إحراق الباب وإسقاط جنين فاطمة (عليها السلام) وضربها
بتاريخ : 10-03-2014 الساعة : 03:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ثم أمر عمر بجعل الحطب حوالي البيت وانطلق هو بنار(1) وأخذ يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها(2). فنادت فاطمة (عليها السلام) بأعلى صوتها: " يا أبتا يا رسول الله! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ".فلما سمع القوم صوتها وبكاءَها انصرفوا باكين، وبقي عمر ومعه قوم(3)، ودعا بالنار وأضرمها في الباب(4)،
فأخذت النار في خشب الباب(5)، ودخل الدخان البيت(6)، فدخل قنفذ يده يروم فتح الباب(7)..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
. 1تفسير العياشي: 2/308.
.2الملل والنحل: 1/57.
. 3الامامة والسياسة: 1/20 ; المسترشد: 377 ـ 378.
. 4كتاب سليم: 250.
. 5الهداية الكبرى: 407 ; بحار الأنوار: 53/19.
. 6الشافي للسيد المرتضى: 3/241.
. 7الهداية الكبرى: 407 ; بحار الأنوار: 53/19.
فأخذت فاطمة (عليها السلام) بعضادتي الباب تمنعهم من فتحه، وقالت: " ناشدتكم الله وبأبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن تكفّوا عنا وتنصرفوا ".
فأخذ عمر السوط من قنفذ وضرب به عضدها، فالتوى السوط على يديها حتى صار كالدملج(1) الأسود(2).
فضرب عمر الباب برجله فكسره(3)، وفاطمة (عليها السلام) قد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه، فركل الباب برجله(4) وعصرها بين الباب والحائط عصرة شديدة قاسية حتى كادت روحها أن تخرج من شدّة العصرة، ونبت المسمار في صدرها(5) ونبع الدم من صدرها وثدييها(6)، فسقطت لوجهها ـ والنار تسعر(7) ـ، فصرخت صرخة جعلت أعلى المدينة أسفلها، وصاحت: " يا أبتاه! يا رسول الله! هكذا يصنع بحبيبتك وابنتك.. آه يا فضّة! إليك فخذيني فقد والله قتل ما في أحشائي "، ثم استندت إلى الجدار وهي تمخض(8)، وكانت حاملة بالمحسن لستة أشهر فأسقطته(9)، فدخل عمر وصفق على خدّها صفقة من ظاهر الخمار، فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض(10).
____________
. 1الهداية الكُبرى: 178 ـ 179.
. 2المصدر: 407 ; بحار الأنوار: 53/19.
. 3تفسير العياشي: 2/67 ; الاختصاص: 186.
. 4دلائل الامامة: ج 2، عنه بحار الأنوار: 30/294.
. 5مؤتمر علماء بغداد: 63.
. 6الكوكب الدرّي: 194 ـ 195.
. 7الهداية الكبرى: 178 ـ 179.
. 8دلائل الامامة: ج 2، عنه بحار الأنوار: 30/294.
. 9الهداية الكبرى: 407 ; بحار الأنوار: 53/19.
. 10دلائل الإمامة: ج 2، عنه بحار الأنوار: 30/294، وراجع إرشاد القلوب: ج 2، عنه بحار الأنوار: 30/349 ; الهداية الكبرى: 179، 407 ; المحتضر: 44 ـ 45، ويظهر من بعض الروايات أنّ لطم الخدّ كان حين إخراج أمير المؤمنين (عليه السلام) من البيت، راجع الكوكب الدرّي: 195.
فخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) من داخل الدار محمرّ العين حاسراً، حتى ألقى ملاءته عليها وضمّها إلى صدره وصاح بفضّة: " يا فضة! مولاتك! فاقبلي منها ما تقبله النساء فقد جاءها المخاض من الرفسة وردّ الباب، فأسقطت محسناً ".
وقال (عليه السلام): " إنّه لا حق بجدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيشكو اليه ".
وقال لفضة: " واريه بقعر البيت "(1).
ثم وثب علي (عليه السلام) فأخذ بتلابيب عمر ثم هزّه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهمّ بقتله، فذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما أوصاه به من الصبر والطاعة، فقال: " والذي أكرم محمّداً (صلى الله عليه وآله) بالنبوة يا ابن صهاك! لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلمت أنك لا تدخل بيتي ".
فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوّف أن يخرج عليّ (عليه السلام) بسيفه، لما قد عرف من بأسه وشدّته، فقال أبو بكر لقنفذ: ارجع، فإن خرج وإلاّ فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم النار..!
فانطلق قنفذ فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي (عليه السلام) إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه ـ وهم كثيرون ـ، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه(2).
فقال عمر لعلي (عليه السلام): قم فبايع لأبي بكر، فتلكأ واحتبس، فأخذ بيده وقال: قم، فأبى أن يقوم(3)، فألقوا في عنقه حبلاً(4) وفي رواية: جعلوا حمائل سيفه في عنقه(5)، وفي غير واحد من النصوص: أخرجوه ملبباً(6)(7)
____________
. 1الهداية الكبرى: 408.
