.. كانت عوراتهم مكشوف منذ الأمس البعيد عند ذوي العقول والمدراك .. وها هم اليوم زادوا عنها خُلق الحمقى وقلّة الحياء .. فزادهم بين الأهل غربَة وقحّة حتّى أصبحوا للشرّ عنوانا والعفّة أعداء ... بعدما أعلنوا حربهم المعلنة على أهل الدين والشرف والمروءة .. وأطلقوا العنان للخفافيش الطلقاء من أشباه الرجال المنتسبين لأهل الإعلام والفكر ، والمتسكّعين عند فتات موائد المضيرة وسمسار بلد النيل .. لينالوا بقصباتهم المعوجة من شعاع الثريّا .
... بالأمس طمست هوية المسجد الإبراهيمي .. ودنّست ساحة الإقصى ولم لم نسمع لهم صوت ولا ركزا .
بل إجتمعوا في وكرهم ليهبوا اليهود الأنجاس الأمانة والدعة لأربعة أشهر أخر حتّى يسكبوا مزيدا من أحقادهم على الأرض والعرض .. ولا نائحة ولا منبر ..؟؟؟ ولكن حينما يكون الحديث على أهل الولاء وشيعة الوليّ "ع" .. تخرج الأفاعي من جحورها وتسابق أصحاب الأقلام و العمائمة منهم إلى زرع الإحن والحقد بعد أن جاهروا بالحرب عن المعروف وأهله ، و أعلنوا الولاية لبني صهيون، والبراءة من الأصل والفرع .. ومن آل فلسطين والدّيـــــــــــن .
فصار العزيز الكريم يتّهم في حلمه وهو الكظيم ، و يُصبحُ الزنيم المسترذل في قوله وفعله رجل لا كالرجال .. بل أمّة في رجل .. وقد عجزت مصر عن الإتيان بمثله .
لكنّها نبوءات تتحقق من قول الحبيب المصطفى "ص" ": ... كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا ، والمنكر معروف .... بل تأمرون بالمنكر وتنهون عن المعروف ..:" حقّا لو لم يكن لرسول الله "ص" إلاّ هذه لكفت عند ذوي البصائر آية عن صدق نبوءته "ص" .. نعم رجل مصر والأذناب من بطانة السوء أعلنوا البراء من الأمّة والدّين .. وجدّدوا البيعة لبني صهيون بعد أن أعلنوا الكفرَ من الإنسانيّة وكلّ خلق الكريم .. وها هم أطلقوا لكلابهم المسعورة الزمام لنيل من سيّد العرب والمقاومة ، ومن رجل الأمّة العزيزة التي تأبى الضيم والمهانة ودروب الخيانة .. ولكنّ أنّا لهم ذلك وهم اللُّقّط على المكان والزمان وقد أثقلت كواهلهم حمول الخيانة ، وسامت جباههم المعفّرة بعرق الذّلة مكاوي الخيانة والنذالة .. فلم يعد لهم لدى الأمّة قول مسموع ولا رأي محمود بعد أن باعوا القضيّة والهويّة والوطن والإنسان .. ووالوا شذّاذ الآفاق وتبرؤوا من الشرف والأشراف .. فبعدا لهم وما يدّعـــــــــــــــــون .
أنلعن الزمن .. وأعظم بلد في أمة العرب يُساق بأيدي حفنة الأنذال من أبناءه إلى مصقلة الرذيلة ..؟؟ أنلعن المكان حيث جثى عجوز على صدر أمّنا ولثلاث عقود يسومها خسف الدعارة والمهانة .. حتّى لُعن بجوارهم كلّ خُلُق كريم وفضيلة ساميّة .. وصار من معتقدنا الجبن تعقّل ورفع المهانة تهور ..؟؟ وبيعة جدائل أمّنا بالثمن البخس عند أسوار عاصفة الصحراء .. ولم تعوي الذئاب يومها على الدم الطهر المسفوك والشرف المهتوك .. ولم نسمع من المتخرّسين اليوم همسا ولم نشاهد لهم إماءة ..؟؟ ربّما رأووا ذلك فضيلة ظاهرة ، مادام يصحبها الدرهم الرنّان .. ولكن أن ننصر أهلنا في فلسطين ضدّ الصهاينة واليهود .. ففي ذلك الويل الثبور وعظائم الأمور .. وعندها تخرجوا الجرذان رؤوسها من قمقم الرذيلة ، وتشحذ أنيابها والظوافر ، وبأمر من الحرباء العاهر تعلن الحرب على كلّ أبي ومقاوم وتنتهك المحارم حتّى تُحفظ عزّة الصليب ونجمة داووه .. وبهما أمن الوطن والكرسيّ المتهالك وشيبات لمتصابئ فقد سلطان نفسه .. فباع اليوم والعرض والقضيّة ، ودخلت أمّنا في حالة الموت السريري بعد أن إرتضت والأهل هناك أن يعبث بمقدراتها والتاريخ عصبة من أبنائنا ما بين سفيه وأخرق .. فحقّر الماضي بترك التناهي ، وسفّه الحليم وأزري بالعاقل .. حتّى صار نصف الأحياء يستأنس بحياة المقابر ، ومن يأبى الضيم منهم له في غيابات السجون مآل .. ومع ذلك هناك مآذن وآذان وواعظ ومنابر .. ومابين الأطلس والحجاز أمثال وأشكال وفي كلّ يوم شرف يُهتك ورضيع يُذبح .. ولا تسمع لهم نائحة ولا همهمة ..
وعندما تكلّم نصر الله نطق من بينهم الأبكم ، وأكتسب الفصاحة العي الألكن .. وأعلنوها حرب وجود ورفعوا راية أمنهم من أمن بني صهيون .. والخطر عندهم في أحفاد الحسين "ع"وأنصاره .. ولم يكن يوما في السامري وجنده ..
ثمّ لماذا نلعن الماضي الذي قيس فيه معاوية إبن هند بعليّ "ع" ..ولماذا نلعن الأمس حيث قورن الصدر بصدّام .. ولمَا نلعن اليوم الذي أنجب أقلام وألسنه تمدح العميل من أحفاد الفراعنة وتنتقص من الآشراف النجباء من حفدة الأنبياء ... ؟؟؟
ولكن وقع سمعٌ لم يسمع الواعية ....