بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
هذه بعض أفعال الخليفة الأموي الّذي يعدّه أهل السنّة والجماعة - سنّة عمر بن أبيه - خليفة للإسلام والمسلمين، فلنقرأ بعض ما ورد في سيرته النتنة وماذا قال عنه ابن الجوزي الحنبلي والقاضي عياض اليحصبي وابن حجر العسقلاني.
ترجمة الخليفة الكافر الوليد بن يزيد لعنهما الله تعالى
الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، الخليفة الفاسق، أبو العباس.
ولد سنة تسعين، فلما احتضر أبوه لم يمكنه أن يستخلفه لأنه صبي، فعقد لأخيه هشام، وجعل هذا ولي العهد من بعد هشام، فتسلّم الأمر عند موت هشام في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة، وكان فاسقاً، شريباً للخمر، منتهكاً حرمات الله أراد الحجّ ليشرب فوق ظهر الكعبة، فمقته النّاس لفسقه، وخرجوا عليه فقُتل في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين.
وعنه أنه لما حوصر قال: ألم أزد في أعطياتكم؟ ألم أرفع عنكم المؤن؟ ألم أعط فقراءكم؟ فقالوا: ما ننقم عليك في أنفسنا، لكن ننقم عليك انتهاك ما حرّم الله، وشرب الخمر، ونكاح أمّهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله.
ولما قُتل وقُطع رأسه وجيء به يزيد الناقص نصبه على رمح، فنظر إليه أخوه سليمان بن يزيد، فقال: بُعْداً له أشهد أنّه كان شروباً للخمر، ماجناً فاسقاً ولقد راودني على نفسي.
وقال المعافي الجريري: جمعت شيئا من أخبار الوليد ومن شعره الذي ضمنه ما فجر به من خرقه وسخافته وما صرّح به من الإلحاد في القرآن والكفر بالله(1).
بعض أخباره
- لمّا ولي هشام أكرم الوليد بن يزيد حتّى ظهر من الوليد مجون، وشرب الشراب، حمله على ذلك فيما حدّثني أحمد بن زهير، عن علي بن محمّد عن جويرية بن أسماء، وإسحاق بن أيوب، وعامر بن الأسود وغيرهم عبد الصمد بن عبد الأعلى الشباني أخو عبد الله بن عبد الأعلى، وكان مؤدّب الوليد، واتخذ الوليد ندماء، فأراد هشام أن يقطعهم عنه فولّاه الحجّ سنة تسع وعشرة ومائة، فحمل مع كلاباً في صناديق فسقط منها صندوق - فيما ذكر - علي بن محمّد عمّن سميت من شيوخه عن البعير، وفيه كلب، فأجالوا على الكري السياط فأوجعوه ضرباً، وحمل مع قبّة عملها على قدر الكعبة ليضعها على الكعبة، وحمل معه خمراً وأراد أن ينصب القبّة على الكعبة، ويجلس فيها(2).
- ومن مجونه قوله عند وفاة هشام، وقد أتاه البشير بذلك، وسلّم عليه بالخلافة، فقال:
إنّـي سـمـعـت خـلـيلـي * نـحـو الـرصـافة رَنـه
أقـبلـت أسـحـبُّ ذيـلـي * أقـول: مـا حـالـهـنّـه
إذا بــنــات هــشــام * يــنـدُبـن والـدَهـنـه
يـدعـون ويـلاً وعـولاً * والـويـلُ حـلَّ بـهـنَّــه
أنـا المُـخنَّـثُ حـقّـاً *إن لـم أنـيـكـنـهُـنَّـه(3).
- ذكر محمّد بن يزيد المبرد النحوي أنّ الوليد ألحد في شعر له ذكر فيه النبيّ (ص)، وأن الوحي لم يأته من ربّه، كذَب أخزاه الله، ومن ذلك الشعر:
تـلـعّـب بـاالـخـلافـة هـاشـمـي * بـلا وحـي أتــاه ولا كــتــاب
فـقـل لله يـمـنـعـنـي طـعـامي * وقـل لله يـمـنـعـنـي شـرابـي(4).