. 2كتاب سليم: 84.
. 3شرح نهج البلاغة: 2/57 و 6/49.
. 4كتاب سليم: 84 ; رجال الكشي: 1/37 ; الاحتجاج: 83 ; الصراط المستقيم: 3/25.
. 5الكوكب الدرّي: 1/194 ـ 195.
. 6لبّب فلاناً: أخذه بتلبيته وجرّه.
. 7الإيضاح: 367 ; بصائر الدرجات: 275 ; تفسير العياشي: 2/67 ; الشافي: 3/244 ; الاختصاص: 11، 186، 275 ; المسترشد: 381 ; المناقب: 2/248 ; شرح نهج البلاغة: 6/45.
بثيابه يجرّونه إلى المسجد، فصاحت فاطمة (عليها السلام) وناشدتهم الله(1) وحالت بينهم وبين بعلها، وقالت: " والله لا أدعكم تجرّون ابن عمّي ظلماً، ويلكم ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا أهل البيت.. " وبزعمها أنّها تخلّصه من أيديهم(2)، فتركه أكثر القوم لأجلها.
فأمر عمر قنفذاً أن يضربها بسوطه، فضربها بالسوط على ظهرها وجنبيها إلى أن أنهكها وأثر في جسمها الشريف(3).
وفي رواية: ضربها قنفذ على وجهها وأصاب عينها(4).
وفي رواية اخرى: ألجأها قنفذ إلى عضادة بيتها ودفعها فكسر ضلعاً من جنبها فألقت جنيناً من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت من ذلك شهيدة(5).
وفي روايات اُخرى: ضربها على رأسها أو ذراعها أو كتفها، أو عضدها وبقي أثر السوط في عضدها مثل الدملج(6)
____________
. 1شرح نهج البلاغة: 2/50.
. 2الكوكب الدرّي: 194 ـ 195.
. 3علم اليقين: 2/686 ـ 688.
. 4سيرة الأئمّة الاثنى عشر (عليهم السلام): 1/145.
. 5كتاب سليم: 85 ; الاحتجاج: 83. وفي كسر ضلعها أو جَنْبها روايات أُخرى، راجع كتاب سليم: 2/907 (الطبعة الحديثة) ; أمالي الصدوق: 114 (ط بيروت ص 100) ; الفضائل: 9 ; المحتضر: 61، 109 ; مكتوب بخط الشيخ الجبعي، عنه بحار الأنوار: 101/44 ; فرائد السمطين: 2/35 ; إرشاد القلوب: 295 ; مصباح الكفعمي: 553.
. 6كتاب سليم: 134 ; الكشكول للآملي: 83 ـ 84 ; حديقة الشيعة: 30 ; الكوكب الدرّي: 1/194 ـ 195 ; الكبريت الأحمر: 277.
أو لكزها بنعل السيف، وأنّ الضرب الصادر منه كان السبب في إسقاط جنينها(1) أو كان اقوى سبب في ذلك(2).
وفي رواية: ضربها خالد بن الوليد ايضاً بغلاف السيف.
وفي رواية: ضغطها خالد بن الوليد خلف الباب فصاحت.. ولذا أسند بعض الثقات إسقاط الحمل إلى خالد أيضاً(3).
وفي رواية ضربها المغيرة بن شعبة حتى أدماها، أو دفع الباب على بطنها..
ولذا أُسند الإسقاط إليه أيضاً(4).
وفي رواية: التفت عمر إلى من حوله وقال: اضربوا فاطمة..!! فانهالت السياط على حبيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبضعته حتى أدموا جسمها، وبقيت آثار العصرة القاسية والصدمة المريرة تنخر في جسم فاطمة، فأصبحت مريضة عليلة حزينة(5).
وفي عدّة من الروايات: ضرب عمر بالغلاف على جنبها، وبالسوط على ذراعها(6)، واسودّ متنها من أثر الضرب(7) وبقي إلى أن قبضت(8).
قال سلمان: فلقد رأيت أبا بكر ومن حوله يبكون!! ما فيهم إلاّ باك، غير عمر وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة، وعمر يقول: إنّا لسنا من النساء ومن رأيهنّ في شيء(9).
____________
. 1دلائل الإمامة: 45 (الطبعة الحديثة ص 134 ـ 135).
. 2علم اليقين: 2/686 ـ 688.
. 3الكشكول، للآملي: 83 ـ 84 ; حديقة الشيعة: 30.
. 4الاحتجاج: 278 ; جلاء العيون للسيّد شبّر: 1/193.
. 5مؤتمر علماء بغداد: 63.
. 6كتاب سليم: 84، 250 وراجع كامل بهائي: 1/305 ; جنّات الخلود: 19.
. 7جنّة العاصمة: 252 ; الشمس الضحى: 154.
. 8مصائب المعصومين (عليهم السلام): 127 وغيره كما يأتي.
. 9كتاب سليم: 85، وذكر بكاؤهم أيضاً في الإمامة والسياسة: 1/20 ; المسترشد: 377 ـ 378.