|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 46262
|
الإنتساب : Dec 2009
|
المشاركات : 1,560
|
بمعدل : 0.29 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) منقول
بتاريخ : 13-02-2010 الساعة : 10:37 AM
1 ـ نسبه الشّريف : هو مُحمّد بن عبد الله بن عبد المُطّلب بن هاشم بن قصيِّ بن كلاب بن مُرّة ، ينتهي نسبُه الشّريف إلى النَّبيّ إبراهيم الخليل (عليه السّلام) . وأُمّه آمنة بنت وهب من النّساء الطاهرات .
وقد كان أجداده طاهري النَّسب من الآباء والاُمّهات ؛ إذ صرّح (صلّى الله عليه وآله) في أحاديث رواها السنَّة والشّيعة بذلك ، فقد جاء عنه (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : (( نُقلتُ منْ الأصلابِ الطَّاهرةِ إلى الأرحامِ الطَّاهرة ، نكاحاً لا سفاحاً ))(1) .
وقال الإمام أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب (عليه السّلام) : (( وأشهدُ أنّ محمّداً عبدُهُ ورسولُهُ وسيِّدُ عباده ، كُلّما نسخَ اللهُ الخلقَ فرقتينِ جعلَهُ في خيرِهمَا ، لَمْ يُسهمْ فيهِ عاهرٌ ، ولا ضربَ فيهِ فاجرٌ ))(2) .
كما ذكر الإمام الصادق (عليه السّلام) ذلك مُفسّراً الآية : ( وَتَقَلُّبَك في السَّاجِدِينَ ) : (( أي : في أصلابِ النَّبيّين ؛ نبيٌّ بعد نبيٍّ حتّى أخرجهُ منْ صُلبِ أبيهِ عَنْ نكاحٍ غيرِ سفاحٍ ، منْ لدُنْ آدم ))(3) .
2 ـ مولده (صلّى الله عليه وآله) : وُلد النَّبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) في عام الفيل (570م)(4) باتّفاق كُتّاب السيرة ، في السّابع عشر من ربيع الأوّل عند الشّيعة الإماميّة ، والثاني عشر عند المشهور من العامّة .
وقد وقعت يوم ولادته أحداثٌ عجيبةٌ ، فقد وُلد مختوناً مقطوع السّرة ، وهو يقول :(( اللهُ أكبرُ ، والحمدُ له كثيراً ، وسُبحانَ الله بكرةً وأصيلاً )). كما تساقطت الأصنام في الكعبة على وجهها ، وخرج نورٌ معه أضاء مساحة واسعة من الجزيرة العربية ، وانكسر إيوان كسرى وسقطت أربعة عشر شرفة منه ، واُخمدت نارُ فارس التي كانت تُعبد(5) إلى غير ذلك .
تُوفِّي والده عبد الله وهو في بطن أُمّه ، وتوفِّيت أُمّه وهو في السادسة من عُمره ، فتكفّله جدّه عبد المُطّلب ، إلاّ أنّه فقده أيضاً في الثامنة من عمره ، فتكفّله عمّه أبو طالب .
3 ـ معاجزُهُ وفضائلُهُ ومناقبُهُ : وهي أكثر من أنْ تُذكر أو يحويها فكرٌ ، ولكنْ لا مانع من ذكر بعضها على نحو الاختصار ، وإلاّ فهي كثيرة ذكرها ابن شهر آشوب : أنّها أربعة آلاف وأربعمئة وأربعين مُعجزة ، ولم يذكرها كلَّها .
ومعجزاته ومناقبه (صلّى الله عليه وآله) على أنواع :
فمِنْ المعاجز والمناقب ما حصل في الأجرام السماويّة ؛ كشقِّ القمرِ ، وردّ الشّمس ، وتضليلِ الغمام ، ونزولِ المطر والأطعمة والفواكه من السّماء .
ومن معجزاته (صلّى الله عليه وآله) ما حصل في الجمادات والنباتات ؛ كسلام الشّجر والمدر عليه ، ومشي الشّجر بأمره ، وتسبيح الحجر بيده ، وانقلاب الجذع سيفاً .
ومن معاجزه (صلّى الله عليه وآله) ما حصل في الحيوانات ؛ مثل تكلّم عجل آل ذريح وحثَّ النّاس على نبوَّته (صلّى الله عليه وآله) ، وتكلّم الرضيعُ والذئبُ والإبلُ والشّاةُ المسمومة معه (صلّى الله عليه وآله) .
ومنه : ما حصل في الموتى وشفاء المرضى ، وهي كثيرة جدّاً ، ومن معجزاته (صلّى الله عليه وآله) ما حصل مع الأعداء ؛ كهلاك المُستهزئين ، وأكل الأسد عُتبة بن أبي لهب ، ودفعه لشرِّ أبي جهل وأبي لهب وأمِّ جميل ، وعامر بن الطفيل ، وأزيد بن قيس ، ومعمر بن يزيد ، ونضر بن الحارث .