- مما اشتهر عنه أنه فتح المصحف فخرج: "وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيد" [إبراهيم:15]، فألقاه ورماه بالسّهام وقال:
تـهـدّدنـي بـجـبّـار عـنيـد * فـهـا أنـا ذاك جـبّـار عـنيـد
إذا [ مـا ] جـئـت ربّـك يـوم حـشـرٍ * فقل [ يـا ] رب مـزّقـنـي الـولـيـد
فلم يلبث بعد ذلك إلّا يسيراً حتّى قتل(5).
- قال القاضي أبو الفرج: أخبار الوليد كثيرة قد جمعها الأخباريون مجموعة ومفردة، وقد جمعت شيئا من سيرته وأخباره، ومن شعره الذي ضمنه ما فجر به من جرأته وسفاهته وحمقه وهزله ومجونه وسخافة دينه، وما صرح به من الالحاد في القرآن العزيز، والكفر بمن أنزله وأُنزل عليه(6).
بعد كلّ هذا الكفر والعهر من هذا الخليفة المخنّث لعنه الله تعالى يقول ابن قيماز الذهبي:
- لم يصح عن الوليد كفر ولا زندقة نعم اشتهر بالخمر والتلوّط فخرجوا عليه لذلك(7).
أقول: لا تعليق !!!
وأخيراً:
نأتي إلى الطّامة الكبرى، فابن حجر بعد أن ذكر تخبّطات ابن الجوزي والقاضي عياض في شرح حديث جابر بن سمرة الذي قال: انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [ وآله ] ومعي أبي فسمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثنى عشر خليفة؛ فقال كلمة صمنيها الناس فقلت لأبي: ما قال؟ قال كلّهم من قريش.
فقال ابن حجر العسقلاني:
"وينتظم من مجموع ما ذكراه أوجه أرجحها الثالث من أوجه القاضي لتأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة كلهم يجتمع عليه الناس وإيضاح ذلك أن المراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته والذي وقع ان الناس اجتمعوا على:
أبي بكر ثمّ عمر ثمّ عثمان ثمّ علي إلى أن وقع أمر الحكمين في صفين فسمي معاوية يومئذ بالخلافة، ثمّ اجتمع النّاس على معاوية عند صلح الحسن، ثمّ اجتمعوا على ولده يزيد.
ولم ينتظم للحسين أمر؛ بل قتل قبل ذلك، ثمّ لمّا مات يزيد وقع الاختلاف إلى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير، ثمّ اجتمعوا على أولاده الأربعة الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبد العزيز، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين والثاني عشر هو الوليد بن يزيد"(8).
فهل عرف أهل سنّة عمر بن الحطّاب خليفتهم الثاني عشر الّذي أعزّ دينهم وجعله منيعاً !!!
ــــــــــ
(1) جلال الدّين السيوطي، تاريخ الخلفاء، (ط1، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1408/ 1998)، ص201.
(2) محمّد بن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك، تحقيق نوّاف الجرّاح، (ط3، بيروت، دار صادر، 1429/ 2008)، مج4، ص1436.
(3) علي بن الحسين المسعودي، مروج الذّهب ومعادن الجوهر، (ط1، لا بلدة، دار القارئ، 1426/ 2005)، ج3، ص245.
(4) أحمد بن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، تحقيق علي شيري، (ط1، بيروت، دار الأضواء، 1411/ 1991)، ج 8، ص304؛ علي بن الحسين المسعودي، مروج الذّهب ومعادن الجوهر، (ط1، لا بلدة، دار القارئ، 1426/ 2005)، ج3، ص248.
(5) عليّ بن أبي الكرم ابن الأثير، الكامل في التّاريخ، تحقيق سمير شمس، (ط1، بيروت، دار صادر، 1429/ 2009)، ج5، ص136.
(6) إسماعيل بن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، (بيروت، دار ابن حزم، 1430/ 2009)، ج3، ص1941.
(7) محمّد بن أحمد الذّهبي، تاريخ الإسلام، تحقيق عمر عبد السلام تدمري، (ط1، بيروت، دار الكتاب العربي، 1407/ 1987)، ج8، ص294.
(8) أحمد بن حجر العسقلاني، فتح الباري، (بيروت، دار المعرفة، لا ت)، ج13، ص184.
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم ،،،
اللهمّ بحقّ آل محمّد عليهم السّلام
عجّل بظهور مولانا وإمامنا الثاني عشر الحجّة القائم
المهدي عليه السّلام ،،،