الكرم من صفات المؤمن ولايختص بفرد دون اخر ولا هي هبة تعطى لزيد دون عمر ....
انما هي ملكة يتحلى بها المؤمن نتيجة اختياره وحبه لفعل الخير واغاثة الملهوف ومساعدة الاخرين وكبت النفس ومجاهدتها
حينما توسوس وتمنع صاحبها من الاقدام على فعل الخيرات ..
والكرم يشمل جميع صفات البذل والاعطاء ويدخل تحت طياته الانفاق والايثار وحب الخير للناس وقتل الانانية ..
وكون ان ما بالايدي هي من الله تعالى ومصيرها الى الله تعالى ولولاه تعالى لم املك شيئا من حطام الدنيا
وقد حثت الشريعة الغراء على الكرم ... ونادت الآيات الشريفة باعلى صوتها على التخلق باخلاق الكرماء والسير عليها..
وكذلك الحث الشديد من قبل النبي واهل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم )
وبينوا ان الشجاع ليس من نازل الابطال ؟؟؟؟ بل الشجاع هومن كان كريما وتحدى هوى نفسه الامارة
والكرم من كلام امير المؤمنين (ع) هي الشجاعة بعينها وان صاحبها شجاع ....
والكلام عن الكرم ومن هم الكرماء فاساس الكرم هم اهل البيت (عليهم السلام ) بلا منازع ولا حتى منافس
انما الكلام عن الكريم الذي تخلق باخلاق اهل البيت وسار في اروقة نهجهم وكيف تدارك نفسه ولحق بقافلة كرمهم
فتخلق باخلاقهم حتى يذوق حلاوة جهاد نفسة ومصارعة اهوائه ليكون فائزا بلذة الكرم ؟؟؟؟
وهنا نرد هذه الروايه عن الكرماء الموالين لاهل البيت (ع)
وكيف ذكرهمالتاريخ ووقف على ذكرهم باجلال .. وكيف يقف القارئ متحيرا وخجلا من هكذا اخلاق ؟؟؟
هذا من بعض الموالين .. فكيف باخلاق اهل البيت وكرمهم وسخائهم ؟؟؟
***
(((( روي عن الهيثم بن عدي قال... تنازع ثلاثة نفر في الاجواد ؟؟
فقال رجل اسخى الناس في عصرنا (عبدالله بن جعفر )(رض)
وقال الاخر اسخى الناس في عصرنا هو ( عرابة الاوسي ).....
وقال الاخر اسخى الناس واكرمهم في عصرنا هو ( قيس بن سعدبن عبادة ) (رض)
فقال رجل فليمض كل واحد منكم الى صاحبه يساله ثم يرجع حتى ننظر ما يعطيه ثم نحكم على العيان ؟؟؟؟
فقام صاحب (عبدالله بن جعفر) فرآه واضعا رجله في ركاب يريد ضيعة له فقال له الرجل يابن عم رسول الله ..
انا ابن سبيل منقطع ..قال فاخرج رجله من الركاب وقال ضع رجلك واستوى على الناقة وخذ ما في (الحقيقة) وكان فيها خز واربعة الاف دينار...
ومضى صاحب (قيس بن سعد ) ..فوجده نائما فقالت له جاريته ماحاجتك ؟؟
فقال ابن سبيل منقطع ..فقالت له الجارية حاجتك اهون من ايقاظه هذا كيس فيه سبعمائة دينار مافي دار قيس اليوم غيره ..
وأمض الى معاطن الابل بعلامة كذا الى من فيها فخذ راحلة من رواحله وما يصلحها (وعبدا) وامض لشأنك ....وأنشدت تقول
وأذا ما اختبرت ود صديق *** فأختر وده من الغلمان
ومضى صاحب (عرابة الاوسي) فوجده كف بصره وقد خرج من منزله يريد الصلاة ومعه عبدان يقودانه فقال يا عراب
انا ابن سبيل منقطع ؟؟ فصفق (عرابه) بيده اليمنى على اليسرى فقال آه آه والله ماتركت لي الحقوق مالا ؟؟؟
ولكن خذ هذين العبدين ..
فقال الرجل والله ماكنت الذي اقص جناحيك ..
فقال (عرابة ) ان اخذتهما .. والا فانهما حران لوجه الله تعالى فان شئت فحذ وان شئت فاعتق ؟؟
ثم ولى (عرابة) يخبط الحائط فهو اعمى بلامعين ....
فاخذ الرجل العبدين ومضى ..ولما رجعوا ذكروا القصة حكموا (لعرابة) لانه اعطى جهده ))))
الكرم وما ادراك ما الكرم(في تراثنا)
العرض العادي