ومن المعاجز أيضاً استيلاؤه على الجنِّ والشّياطين ، وإيمان بعض الجنِّ به(6) .
وأمّا فضائله (صلّى الله عليه وآله) ، فكان جواداً كريماً ، شجاعاً صادقاً أميناً حتّى دُعي في ذلك أيّام صباه ، واشتُهر بالصادق الأمين قبل نبوَّته (صلّى الله عليه وآله) ، فكان أعداؤه يعرفونه بالأمانة والصدق ؛ فهذا أبو جهل يقول : إنّا لا نُكذِّبك ، ولكنْ نُكذِّب بما جئتَ به .
كان كثير السّكوت ، وضحكه التَّبسّم ، وإذا جلس إليه أحدٌ لمْ يقمْ حتّى يقوم الذي جلس إليه .
كان واسع الصدر ، فعن أنس قال : إنّ النَّبيّ (صلّى الله عليه وآله) أدركه أعرابيٌّ فأخذ بردائه ، فجذبه جذبةً شديدة حتّى نظرتُ إلى صفحة عُنق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقد أثّرت بها حاشية الرداء من شدّة جذبته ، ثُمَّ قال له : يا مُحمّد ، مر لي من مال الله الذي عندك . فالتفت إليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فضحك ، وأمر له بعطاءٍ .
ومن سموّ أخلاقه وفضائله ، ما رُوي : أنّه جيءَ باليهوديّة التي سمّتْ الشّاة للنَّبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( ما حَملكِ على ما صنعتِ ؟ )) . فقالتْ : قلتُ : إنْ كان نبيّاً لم يضرّه ، وإنْ كان مَلكاً أرحتُ النّاس منه . فعفا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عنها .
ومن هنا وصفه القرآن بأنّه على خُلقٍ عظيم ؛ وذلك قوله تعالى : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )(7) .
فمَن تتبع فضائله ومناقبه ، وسمو أخلاقه ومعاجزه قطع بأنّه المبعوث رحمة للعالمين ؛ لإخراجهم من الظلمات إلى النور .
4 ـ شمائله (صلّى الله عليه وآله) : عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ، ولا الأبيض الأمهق ولا بالأدم ، ولا بالجعد القطط ولا بالسبط ، بعثه الله تعالى على رأس أربعين سنة ؛ فأقام بمكّة عشر سنين ، وبالمدينة عشر سنين ، وتوفّاه الله على رأس ستّين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء .
والمقصود من الأمهق : الشّديد البياض بحيث يكون خالياً عن الحُمرة . والجعد : إذا كان فيه التواءٌ وانقباض . والقطط : الجعودة . والسبط : خلاف الجعد .
وتوفّاه الله وعمره ثلاث وستّين سنة .
وعن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال : (( لم يكنْ النَّبيُّ (صلّى الله عليه وآله) بالطويل ولا بالقصير ، شَثن الكفَّينِ والقَدمينْ ، ضخم الرأسِ ، ضخم الكراديس ، طويل المسربة ، إذا مشى تكفّأ تكفؤاً كأنَّما ينحطّ من صببٍ ، لم أرَ قبله ولا بعده مثله )).
5ـ شهادته (صلّى الله عليه وآله) : قُبض الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ـ على ما ذكره شيخ الطائفة في التهذيب ـ مسموماً ، يوم الاثنين في الثامن والعشرين من شهر صفر سنة عشرة من الهجرة ، وعلى المعروف أنّه في السّنة الحادية عشرة للهجرة ، وهكذا ينقطع الوحي الإلهي بعد وقتٍ ليس بقصير من التردّد بين الحضرة الربوبيّة والساحة الأحمديّة من الربط بين العالمين ؛ العالم العلوي والعالم السفلي .
وأمّا كيفية وفاته (صلّى الله عليه وآله) ووصاياه ، فأنّه (صلّى الله عليه وآله) لمّا تحقّق من دنوِّ أجله ، أخذ يُحذّر المسلمين من الفتنة بعده والخلاف عليه ، ويُؤكّد وصايتهم بالتمسك بالكتاب والسُّنة والوفاق ، ويحثّهم على الاقتداء بعترته (عليهم السّلام) والطاعة لهم ، والنُّصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدِّين ، ويزجرهم عن الخلاف والارتداد ، وكان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الروايات ، أنّه قال : (( أيُّها النَّاسُ ، إنِّي فرطكُمْ(8) وأنتُمْ واردون عليَّ الحوضَ ، ألا وإنّي سائلُكُمْ عَنْ الثّقلين فانظرُوا كيفَ تُخلِّفُونِي فيهما ؛ فإنّ اللطيفَ الخبيرَ نبَّأني أنّهما لنْ يفترقَا حتّى يلقيانِي ، وسألتُ ربِّي ذلك فأعطانيهِ . ألا وإنّي قدْ تركتُهما فيكم : كتابَ اللهِ وعترتي أهلَ بيتِي ، فلا تسبقوهُمْ فتفرَّقوا ، ولا تقصرُوا عنهُمْ فَتُهلكُوا ، ولا تُعلموهُمْ فإنّهم أعلمُ منكُمْ .
