاب الله ترث أباك ولا ارث أبی ؟ لقد جئت شیئا فریا ! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟ اذ یقول : ( وورث سلیمان داود ) [ النمل : 16 ] وقال فیما اقتص من خبر یحیى بن زكریا اذ قال : ( فهب لی من لدنك ولیا یرثنی ویرث من آل یعقوب ) [ مریم : 6 ] وقال : ( واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض فی كتاب الله ) [ الانفال : 75 ] وقال : ( یوصیكم الله فی اولادكم للذكر مثل حظ الانثیین ) [ النساء : 11 ] وقال : ( إن ترك خیرا الوصیة للوالدین والاقربین بالمعروف حقا على المتقین ) [ البقرة :180 ] وزعمتم : ان لا حظوة [ أی المكانة ] لی ولا ارث من أبی ، ولا رحم بیننا ، افخصكم الله بآیة اخرج أبی منها ؟ ام هل تقولون : أن اهل ملتین لا یتوارثان ؟ أو لست انا وأبی من اهل ملة واحدة ؟ أم انتم أعلم بخصوص القرآن من أبی وابن عمی ؟ فدونكها مخطومة [ من الخِطام وهو : كل مایدخل فی انف البعیر لیقاد به ] مرحولة [ الرَحل : هو للناقة كالسراج للفرس ] تلقاك یوم حشرك ، فنعم الحكم والزعیم محمد ، والموعد القیامة ، وعند الساعة یخسر المبطلون ، ولا ینفعكم اذ تندمون ، ولكل نبأ مستقر ، وسوف تعلمون من یأتیه عذاب یخزیه ویحل علیه عذاب مقیم ) .
ثمّ رمت بطرفها نحو الانصار فقالت : ( یامعشر النقیبة [ أی الفتیة ] واعضاد الملة وحضنة الاسلام ، ماهذه الغَمیزَة [ أی ضعفة فی العمل ] فی حقی والسِنة [ النوم الخفیف ] عن ظلامتی ؟ أما كان رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) أبی یقول : ( المرء یحفظ فی ولده ) ؟ سرعان ما أحدثتم ، وعجلان ذا إهالة [ أی الدسم ] ولكم طاقة بما احاول ، وقوة على ما اطلب وأزاول ، أتقولون مات محمد ( صلى الله علیه وآله ) ؟ فخطب جلیل ، استوسع وهنه [ وهنة الوهن : الخرق ] واستنهر [ أی اتسع ] فتقه وانفتق رتقه ، واظلمت الارض لغیبته ، وكسف الشمس والقمر ، وانتثرت النجوم لمصیبته ، واكدت [ أی قل خیرها ] الآمال ، وخشعت الجبال ، وأضیع الحریم ، وأزیلت الحرمة عند مماته ، فتلك والله النازلة الكبرى ، والمصیبة العظمى ، لا مثلها نازلة ، ولا بائقة [ أی داهیة ] عاجلة ، اعلن بها كتاب الله جل ثناؤه ، فی افنیتكم ، وفی ممساكم ، ومصبحكم ، یهتف فی افنیتكم هنافا ، وصراخا ، وتلاوة ، والحانا ، ولقبله ما حل بأنبیاء الله ورسله ، حكم فصل ، وقضاء حتم : ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ینقلب على عقبیه فلن یضر الله شیئا وسیجزی الله الشاكرین ) [ آل عمران : 144 ] .
( أیّها بنی قیلة [ قبیلتا الانصار : الاوس والخزرج ] أهضم تراث أبی ؟ وانتم بمرئ منی ومسمع ، ومنتدى [ أی المجلس ] ومجمع ، تلبسكم الدعوة ، وتشملكم الخبرة ، وانتم ذوو العد والعدة ، والاداة والقوة ، وعندكم السلاح والجُنة [ ما استترت به من السلاح ] توافیكم الدعوة فلا تجیبون ، وتأتیكم الصرخة فلا تغیثون ، وانتم موصوفون بالكفاح ، معروفون بالخیر والصلاح ، والنخبة التی انتخبت ، والخیرة التی اختیرت لنا اهل البیت ، قاتلتم العرب ، وتحملتم الكد والتعب ، وناطحتم الامم ، وكافحتم البهم ، لا نبرح [ أی لا نزال ] او تبرحون ، نأمركم فتأتمرون ، حتى اذا دارت بنا رحى الاسلام ، ودر حلب الایام ، وخضعت ثغرة الشرك ، وسكنت فورة الافك ، وخمدت نیران الكفر ، وهدأت دعوة الهرج ، واستوسق [ أی اجتمع ] نظام الدین ، فأنى حزتم بعد البیان ؟ واسررتم بعد الاعلان ؟ ونكصتم بعد الاقدام ؟ واشركتم بعد الایمان ؟ بؤسا لقوم نكثوا ایمانهم من بعد عهدهم ، وهموا باخراج الرسول ، وهم بدؤكم اول مرة ، اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنین .
ألا وقد أرى أن قد اخلدتم [ أی ملتم ] إلى الخفض [ أی السعة والخصب واللین ] وابعدتم من هو احق بالبسط والقبض ، وخلوتم بالدعة [ الدعة : الراحة والسكون ] ونجوتم بالضیق من السعة ، فمججتم ماوعیتم ، ودسغتم [ الدسغ : الفیء ] الذی تسوغتم [ تسوغ الشراب شربه بسهولة ] فان تكفروا انتم ومن فی الارض جمیعا ، فان الله لغنی حمید .
ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة منی بالجذلة [ الجذلة : ترك النصر ] التی خامرتكم [ أی خالطتكم ] والغدرة التی استشعرتها قلوبكم ، ولكنها فیضة النفس ، ونفثة الغیظ ، وخور [ أی الضعف ] القناة [ أی الرمح ، والمراد من ضعف القناة هنا ضعف النفس عن الصبر على الشدة ] وبثة الصدر ، وتقدمة الحجة ، فدونكموها فاحتقبوها [ أی احملوها على ظهوركم ودبر البعیر اصابته الدَبَرَة وهی جراحة تحدث من الرحل ] دبرة الظهر ، نقبة [ نقب خف البعیر رق وتثقب ] الخف ، باقیة العار ، موسومة بغضب الجبار ، وشنار الابد ، موصولة بنار الله الموقدة ، التی تطلع على الافئدة ، فبعین الله ما تفعلون ، وسیعلم الذین ظلموا أی مقلب ینقلبون ، وأنا ابنة نذیر لكم بین یدی عذاب شدید ، فاعلموا أنا عاملون ، وانتظر أنا منتظرون ) .
|
|
|
|
|