(_ في تلك الليلة...))
{لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب}
..................................
ان الذين يتعظون من التاريخ هم فقط أولو الألباب وأصحاب العقول ...ولبانة الروح، وهي تبتغي لها حصنا تعتصم به من المخاوف، ومأمنا تنجو فيه من المزالق، ومألفا تأوي إليه من الذبذبة وتأنس به من الوحشة.................. معرفة التاريخ والاتعاض به هو محراب طاعة الله ..................
......................................
من مذكرات احد رفقاء الشيخ الشهيد الفيلسوف مطهري ...يقول....
................................
إحدى خصوصيات الشهيد مطهري (رضوان الله عليه) اهتمامه الكبير بالتهجد وقيام الليل، وقد كان منذ فترة دراسته إلى آخر عمره المبارك ملتزماً بذلك.
يقول الشيخ المنتظري بهذا الصدد: من خصائص المرحوم التزامه وحبه المفرط للذكر، والدعاء، وقيام الليل، أذكر أنه في أوائل تعارفنا.. كان ملتزماً بصلاة الليل، وكان يحثني عليها، وكنت أتملص من ذلك بحجة أن ماء حوض المدرسة مالح وغير نظيف ومضر لعيني.. إلى أن رأيت ذات ليلة في النوم أني نائم وشخص يوقظني قائلاً: أنا عثمان بن حنيف ممثل أمير المؤمنين علي (ع) يأمرك الإمام أن تنهض وتصلي صلاة الليل، وهذه الرسالة أرسلها (عليه السلام) إليك.. كان مكتوباً في تلك الرسالة التي كان حجمها صغيراً بخط أخضر (هذه براءة لك من النار) وفي عالم النوم جلست متحيراً مفكراً بالفاصل الزمني بين عصر الإمام (ع) وعصرنا، وأثناء جلوسي في النوم متحيراً أيقظني الشهيد مطهري وبيده إناء ماء قائلاً: أحضرت هذا الماء من النهر، قم وصلّ صلاة الليل ولا تبحث عن عذر.
..................................................
يقول حجة الإسلام السيد علي خامنئي رئيس الجمهورية [ولي أمر المسلمين وقائد الثورة الإسلامية الآن.. دام ظله العالي] دام ظله:
.................................................
عندما كان الشهيد مطهري يأتي إلى مشهد كان أحياناً ينزل في بيتنا.. الغرفة التي كان ينام فيها يفصلها عن الغرفة التي كنت أنام فيها باب واحد.. كان ملتزماً دائماً بقراءة القرآن قبل النوم، وقد سمعت صوته أثناء التهجد وصلاة الليل – كان يبكي – طبعاً كثيرون هم الذين يصلون صلاة الليل، أما مصلو صلاة الليل بتلك الحالة من البكاء فهم قلة.. فيما بعد سمعنا من أصدقائه القدامى مثل الشيخ المنتظري وغيره، أنه كان منذ أيام دراسته يصلي صلاة الليل ومن أهل التهجد.
يقول ابن الاستاذ الشهيد مطهري رحمه الله في معرض الحديث عن ليلة استشهاده:
( في تلك الليلة التي سمعنا فيها بنبأ اغتياله، بقينا مستيقظين حتى الصباح، والساعة الثانية والنصف رن جرس الساعة التي كانت توقظه كل ليلة – على العادة- لصلاة الليل.. إلا أنه لم يعد على قيد الحياة.. كان قد صلى صلاة ليله مضمخاً بدمه الطاهر قبل الموعد المقرر في ظلمة الشارع).
يقول أحد الفضلاء والمحققين المعاصرين على ما نقل عنه:
وفي علاقته بإلهه كان عارفاً من أهل الذكر والسلوك والعبادة، لقد قال مراراً: أحب أن أذهب إلى قم وأشتغل بالرياضة، والعبادة، والعرفان – كانت هذه أمنيته .. لم يترك أبداً طيلة عمره قراءة القرآن قبل النوم، صلاة الليل، وهكذا .. وأثر تلألؤات هذه العبادة وقربه الخاص من إمام الأمة، كان يرى الحقائق بعين القلب.