أيّها النّاسُ ، لا ألفينكُمْ بعدِي ترجعُون كفّاراً يضربُ بعضُكُمْ رقابَ بعض ، فتلقونِي في كتيبةٍ كمجرِّ السَّيلِ الجرّار ، ألا وإنَّ عليَّ بنَ أبي طالب أخي ووصيّي ؛ يُقاتِل بعدي على تأويل القرآنِ كما قاتلتُ على تنزيلِهِ . . . )). ونفس هذا الكلام الذي كرّره مراراً وفي مواضع وأزمنة مختلفة ، مُنع (صلّى الله عليه وآله) من كتابته ، ووصفوه بأنّه يهجر تارة ، وغلب عليه الوجع تارة أخرى ؛ خوفاً من كتابة الحقِّ واستقامة الاُمّة ، وزعموا أنّ النَّبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) خرج من الدُّنيا وترك الأمر شورى بين المسلمين ولم يوصِ لأحدٍ ، والحال أنّ النَّبيّ (صلّى الله عليه وآله) لم يخرج في معركة أو غزوة أو سفر إلاّ وترك خليفة له ، وهو القائل لأمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب (عليه السّلام) : (( يا علي ، مَن لمْ يُحسنْ وصيَّتَهُ عندَ موتِهِ كان نقصاً في مرؤتِهِ ، ولم يملكْ الشّفاعة )). فكيف وهو الصادق الأمين ، والذي لا ينطق عن الهوى أنْ يترك الاُمّة سُدىً بلا وصيٍّ ولا خليفة ؟!
وروي عن أبي رافع مولى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : لمّا كان اليوم الذي توفِّي فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) غُشي عليه ، فأخذت بقدميهِ اُقبّلهما وأبكي ، فأفاق وأنا أقول : مَن لي ولولدي بعدك يا رسول الله ؟ فرفع رأسه . وقال : (( اللهُ بعدي ، ووصيِّ صالحُ المؤمنين))(9) .
وعن جابر الأنصاري (رحمه الله) أنّه قال : كانت فاطمة (عليها السّلام) عند النَّبيّ (صلّى الله عليه وآله) وهي تقول : (( وا كرباه لكربِك يا أبتاه ! )). فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( لا كرب على أبيكِ بعد اليوم يا فاطمة ، إنّ النَّبيَّ لا يُشقُّ عليه الجيبُ ، ولا يُخمشُ عليه الوجهُ ، ولا يُدعَى عليه بالويل ، ولكنْ قولِي كما قال أبوكِ على إبراهيم : تدمعُ العينان ، وقد يُوجعُ القلبُ ، ولا نقولُ ما يُسخطُ الربَّ ، وإنّا بكَ يا إبراهيمَ محزونون ))(10) .
وقال الشّيخ المفيد (رحمه الله) : ثُمَّ ثقل (صلّى الله عليه وآله) وحضره الموت ، وأمير المؤمنين (عليه السّلام) حاضر عنده ، فلمّا قرب خروجُ نفسه ، قال (صلّى الله عليه وآله) له : (( ضع يا عليّ رأسي في حجرِك فقد جاء أمرُ الله ، فإذا فاضتْ نفسي فتناولها بيدِكَ وامسح بها وجهك ، ثُمَّ وجّهني إلى القبلةِ وتولَّ أمري وصلِّ عليَّ أول النّاس ، ولا تُفارقني حتّى تُواريني في رمسي ، واستعنْ بالله تعالى )).
فأخذ عليّ (عليه السّلام) رأسَهُ فوضعه في حِجره ، فأُغمي عليه ، فأكبَّت فاطمة (عليها السّلام) تنظر في وجهه وتندب وتبكي ، ثُمَّ قُبض (صلّى الله عليه وآله) ويدُ أمير المؤمنين (عليه السّلام) اليمنى تحت حنكهِ ، ففاضت نفسه فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها ، ثُمَّ وجّهه وغمَّضه ومدَّ عليه إزاره ، واشتغل بالنظر في أمره .
