|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 26730
|
الإنتساب : Dec 2008
|
المشاركات : 85
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
من يقف وراء تفاهات (تظاهرات) 25 شباط المشبوهة ؟
بتاريخ : 25-02-2011 الساعة : 02:40 AM
من يقف وراء تفاهات (تظاهرات) 25 شباط المشبوهة ؟
أعتقد أن الصغير قبل الكبير في العالم العربي عموماً وفي العراق خصوصاً أصبح يعي معنى كلمة التظاهرات والمظاهرات، وأن المظاهرات هي ظاهرة حضارية الغرض منها الاعتراض على خلل ما في النظام السياسي من قبيل الاستبداد وتوريث السلطة وسواه أو الاعتراض على الواقع الخدمي السلبي وسواه من الأمور الأخرى، وأصبح المواطن العادي يعلم أن الدستور يكفل حق التظاهر السلمي خصوصاً في هذه الأيام المباركة التي أطيح فيها برؤوس أشرس الطغاة المستبدون الذين حكموا شعوبهم بالحديد والنار، ونهبوا الخيرات ولم يخلفوا سوى الفقر والجوع والظلم والتخلف.
أما في العراق الذي لا يزال يعيش مرحلة التغيير بعد زوال النظام الديكتاتوري البعثي البغيض فالحديث عن التظاهرات يحمل في طياته العديد من علامات الاستفهام.
ففي الحكومات السابقة التي تلت سقوط النظام المقبور كانت توجد بعض الأمور السياسية السلبية التي أدت إلى تردي الأوضاع الأمنية والخدمية وسواها، وكان على رأس تلك الأمور السلبية هي عقبة المحاصصة الطائفية والحزبية.
فالمحاصصة ولدت أزمات ثقة بين الفرقاء السياسيين، وأزمة الثقة بدورها ولدت تناحراً سياسياً قائماً على الإقصاء والتهميش وتسقيط الآخر، وهذه بدورها ولدت سوء الخدمات المقصودة لإفشال الفرقاء في داخل المؤسسة الحكومية ذاتها، فمن منا لا يتذكر انتقادات كبار المسؤولين في الحكومة للحكومة وهم يشكلون جزءاً مهماً منها!
والتظاهر أو الاعتراض على النظام السياسي لابد أن يكون وفق معايير معينة، أهمها الاعتراض على الواقع السياسي المزري النابع من تقصير النظام السياسي. ولو سلطنا الضوء على الحكومة العراقية الجديدة التي لا تزال تعيش مرحلة المخاض لوجدناها بعيدةً كل البعد عن التقصير، وليس من الإنصاف أن نضعها في خانة التقصير بل وحتى لا نستطيع أن نضعها في خانة القصور، ذلك لأنها لم تأخذ الفرصة بعد لمزاولة أعمالها.
فالتظاهر على مسألة الاستبداد السياسي في الحكومة العراقية الجديدة هو أمر مردود، فالاستبداد يعني الانفراد في الحكم وهذا بحد ذاته أمر غير منطقي فالنظام القائم لا يمكن أن يكون مستبداً خصوصاً بعد أن تبلورت تشكيلته على احتواء مختلف أطياف الشعب العراقي الذي انضوى تحت القوائم الائتلافية التي تمثل البرلمان الحالي.
أما التظاهر على سوء الخدمات وسواها فهو مردود كذلك لأن الحكومة لا تزال في مرحلة المخاض كما أسلفنا، وليس من العدل أن تجهض حكومة تشكلت على أساس ديمقراطي وهي لم ترى النور بعد؟
ومما لاشك فيه أن المظاهرات السلمية التي يقوم بها بعض المواطنون الذين يطالبون بحقوقهم من خلالها يتم استغلالها من بعض الجهات المشبوهة المتضررة من العملية السياسية والتي ضربت مصالحها ولم يبقى لها خيار سوى إشاعة الفوضى واستغلال الوضع العام لإحداث تغييرات في العملية السياسية، وفي العراق الأبي لا توجد أي جهة معينة سوى التنظيمات السرية لحزب العودة - البعث المقبور سابقاً – وسواهم من الحثالات المرتبطة به
فالبعث لا يروم الاشتراك في العملية السياسية كما يطبل القريبون منه، بل يروم العودة إلى سدة الحكم بانقلاب جديد أكثر سواداً من انقلاب شباط الأسود قبل ثمانيةً وأربعون عاماً ليتسلق إلى الحكم من خلال بعض المخدوعين بالشعارات البراقة التي يروج لها العفالقة، كما تسلق سابقاً إلى السلطة على أكتاف الشيوعيين الذين قام باستئصال شأفتهم بعد ذلك في 8 شباط الأسود.
على الشعب العراقي الأبي أن يعي حقيقة الدعوة إلى تظاهرات 25 شباط التي ارتاب منها أهل الحل والعقد في مختلف المجالات والاختصاصات، وعلى رأسهم مراجع الدين العظام ومن بعدهم مختلف طبقات المجتمع من سياسيين وأدباء وممثلي منظمات مجتمع مدني وشيوخ عشائر، وغيرهم وكانت نتيجة هذا الريب هو الرفض الشامل لهذه التظاهرة المريبة، التي لم يعد يطبل لها سوى المشبوهين المحسوبين على النظام العفلقي المقبور والمروجين لهم من القنوات الفضائية البعثية الهوى، وكذلك بعض المغلوبين على أمرهم ممن عانوا الضيم وحرموا من بعض استحقاقاتهم من الذين جرفتهم الموجات الخادعة التي يطبل لها البعث وفلوله المندحرة. فالبعثيون يعتبرون يوم 25 شباط فرصة ذهبية للعودة إلى السلطة، لذا فهم ينفقون الأموال الطائلة في سبيل ذلك، حتى أنهم بدءوا يلتفون حول بعض المتظاهرين الحقيقيين ويحاولون إغرائهم بالأموال والمناصب الحكومية إذا ما تغير نظام الحكم في العراق، وقد كشف عن هذه النيات الخبيثة أحد المثقفين والكتاب الذين تجمهروا في ساحة التحرير وهو الصحفي حسن جمعة الذي صرح قبل أيام بأنه مستعد لأن يحرق نفسه ليشعل شرارة التغيير تحت نصب التحرير على حد تعبيره أسوة بمحمد بوعزيزي مفجر ثورة تونس، والذي انهالت عليه العروض المغرية من قبل البعثيين المرتبطين بجناح يونس الأحمد لحثه على تنفيذ ما صرح به سلفاً.
أذن فتظاهرات 25 شباط هي تظاهرات بعثية بنسبة 95% يبتغى من وراءها العودة إلى ما قبل 9/4/2003 وقد تم التنظير لها على كافة المستويات، منها على سبيل المثال محاولات خبيثة لزعزعة الأمن والاستقرار من خلال استهداف المتظاهرين أنفسهم بهجمات مختلفة ومتنوعة منها على سبيل المثال استهداف المتظاهرين من خلال زمر إرهابية ترتدي زي الأجهزة الأمنية من أجل تحريض الجماهير وتضليل الرأي العام
ومع أن المرجعيات الدينية التي تنتمي إليها الأكثرية الساحقة للشعب العراقي حذرت وحرمت المشاركة في هذه التظاهرات المشبوهة إلا أننا نهيب بإخواننا المصرين على التظاهر في يوم 25 شباط بأن يكونوا على حذر تام للحيلولة دون استغلال مظاهراتهم ومصادرة جهودهم وإيقاعهم في بئر الفتنة الأسود القرار.
{وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }
|
|
|
|
|