إنك تعلم تمام العلم بكل المفسدين من حولك، وقد تلقيت من أصدقائك واخوانك في حزب الدعوة (من خارج السلطة) شكاوى كثيرة، أخبروك عن تذمر الناس من الفاسدين المحيطين بك، وكنت تقول لهم: (ماذا أفعل كل من حولي حرامية)، لكن هذا لا يكفي يا دولة الرئيس، إنها إدانة لك عندما تبقيهم حولك يصنعون قراراتك ويسرقون قوت الشعب الفقير.
أنت يا دولة الرئيس تتولى منصب أمين عام حزب الدعوة الإسلامية، وهي مسؤولية كبيرة تحاسب عليها، عندما تتصدى لقيادة حزب إسلامي بتاريخه المشرق وتضحياته الكبيرة، ثم تحيط نفسك بسرّاق ومرتشين، وتساهم في منع تشكيل لجنة التقييم والانضباط الحزبي، حتى لا تحاسبهم هذه اللجنة على فسادهم.
لقد بدأ الفقراء يتحركون، ضاقوا بما هم فيه من فقر وجوع ونقص الأمن والخدمات، فيما يعبث الذين من حولك بمقدراتهم وثرواتهم، آمنين مطمئنين، في ظل تعطل الرقابة الحكومية، وعجز الهيئات المعنية بمحاربة الفساد عن التحرك، لكن ذلك لن يطول كثيراً، فالشرارة إذا اشتعلت فانها ستتحول الى بركان غضب.
إنك يا دولة الرئيس تحدثت مع مقربيك قبل أيام قليلة، في إجتماع خاص، بأنه لو حدثت إنتفاضة في العراق فأنها ستحرق الأخضر واليابس، هذا ما قلته في إجتماعك الخاص، فما الذي يؤخرك عن خطوة جريئة تطرد فيها الفاسدين من حولك، وتسترد الأموال المسروقة لتعيدها الى أفواه المحرومين الجائعين من ابناء الشعب الفقير.
أبا إسراء.. إن لم ترد أن تحقق العدالة لأي سبب كان، فتعامل مع الموقف من واقع المصلحة السياسية أو حماية مستقبلك السياسي، وفي كل الأحوال يجب عليك محاسبتهم واتخاذ خطوة شجاعة.. ولك الخيار، فالشعب المظلوم المسروق له خياره وكلمته الحاسمة.