وصاحت فاطمة (عليها السّلام) وصاح المسلمون ، وهم يضعون التراب على رؤوسهم ، وقال أبو عبد الله (عليه السّلام) : (( إنّ اللهَ لما قبضَ نبيَّه (صلّى الله عليه وآله) دخل على فاطمة (عليها السّلام) من وفاته من الحُزنِ ما لا يعلمُهُ إلاّ اللهُ عزّ وجل ، فأرسل اللهُ إليها مَلكاً يُسلِّي غمّها ويُحدّثها ، فشكت ذلك إلى أميرِ المؤمنين (عليه السّلام) ، فقال لها : إذا أحسستِ بذلك وسمعتِ الصوتَ قولي لي . فأعلمته ذلك ، وجعل أميرُ المؤمنين (عليه السّلام) يكتب كلَّ ما سمع حتّى أثبتَ من ذلك مُصحفاً )) . قال (عليه السّلام) : (( أما إنّه ليس فيه شيءٌ من الحلال والحرامِ ، ولكنْ فيهِ علمُ ما يكون )) .
وفي رواية اُخرى : إنّه كان جبرئيل (عليه السّلام) يأتيها فيُحسن عزاها على أبيها ويُطيّب نفسها(11) .
ثُمَّ شرع أمير المؤمنين (عليه السّلام) بتغسيل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، واستدعى الفضل بن العبّاس فأمره أنْ يناوله الماء لغسله بعد أنْ عصَّب عينيه ، ثُمَّ شقَّ قميصَهُ من قِبل جيبه حتّى بلغ إلى سرَّته ، وتولّى غسلَهُ وتحنيطَهُ وتكفينَهُ ، والفضلُ يُعطيه الماءَ ويُعينه عليه ( والملائكةُ كانت أعوانه أيضاً فغُسّل في قميصهِ )(12) .
وروي : أنّه (عليه السّلام) لمّا فرغ من تغسيله (صلّى الله عليه وآله) كشف الإزار عن وجهه ، ثُمَّ اكبّ عليه فقبّلَ وجهَهُ ومدّ الإزار عليه .
ثُمَّ تقدّم (عليه السّلام) فصلّى عليه وحده ، لم يُشركه معه أحدٌ في الصَّلاة عليه ، وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمَن يَؤمُّهم في الصَّلاة عليه وأينَ يُدفن ، فخرج إليهم أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وقال لهم : (( إنّ رسولَ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) إمامنا حيّاً وميّتاً ، فيدخل عليه فوجٌ بعد فوجٍ منكُمْ ، فيُصلّون عليه بغير إمامٍ وينصرفون ، وإنَّ اللهَ لمْ يقبضْ نبيَّاً في مكانٍ إلاّ وقدْ ارتضاه لرمسه فيه ، وإنّي لدافنُهُ في حُجرتِهِ التِي قُبض فيها )). فسلّم القوم لذلك ورضوا به(13) .
وروي عن بصائر الدرجات عن أبي عبد الله (عليه السّلام) : (( إنّه لمّا قُبض رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) هبط جبرئيل (عليه السّلام) ومعه الملائكةُ والرُّوحُ الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر . قال : ففتحَ لأمير المؤمنينَ بصره فرآهم في مُنتهى السَّماوات إلى الأرض يُغسِّلون النَّبيَّ (صلّى الله عليه وآله) معه ، ويُصلّون معه عليه ، ويحفرون له . والله ، ما حفر له غيرُهم ، حتّى إذا وُضع في قبره نزلوا مع مَنْ نزلَ فوضعوه ، فتكلّم وفتح لأمير المؤمنين (عليه السّلام) سمعه ، فسمعه (صلّى الله عليه وآله) يُوصيهم به فبكى ، وسمعهم يقولون : لا نألوه جُهداً وإنَّما هو صاحبُنا بعدك إلاّ أنّه ليس يُعاينُنا ببصره بعد مرَّتنا هذه ))(14) .
وهكذا انتقل الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) من هذه الدُّنيا بعد آلام طويلةٍ وصفها بأنّه : (( ما اُوذيَ نبيٌّ بمثلِ ما اُوذيتْ )) .
صلّى اللهُ عليك يا أبا القاسمِ يا حبيبَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاته . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كنز الفوائد / 70 .
(2) نهج البلاغة 1 / 456 .
(3) تفسير مجمع البيان 7 / 323 .
(4) المقنعة / 456 .
(5) بحار الأنوار 15 / 293، ح14 .
(6) انظر : بحار الأنوار ج 17 / 359 ـ 405 وج 18 / 110 ـ 111 ، وغيره .
(7) سورة القلم / آية 4 .
(8) الفرط : السابق قومه .
(9) المناقب لابن شهر آشوب 3 / 47 .
(10) تفسير فرات الكوفي / 220 .
(11) الكافي 1 / 240 و 258 .
(12) الإرشاد 1 / 187 .
(13) الإرشاد / 100 .
(14) بصائر الدرجات / 225 .
|
|
|
|
|